منوعات

(قصة من داخل السجون) :عائلة تودي بابنها للهلاك من أجل جلب المال


[JUSTIFY]عاش أجيراً عند أهله، رهيناً للضرب والعقاب بكل قساوة ،في حال لم يطيع أوامرهم الجبارة ،التي ترغمه على جلب المال بأى طريقة ،وبغض النظر عن المصدر والزمن ،حتى أصبح مريضاً بالسرقة وشارباً من كأس الحرام ليرضي ذويه .

” و _ ح ” شاب عشريني العمر، عمل في كل المجالات المحرمة ،ليشبع طمع وجشع أهله ويسد جوعهم الضاري الذي لا ينتهي .

أسرة مفككة

عاش في أسرة مفككة ،الوالدة مطلقة والوالد عاجز كبير السن، تعتاش وتتغذى على الحرام .

التقت ” دنيا الوطن” ” و _ ح ” جلس يسرد مشواره مع السرقة ،ومعانته مع أشقائه قائلاً ” عشت في بيت لا يعرف الرحمة ولا الشفقة، أتعرض للضرب العنيف لأتفه الأسباب، كنت أشعر أنني غريب بين إخوتي، ووجودي جاء هنا بالغلط ،لدرجة في يوم من الأيام إعتقدت أني ليس منهم من شدة القساوة التي أراها منهم ،متابعاً : حيث أني أصغرهم سناً ، كانوا يفرضون على السرقة، وجلب المال بأى طريقة ،وينتظروني على الباب ليأخذون ما أحضره وأجنيه من المسروقات” .

تابع : ” قبل سنوات عملت بالأنفاق بين الحياة والموت لعدة أشهر، وفي نهاية الإسبوع يأتي شقيقي الأكبر، ويأخذ أجرتي غير مبالي بما أشعر به من تعب أو مشقة ،عدا عن الإهانة والضرب الذي أتعرض اليه لمجرد إعتراضي فقط “.

العمل بالأنفاق

بعد فترة طويلة توقف العمل بالأنفاق، وأصبح عاطل عن العمل، وجلس بالبيت لا حول له ولا قوة ،وكان أخيه يملأ له زجاجة ماء واحدة فقط ، تكفيه لمدة أسبوع دون تناول غيرها ، ويقسط عليه الطعام بنسبة قليلة جداً ،حيث أنه شعر نفسه من كوكب أخر، لايمت لهم بصلة ولا تربط بينهم أدنى نوع من قرابة العرق والدم .

واصل حديثه : ” لم أعد أحتمل ما يجري لي ، وفاض بي الكيل ،وهربت من البيت وبلغت الشرطة عن شقيقي الأكبر، وتم سجنه كون علامات التعذيب واضحة على جسدي، حيث أنه ضربني بسكين في بطني، لأني لعبت بكرة القدم في البيت وهو نائم ،فاستيقظ مسرعا وطعني دون رحمة ” .

كسر قدميه

وبعد عدة أيام من البحث عنه أمسك به بقية إخوته، وأجبروه على التنازل عن القضية، ليخرج شقيقه الأكبر من السجن، وأعادوه للبيت لكن دون جدوى من الإحترام والتقدير، بل ازدات معاملتهم له سوءاً وقامو بكسر قدميه، حتى لا يستطيع الخروج من البيت ،ولم يعاود الهرب مرة أخرى.

أكمل حديثه مطأطأ رأسه للأسفل لمراسلة دنيا الوطن” بعد أشهر دخل علينا الحرب، وطلبو مني التحرك والخروج لأتدبر لهم ببعض المال بأى طريقة ،خرجت من البيت في أيام الهدنة، أتلفت شمالاً ويميناً لأصطاد أى شئ يلوح أمامي لأسرقه، وأسد ذروة جوعهم التي يطالبوني بها مراراً وتكراراً ” .

في أثناء تجوله بين الطرقات صادف صيدلية تعمل بها دكتورة ،وإستغل الموقف أنها سيدة يستطيع الهجوم عليها بسهولة، على حد قوله ،وتابع بدقة مراقبة المكان لفترة قصيرة، ثم دخل موهمها أنه يريد دواء، وأثناء وقوفه داخلا ،رأى لابتوب وجوال حديث الصنع وغالي الثمن ،و أسرع ومد يديه والتقط الأغراض بكل جراءة كونه متمرساً بالسرقة ، ولكن الدكتورة إقتربت تجاهه ،وهى تحمل مقص تقص به الدواء وتصرخ بأعلى صوتها، ولكنه باشر و ضربها بكل قوة، وإنتشل منها المقص، وضربها في وجهها وصدرهاعدة طعنات، أدت الى سقوطها على الأرض غارقة بدمائها، وولى هارباً حاملا المسروقات .

إبتعد قليلاً ودفن المسروقات بالمقبرة، لعدة ساعات حتى التقي بصديقه المقرب ،وقص عليه ماحدث له ،وعرض عليه أن يخبره بمحل ليتمكن من بيعهم بكل سرية .

ختم حديثه ويديه ترتعش ،بنفس اليوم تسللت أنا وصديقي لمحل لنبيع الأجهزة ، ولكن تفاجأت بالشرطة تداهم المكان، وتبحث عن مواصفاتي الي أدلت بها الصيدلانية، وتم القبض على حيث أنني مشهور في تلك المنطقة بالسرقة ،متلبساً وتم سجني في مركز التاهيل والإصلاح ” الكتيبة”

دنيا الوطن ..
خ.ي[/JUSTIFY]