تحقيقات وتقارير

القصة الكاملة لتحرير16رهينة من شبكات تجارة البشر


[JUSTIFY](الطبيعة الخاصة لظاهرة الاتجار بالبشر تستوجب إحكام التنسيق على المستوى الإقليمي والدولي وتواصل الجهود المشتركة بين الدول والمنظمات حتى يتم القضاء على الظاهرة المزعجة)، بهذه العبارة كشف وزير العدل محمد بشارة دوسة عن خطورة الاتجار بالبشر خلال اجتماعات المؤتمر الأول لمكافحة الاتجار بالبشر والذي عقد مؤخرًا بالخرطوم بمشاركة ثمان عشرة دولة ومنظمة دولية، ودعا السودان من خلاله المجتمع الدولي لإقامة شراكة إقليمية ودولية واسعة لمكافحة الظاهرة وانتشارها في منطقة القرن الإفريقي، ومع انتظار السودان لهذه الشراكة يظل تجار البشر يمارسون تجارتهم كل يوم ويعبرون الحدود لدول أخرى بضحاياهم الذين يواجهون أشد الصعاب فمنهم من يموت في الطريق أو يصل ليباع جسده أعضاء بشرية أو يظفر بمبلغ من المال يدفعه للتجار ويطلق سبيله.

بالأمس الأول تمكنت قوات مكافحة التهريب بولاية كسلا بعد معركة نارية من تحرير ستة عشر مواطناً إريتريا كانوا تحت سيطرة شبكة لتجارة البشر يقودها سودانيون بإحدى الغابات على نهر العطبراوي بمنطقة الحاجز بمحلية غرب كسلا، حيث بدأت القصة بعد ورود معلومات لإدارة مكافحة التهريب بقطاع كسلا والقضارف عن وجود ضحايا تحت سيطرة إحدى الشبكات ليتحرك تيم من الشرطة بقيادة المقدم حسن حسين والمقدم حسن سعد والملازم عبدالله باكاش لموقع احتجاز الضحايا ودارت معركة وتبادل لإطلاق النيران فر بعدها تجار البشر الذين كانوا يحملون أسلحة كلاشنكوف على متن عربة بوكس بعد أن استطاعت قوات المكافحة السيطرة على الموقع ليتم تحرير ستة عشر مواطناً إريترياً بينهم فتاتان تتراوح أعمارهما مابين 14- 20 عاماً ، أحد الضحايا ويدعى هايلي هايلاس تحدث لـ(السوداني) مشيرًا إلى أنهم كانوا يقيمون بمعسكر الشقراب وجاء أحد السماسرة واتفق معهم على تهريبهم للخرطوم للعمل هناك ليقوموا بالتسلل ومقابلة السمسار الذي قام بترحيلهم عبر مركب من نهر العطبراوي إلى خارج المعسكر، لتبدأ مأساتهم عقب ذلك باختفاء السمسار بعد أن قام ببيعهم وتسليمهم لمجموعة مسلحة قامت بتقييدهم بالسلاسل والطبل واقتيادهم عبر عربتي بوكس عبر النهر إلى إحدى الغابات في ثمانية أيام وقال هايلي:(كانت معنا فتاة ثالثة سقطت من العربة ولا نعلم مصيرها حتى الآن هل هي حية أم ماتت؟) وأشار هايلي إلى أن المختطفين كانوا يطعمونهم عدساً ودقيقاً ولحماً مجففاً وعندما يأتي الليل يعاقر المختطفون الخمر والمخدرات ويقومون بضربهم وتعذيبهم ويسألونهم عن عناوين أسرهم للاتصال بهم. وقال هايلي:(قالوا لنا إذا أردتم أن تعودوا إلى أهاليكم فعلى الفرد أن يدفع مبلغ 47 مليون جنيه). وأضاف(هددونا بالقتل فى حال رفض أسرنا دفع مبلغ الفدية المطلوب).
غابريال ملس قال للصحيفة إنه اتصل بأسرته والتي لا تملك شيئاً إلا أن أسرته بدأت في بيع الأثاثات وكل ما يوجد في المنزل من أجل تحريره، إلا أن قوات مكافحة التهريب استطاعت تحريرهم من تجار البشر. وأشار غابريال إلى أنهم تعرضوا للضرب بالسياط وللركل بالأرجل وأن الفتاتين تعرضتا لإعياء شديد بسبب الضرب.

