رأي ومقالات

عثمان ميرغني: امتحان شفهي..!!


بالله ارجوك تواضع وامنحني فرصة أن أضعك أمام اختبار (شفهي) بسيط.. مكون من سؤالين فقط..
السؤال الأول.. ماذا يمثل اليوم الأول من يناير عام 1956 بالنسبة للسودان.. ولأن الامتحان شفهي أكاد اسمعك وقد قلت (يوم الاستقلال).. حسناً (نأخد منك إجابة!!)- على رأي محمد موسى، مقدم برنامج (الشروق مرت من هنا).
السؤال الثاني.. وماذا يمثل يوم 26 يناير 1885 بالنسبة للسودان.. طبعاً سمعتك ترد (فتح الخرطوم!!).. هذه إن لم تكن إجابتك (أديني خيارات)!!..
بسبب إجابتيك هاتين.. تجرأ رئيس جمهورية سابق، ووضع صورته على العملة السودانية.. فهو- أيضاً- يرى أن مبيته ليلاً في (خور عمر)، ثم انقضاضه على السلطة.. وسيطرته على تلابيب حكم البلاد لمدة (16) عاماً إنجازاً يستحق أن يخلده التأريخ السوداني، ويحفظ جميله؛ بطباعة صورته على العملة السودانية، ليراها الشعب كل يوم.. كلما أدخل يده في جيبه..
الإمام محمد أحمد المهدي كان عمره (37) عاماً، عندما تجرأ ليعلن الحرب على أعتى دولة في العالم- آنذاك.. وانتصر- عنوة واقتداراً- وكسر شوكة وأنف هذه القوة الاستعمارية، وحرر السودان.. حقق هذا الإنجاز وعمره (41) سنة لا أكثر.. ومع ذلك لا يحتفل به أحد.. ولا صورة له في ميدان عام.. ولا حتى مجرد مركز ثقافي- لا يدخله أحد.. والأدهى.. أن تكون ذكرى إنجازه مجرد (حدث!!)، يحفظ تاريخه التلاميذ في المدارس لزوم الامتحان.. لا أكثر.
تصوروا.. المستعمر البريطاني عندما دخل السودان في العام 1898 سمى العملية (استعادة!!) السودان.. ونحن عندما خرج في 1956 سميناها (استقلال!!) السودان.. ولو قرأنا التأريخ جيداً لاكتشفنا أن (استقلال) السودان الحقيقي كان في 26 يناير 1885.. بينما كانت (الاستعادة) في 1956.. عندما استعدنا من دولتي الحكم الثنائي وطننا الذي سلبوه منّا في 1898.
بريطانيا رفضت ضم السودان إلى قائمة (مستعمراتها)، وعدّتها عملية (هجين!).. مشتركة بين بريطانيا ومصر.. وفعلاً- كان جيش الغزو يتكون- بصورة غالبة- من المصريين والسودانيين، تحت قيادة بريطانية.. بيما تولت مصر تمويل عملية (استعادة) السودان.
لا نطلب شطب عيد الاستقلال، لكن من باب تصحيح التأريخ السوداني يجب إعادة تعريف وتوصيف ما حدث يوم 26 يناير 1885.. تحويله من (فتح الخرطوم) إلى (اليوم الوطني السوداني)، عيد تأسيس السودان.. وليس مجرد استقلاله..
وحتى لا تتضارب المناسبتان.. أقترح إلغاء عطلة اليوم الأول من يناير (عيد الاستقلال)، والاكتفاء بالاحتفالات البرتوكولية.. وتحويل العطلة الرسمية إلى اليوم الوطني في 26 يناير..
قد تبدو المسألة شكلية.. أو غير ضرورية.. لكنها مهمة للغاية في طريق إصحاح واقعنا الراهن.. نحن نعاني أزمة حاضر؛ سببها ضمور في الذاكرة التأريخية، ناتج من عمليات تشويه متعمدة، تمارس على الشعب السوداني، حتى يفهم التأريخ حسب (المزاج السياسي!!)..
أعيدوا تصحيح تأريخنا السياسي

عثمان ميرغني- التيار


تعليق واحد

  1. وماذا نستفيد من مقترحك هذا هل يعيد الينا سوداننا كاملا غير منقوص هل يعيد ذلك لنا المحبة والتآلف ونسيان النعرات القبلية التى سادت فى هذا الزمان وهل يشبع مقترحك بطون الملايين من اهلى الخاوية اذا ما عندك موضوع وتشعر باننا فى رفاهية ورغد من العيش وننام آمنين مطمئنين نتقبل مقترحك هذا اما والحال الآن يغنى عن السؤال ف…. يفتح الله

  2. وجهة نظر , و لكن هل تريد ان نحتفل بفكرة قائمة على كذبة ؟

    محمد احد المهدي لم يكن الامام المهدي و كلنا نعلم ذلك فلماذا تريدنا ان نحتفل بكذاب ؟؟

    مجرد وجهة نظر لا غير …..