تحقيقات وتقارير

دار الاستقلال مغلقة: أدى النزاع حول “نادي الخريجين” لتدخل السلطات المختصة.. للأسف.. لا يمكنكم الوصول إلى مبنى دشن معنى حريتكم


[JUSTIFY]بعد أيام معدودة ستحتفلون بالاستقلال، لكن للأسف، فإن المبنى الذي دشن فيه معنى حريتكم بات مغلقا، ولا تستطيع أي جهة إقامة أي نشاط فيه، حتى الآن، ولو كان احتفالا بعيد الاستقلال نفسه، إذ ظل “نادي الخريجين” الذي أنشئ في العام 1938 في شارع الدكاترة الأمدرماني مغلقا منذ حوالي عام كامل، إثر مشاجرة ونزاع في حق إدارته بين مجموعتين تتنافسان داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي، هما مجموعة الأمين العام للحزب الدكتور جلال يوسف الدقير ومجموعة الشريف صديق الهندي الذي انشق عن الحزب قبل سنوات، وقد أدى النزاع بينهما إلى تدخل السلطات المختصة التي أمرت بإغلاقه.

يرى عصام عبد الماجد أبو حسبو الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد أن إغلاق دار الخريجين يمثل سقوطا للضمير السوداني ومأساة اجتماعية وجدانية قبل أن تكون سياسية، وأبدى أبو حسبو وهو يتحدث لـ(اليوم التالي) حزنه وقال إنه حزين لإغلاق بقعة صغيرة شهدت انطلاقة جذوة الوعي السوداني في أرقى معانيه، وأعلى قيمة التحرر الذي قاده أبناء البلد وأخذوا على عاتقهم همّ الاستقلال بلا حزبية أو جهوية، بل كانت مهمة وطنية ميزها أنها جاءت بتضافر الرؤى والتوجه القومي الخالص، انتهى بأن نال السودان استقلاله.

وتمر على الدار الآن ما تقارب الـ “100” سنة منذ إنشائها الأول في العام 1918 وقرابة السبعين عاما بعد وضع حجر أساسها في العام 1950، وهي هبة من الشريف يوسف الهندي، حيث كانت داره الخاصة، وهبها لخريجي الجامعات والمدارس آنذاك تأييدا لهم لإقامة نشاطهم المحتج على وجود المستعمر..

ويرى طيف كبير ممن اعتادوا على التوافد في فترات سابقة إلى دار الخريجين أن إغلاق الدار يمثل صدمة كبيرة بالنسبة لهم، كون الدار تمثل رابطا تاريخيا لحركة الوعي وشعلة الوطنية.

وتضعك الجولة داخل دار الخريجين أمام إهمال مفرط في مبانيها، إذ تكسوها الأتربة، وهي حتى الآن غير مزودة بأي سيرة تاريخية أو مكتبة أو وثائق أو أجهزة حاسوب تمكن الزوار من استخراج المعلومات، كما أن بابها المغلق على الدوام يصد الكثيرين ممن يتوقون لمشاهدة معقل التاريخ والوطنية.

ويدعو أبو حسبو إلى إعادة فتح الدار مرة أخرى ويؤكد أن إغلاق الدار سببه خلافات سياسية محضة بين مجموعتين ليس حلا للمشكلة، حيث يمكن إعادة فتحها حسب رأيه كدار قومية أو متحف للخريجين، وينوه أبو حسبو إلى أن إغلاق دار الخريجين بهذه الطريقة يظهرها كأنها دار مشبوهة يدار فيها العمل الخبيث، وطالب الشعب السوداني بإقامة وقفة احتجاجية أمام الدار في عيد الاستقلال تعبيرا عن رفض إغلاقها وفتحها كدار للسودانيين والعمل الوطني.

ويتطلع الناس لعودة النشاط إلى دار الخريجين التي أصبحت مجرد مبنى أشبه بالتجاري، حيث تنتشر قربه عدة متاجر.. ويرى الكثيرون أن عودة الدار يجب أن تتم لصالح القضايا الوطنية، وكونها واحدة من المعالم التاريخية المهمة، ويمثل إغلاقها طمسا للهوية والتاريخ في بلاد واجب عليها أن تحترم تاريخ قادتها الأوائل، وليظل الخلاف السياسي وتقديرات المواقف في دور الأحزاب، لا في دار الوطنية، (دار الخريجين).

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]