احلام مستغانمي

نعم . . يا سيّد الأحلام الكبيرة . ( 01 )


نعم . . يا سيّد الأحلام الكبيرة . ( 01 )
في ذكرى رحيل الكبير هواري بومدين ( 27 ديسمبر 1978 ) الذي مذ رحيله والجزائر ترتدي حداده .

أُحبُّ هواري بومدين ، الذي أحبَّ الجزائر من دون مقابل ، أعطانا ما استطاع من العُنفوان ، ومضى دون أن يُعطي اسمه حتى لبيت . فقد مات من دون أن يمتلك بيتًا . وعلى الرغم من أنّ الكثيرين صنعوا ثرواتهم في أيامه ، فقد كان بومدين أفقر رئيس عرفته الجزائر ، وربما كان وجمال عبد الناصر ، أفقر حاكمين عرفتهما الأمة العربية . فيوم وفاته كان أقاربه من الحاجة و بؤس المظهر ، بحيث ما استطاع المسؤولون عن التشريفات إجلاسهم على المنصة الشرفيّة .
كان بومدين أيام حكمه ، يمنع أيًّا كان من أفراد عائلته ، أن يُصرّح بأن له قرابة به . و لأن اسمه الحقيقي كان محمد بوخروبة ، لم يتعرّف الناس إلى أحد من أقاربه ، و لا استفاد هؤلاء للوصول إلى أي منصب ، أو امتياز . و لصرامته في هذا الموضوع ، كان يزور والده في المستشفى العسكري بسريّة تامة ، أذهلت الأطباء ، لكونه لم يطلب أن تُقدّم له أية عناية خاصة عن باقي المرضى ، حتى و هو يُصارع الموت . وما كنتُ لأعرف بذلك لولا تواجد أبي للعلاج في المستشفى نفسه . وتحكي زوجته أنيسة في كتابها عنه ، أنه يوم تزوجها طلب منها مواصلة دراستها و ألاّ تنخدع بمنصبه ، لأنّه لو حدث له مكروه ، فلن تجد بعده ما تعيش منه . [ يتبع..

الكاتب : أحلام مستغانمي