رأي ومقالات

يوسف عبد المنان : نقاط .. ونقاط


[JUSTIFY]{ المشهد العام لعلاقة السودان بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي يشي بأن ثمة مواجهة قادمة بسبب ثلاثة قضايا الأولى موقف السودان الرافض لبقاء قوات (اليونميد) باعتبارها فقدت مبررات بقائها.. وأنها تحمى الآن من قبل القوات المسلحة.. بينما ترفض الأمم المتحدة خروج قوات (اليونميد) في الوقت الراهن.. وفي ذلك تتقاطع الرؤيتان للحكومة والأمم المتحدة، القضية الثانية إجراءات طرد اثنين من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي ورفض الأمين العام للأمم المتحدة قرار الطرد.. القضية الثالثة فشل المفاوضات حول المنطقتين ودارفور يؤزم العلاقة مع الأمم المتحدة وقد صدرت (الأربعاء) الماضي مناشدة من الاتحاد الأوروبي لاستئناف التفاوض.. هذه المؤشرات قد تؤدي إلى مواجهة مع المجتمع الدولي في القريب العاجل.. فهل الحكومة قادرة على إدارة مثل هذه المعركة.. ومتحسبة لنتائجها؟ ومتى تنهض لجنة حكومية رفيعة المستوى لإدارة الأزمة القادمة وهي أزمة ليست سهلة كما يعتقد البعض لأن السودان لن يحقق نصراً على الأمم المتحدة ومجلس الأمن كما يعتقد البعض.
{ كل العالم يعلم أن دولة جنوب السودان تحتضن كل حركات التمرد السودانية من قطاع الشمال ودارفور وتفتح معسكرات التدريب لهذه المليشيات وتقدم الدعم العسكري والتدريبي والأسلحة الخفيفة والثقيلة.. فلماذا لا تتعامل الحكومة السودانية بالمثل وتفتح أرضها لحركات التمرد الجنوبية وتقدم لها الدعم اللوجستي عملاً بسياسة العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص.. والجنوب لن يكف عن دعم التمرد إلا إذا أيقن أن الشمال يستطيع أن يفعل الكثير جداً.. ولكن الحكومة تسعى لعلاقة جيدة مع الجنوب وتتودد لسلفاكير وتثق في بعض ما يقول شفاهة في الوقت الذي يمد فيه “سلفاكير” المعارضة بالأسلحة للسودان بكل احتياجاتها لإسقاط النظام.. إن ذهاب السفير د. “مطرف صديق” من جوبا ربما تعتبر خطوة لها ما بعدها.. قد تجد جوبا نفسها أمام واقع جديد في مقبل الأيام.
{ كنا نعتقد أن وجود الكبار في لجنة “بدرية سليمان” للتعديلات الدستورية في البرلمان سيعصم اللجنة من التصدعات والانقسامات ولكن توالى تقديم استقالات أعضاء لجنة الدستور من “عواطف الجعلي” إلى الفريق “مهدي بابو نمر” يعود إما لغياب د. “نافع علي نافع” و”علي عثمان محمد طه” عن أعمال اللجنة الشيء الذي أفقدها القيادة التي يجمع حولها الأعضاء، فالأستاذة “بدرية سليمان” رغم خبرتها القانونية وقدراتها الفائقة في صياغة القوانين إلا أن كثيرين من أعضاء البرلمان لا ينظرون إليها كقيادية سياسية مثل د. “نافع” و”علي عثمان” كقيادات حتى لو ابتعدت مؤقتاً عن المشهد تظل فاعلة وقادرة على كبح جماح قيادات الوطني..
{ عاد د. “عبد الرحمن ضرار” وزير الدولة بالمالية من الصين باتفاق مع الحكومة الصينية على تمويل مطار الخرطوم الدولي.. ولكن خيبة الأمل الكردفانية إن طريق أم درمان بارا لم يجد حظه من التمويل حتى اليوم!! رغم وجود السفير الكردفاني نعني الكردفاني (عمر عيسى) في بكين.. فهل ستتولى المالية الاتحادية تمويل الطريق بمواردها الذاتية وتفتح باب المشاركة للشركات الوطنية لتنافس في قطاعات الطريق لتصطاد الدولة عدة عصافير أولاً تأهيل الشركات الوطنية.. وقيام الطريق وفاءاً لأهل كردفان الذين يستحقون أن يكتمل هذا الطريق!! بعد أن تم تمويل تشييد مائة كيلو متراً وأسندت لشركة زادا..
السؤال ما هو دور ولاية الخرطوم في مساعدة شقيقتها شمال كردفان؟ ولماذا لا تتكفل حكومة “الخضر” بإنشاء مائة كيلو متر غرباً وفي ذلك يمثل استثماراً مشتركاً لمشروعات غرب أم درمان.
في صمت أطلق جهاز الأمن الوطني الشباب الذين تم اعتقالهم في أبو جبيهة بسبب نزاع بينهم ومعتمد المحلية فوجدت الخطوة ارتياحاً بالغاً من مواطني أبو جبيهة.

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]