العقيد مروان حسين مدير قطاع مكافحة التهريب بقطاع كسلا والقضارف قال في تصريحات صحفية إنهم ظلوا متابعين لكافة المعلومات التي وردت إليهم حول اختطاف هؤلاء الأشخاص وأن تيم المكافحة استطاع بكفاءة واقتدار أن يضع حداً لمعاناة المختطفين، مؤكدًا على أنهم سيواصلون ترصدهم لكل شبكات الاتجار بالبشر وإلقاء القبض عليها مشيرًا إلى أن الإدارة استطاعت تحرير سبعة مختطفين مطلع الشهر الحالي. وطالب العقيد حسين بوقوف الجميع صفاً واحدًا للقضاء على ظاهرة الاتجار بالبشر وتوفير الدعم اللوجستي والإمكانات المطلوبة حتى يتسنى للشرطة الوصول لكل الأوكار المنتشرة في المناطق الشرقية.

رئيس المجلس التشريعي لولاية القضارف الأستاذ محمدالطيب البشير أكد في حديثه لـ(السوداني)أن الظاهرة أصبحت من المهددات الحقيقية لإنسان الشرق بصفة عامة حيث إن المواطنين أصبحوا لايأمنون على أنفسهم أو على أبنائهم. وأضاف أن بعض ضعاف النفوس استغلوا رغبة الكثيرين في الذهاب إلى أوروبا فعمدوا للترويج لتهريبهم إلى أوروبا وإسرائيل عبر سيناء بجمهورية مصر العربية، وتطورت الظاهرة فتحولت من تهريب إلى تجارة بالبشر وأصبحت مؤخرًا أخطر من ذلك بعد أن تحولت إلى اختطاف وسرقة الأعضاء الداخلية للمختطفين واختتم بقوله “الظاهرة أصبحت مقلقة جداً للمواطنين بعد أن تحولت من تهريب وتجارة إلى بيع أعضاء.

محمدحسن كبوشية
صحيفة السوداني
ت.أ[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. الشكر موصول لكل من ساهم في القبض على هؤلاء المجرمين , وهذا واجب الشرطة , نتمنى ان يحذر بقية اللاجئين في المعكسر من تكرار مثل هذه الاخطاء,, كما نتمنى ا ن ينال المختطفين جزاءهم ويتم التحري معهم من اجل الوصول لكل الشبكة والقضاء على هذا النشاط الذي شوه صورة المنطقة وصورة شعب السودان المسالم ,, وللاسف ليست المرة الاولى التي يقبض فيها على هؤلاء التجار لكنهم للاسف لا يلاقون العقوبة الرادعة بالتالي يزداد اصرارهم على الاتجار في البشر نتمنى نتمنى ان ينال هؤلاء الوحوش جزاءهم ,, ولو هناك شريعة فجريمة هؤلاء هي انهم يعاملون كقطاع الطرق يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض كما في آية المائدة ,,, هذا حد من حدود الله مثل حد الزنا والخمر وغيرها من الحدود يجب ان لا يتم تعطيله فالدين يجب ان يؤخذ كله وليس ان نطبق حد الزنا ونترك هذا الحد وهذه الجريمة المركبة فيها قتل وسرقة واغتصاب وحرابة
    ختاما شكرا لشعب السودان لاستضافته لهؤلاء اللاجئين المفلوبون على امرهم ولو كان بيدهم لما فعلوا ما فعلوا لكن يبدوا انهم يهربون من ظلم افظع وانكى من هذا ,,,
    لكل الله يا شعب ارتريا الام ومآس اينما حللت تفر من الرمضاء للنار