رأي ومقالات

الطاهر ساتي : بلادنا رائعة بانسانها وآثارها وكل رقعة جغرافية فيها (معلم سياحي).. ولاينقص كل هذا الجمال غير النهج الإداري العارف ( فن التشطيب)..!!


[JUSTIFY]بالمناسبة..لم تصلنا أي دعوة – لا كتابة ولا شفاهة – من القائمين على أمر مهرجان جبل البركل، ولم ننتظرها أو (نتوقعها)..والحمد لله، لسنا من الذين تستمد أقلامهم طاقاتها وحركتها من دعوات السكرتير الصحفي لرئاسة الجمهورية وغيره من حرس الإعلام الرسمي..وكل ما في الأمر، بعد إفتتاح المهرجان بتشريف رئيس الجمهورية، لم نقرأ ونشاهد ونسمع في وسائل الإعلام من التغطية ما تليق بحجم هذه التظاهرة الثقافية والسياحية التي لم تشهد الشمالية مثلها من قبل، فتحركنا – بعرباتنا – وطاب بنا المقام في ديار أهلنا، و كنا محل حفاوة وترحاب أهل مروي وكريمة وصرنا – بكريم خصالهم – أفرادا في (أسرهم العريقة)..!!

:: الثغرة الإعلامية في مهرجان البركل كانت – ولا تزال – (واضحة جداّ).. فالإعلام الرسمي – إذاعة وتلفزيون، وكذلك صحفهم – إختزل الحدث الثقافي والسياحي في (خطاب رئيس الجمهورية)، ثم غادر مروي ليعود مع النائب الأول لرئيس الجمهورية.. لم يُفكر أحدهم معنى أن ينقل التلفاز أو الإذاعة مسرحاً عليه يُطرب عمر إحساس أهل دنقلا بتراث دارفور، ولم تخطر في خاطرهم قيمة نقل مشاهد حشد يمروي يحتفي بسيدي دوشكا وتراث البجا..وهكذا، منذ أسبوع وثلاثة أيام، كل ثقافات السودان تعرض ذاتها وبالشمالية..ومع ذلك، عقول من يسمون أنفسهم بقادة إعلام الدولة مُقيدة بسلاسل العجز عن الإبداع و فشل الإنحياز لوجدان الشعب ..!!

:: وأخطأت لجنة إعلام المهرجان – قبل و طوال أيام الحدث – عندما راهنت في الترويج والتسويق لمن لا يتقنون غير الترويج والتسويق لأنفسهم.. ولولا مبادرة وإجتهاد إدارة و شباب قناة النيل الأزرق وأمدرمان و ساهرون، لما وثقت تفاصيل هذا الحدث الكبير غير ذاكرة أهل مروي وكريمة وضيوف المهرجان.. وكما كان الإعلام هزيلاً، غاب المسرح أيضاً عن هذا الحدث الثقافي رغم أن مسارح الخرطوم عرضت قبل المهرجات بعض المسرحيات الجديدة..أهل المسرح في شوق للتجوال بمسرحياتهم، ولكنهم لا يجدون المبادر بالدعوة، وما كان يجب تغييبهم في هذه التظاهرة الثقافية ..!!

:: بارض المعارض، سألت مسؤول دار آفاق للنشر عن حال القراءة بمروي وكريمة، فأجاب : (شاركنا بخمسمائة عنوان، وأدهشنا حجم القوى الشرائية التي تجاوزت (80%)، وما بعناها هنا خلال أيام المهرجان – 10 أيام – لا نبعها في الخرطوم)..والمؤسف، كادت محلية مروي أن تدفع هذا المسؤول رسوماً نظير عرض كتبه لولا لجنة المهرجان التي وفرت الحماية للمعارض..ولكن، كل من باع أو عرض خارج (صيوانات المعارض)، دفع رسوما لمحلية مروي بلا مقابل خدمة ..ولو كانت محلية مروي تُقدر قيمة الأشياء، لما إنتظرت ساحة جبل البركل لجنة تمدها بالكهرباء والخدمات..وهذا ليس بمدهش، فالمحليات في السودان – أصلاً – لا تبدع إلى في الجبايات وإرهاق البسطاء و مطاردة ستات الشاي..!!

:: وختاماً..غير فعاليات الحدث التي أحدثت حراكاً إيجابيا في كل مناحى الحياة بمروي وكريمة، يستطيع أي زائر أن ينسب للمهرجان فضل حضور وإستمتاع السواح إلى آثار جبل البركل طوال ساعات اليوم، و أن تواصل السواح إلى موقع الجبل صار ( ممُكناً)..نعم، فالأرض هنا كانت محض يباب مظلم و بلا خدمات، ولكنها أصبحت اليوم (مكاناً أنيقاً)، ونأمل تعمير هذا المكان بالقوافل الطلابية والشبابية و الأسر على مدار العام.. وبما أن كردفان تتهيأ لمهرجان الرمال قريباً ، فليكن الحدث مهرجاناً لإنشاء وتأسيس (البنية التحتية)..بلادنا رائعة بانسانها وآثارها و أنهارها وبحرها و رمالها و سهولها، وكل رقعة جغرافية فيها (معلم سياحي).. ولاينقص كل هذا الجمال غير النهج الإداري العارف ( فن التشطيب)..!!

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[/JUSTIFY]