عبد اللطيف البوني

ان المساجد لله


[JUSTIFY]
ان المساجد لله

جاء في الاخبار الواردة من الاقاليم ان شابا طعن امام مسجد بمدية طعنة اودت بحياته وقال الجاني ان المجني عليه كان يعرض به في خطبته ويذكره بالاسم رحم الله الامام رحمة واسعة طبعا القضية الان بين يدى القضاء لا نود الخوض فيها ولكننا بصدد الحديث في موضوع عام وهو خطب الجمعة التي اصبحت تعج بالاسماء فقد كنا نظن هذا حكرا على العاصمة ولكن الواضح ان الظاهرة قد انتقلت من العاصمة للاقاليم او ربما تكون للاقاليم ظروفها الخاصة التي ابتدعت الظاهرة
في الخرطوم درج بعض الائمة ومنذ مجئ الانقاذ للرد على ماينشر في الصحف في منابر المساجد فتجد الواحد يصعد المنبر وفي يده قصاصة من جريدة يقراها ثم ينزل في كاتبها بالتقيل وقد نالني من هذا قدر لاباس به فمولانا كمال رزق امام امسجد الخرطوم الكبير تعرض ذات مرة لاحدى مقالاتي مفندا وواصفا شخصنا الضعيف باوصاف من شاكله العلمانية الجديدة وما وفوق فكتبت قائلا له انني لم اكن موجودا ولن استبعد انك فهمتني خطا اوربما قولتني مالم اقله لتبرير هجومك وحتى ولو كان من الحضور من يرى غير رايك فلن يجد فرصة للرد عليك لان طبيعة خطبة الجمعة لاتسمح بذلك ووصفت ذلك بانه انفراد غير حميد
الان في العاصمة يتحدث الان عن امام مسجد يمتلئ عن اخره بالمصلين لدرجة ان شرطة المرور تقف عند ساعة الجمعة لتنظم الحركة وهذا الامام يوصف بانه سلفي ولايوفر سياسي او فنان او كاتب صحفي او مقدم برنامج الا ويذكره بالاسم ثم يفعل بسيرته الافاعيل اخر سخرية واستهزاء واضحاك مما جعل منبره عبارة عن خشبة مسرح وباحة المسجد عبارة عن صالة وهناك الان عدة شكاوى من عدد من الصحفيين وفنانين لم يكونوا حاضرين ساعة تناول الامام لهم انما اخطرهم بعض الحضور وحتى ولو كانوا حاضرين لن يجدوا فرصة لمقاطعته او تصحيحه لما لخطبة الجمعة من قدسية
لم تتوقف خطبة الجمعة لدى بعض الائمة على مجافاة الادب النبوي الشريف (ما بال اقوام او مابال قوم ) انما نات خطبة الجمعة بصفة عامة خاصة في المساجد الكببيرة التي يسيطر عليها الطابع السياسي من الدين المعاملة والدعوة لمكارم الاخلاق والتحذير من الحرام واكل السحت وضرورة الورع في ممارسة الوظيفة العامة ولااذكر انني سمعت في العقدين الاخيرين حديثا نبويا مثل الحلال بين والحرام بين وبينهما امور متشابهات ..) يبدو ان السبب في الكف عن تناول الدعوة للحلال والتشنيع بالحرام يرجع الي ان الامام يدرك ان من بين الحضور من سيظن بانه المقصود بذلك وهنا لابد من اعادة القصة الطريفة التي ذكرتها من قبل على لسان احد السياسيين الذي ذهب لقرية لاداء واجب اجتماعي وكان يمتطئ عربة فارهة فاوقفها امام الجامع ودخل للصلاة وكانت الخطبة عن التحذير عن اكل المال الحرام وكان الامام ينظر ناحية السيارة فظن الرجل انه المعني ولكن الامام فاجاه عندما وضح من ثنايا الخطبة انه يشير للحيوانات التي يهمل فيها اصاحبها وتدخل زرع الاخرين فقال الرجل لقد تنفست الصعداء وقلت في نفسي والله ياناس الخلا حرامكم ود ناس بشكل
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]