ساندرا طه

الساعة في إيدو!


الساعة في إيدو!
حيثما حلّ وارتحل.. تعزف من حوله جوقة أنثوية لحناً عذباً من تنهدات, وتسافر إليه عبر الأثير معانٍ ورُسل ففي صمتهمن كلام وأيّما كلام!, كساحرٍ عليم يحول حبال الحب إلى ثعابين تسعى فالساعات قربه تمر وكأنها ثوانٍ, وكم هو منعش جداً حضوره فكأنما يشع منه السنا ليضفي بريقه الخاص على اللحظة وعلى كل ما تقع عليه عيناه وكل ما يلمسه.

عرفتموه! إنه الفتى الذي طاف بخيال كل امرأة, والرجل الذي نال من حُسن يوسف نصيب, هو الرجل الجميل الذي يمتلك نظرة يمكن بحرارتها أن تذيب الجليد وتشعل اللهب, ويدير بجاذبيته أعناق الجيد الحسان.. ومع هذا يتزوج غالباً من أقلهن حظاً في الحسن, فهل يا ترى جمال الرجل نعمته أم نقمته وهل بالفعل هو قادر بلمسة منه على تحويل تراب الحياة الزوجية إلى ذهب!.

أشارت دراسة بريطانية إلى أن النساء الأقل جمالاً يحملن جينات خاصة تشبه رادار باحث عن الوسامة في الرجال كمحاولة فطرية لتحسين النسل, فما السبب وراء اختيار الرجال الوسماء لزوجات يفتقرن الى الجمال بمعاييره القياسية!, فهل ينم ذلك عن (كازانوفيّة) الوسماء ومغامراتهم النسائية التي يحاولون من خلالها كسر الأرقام القياسيّة في هواية جمع القلوب كالطوابع وبهذا يشعرون أن جمال النساء عملة في متناول يدهم فيكون المعدن الحقيقي هو ما يسعون لاقتنائه في الزوجة! أم أن يأس الفتاة الأقل جمالاً من الفوز به وتمنّعها عن ملاحقته مقارنة بالجميلة هو مايمنحها بطاقة الفوز في (يا نصيب) قلبه وبهذا يكون (السعد) الذي تتمناه كل البنات من حظ (الشينة) كما تدعي الأمثال؟ أم أن السر ياهذا في (عيونك الحلوة) التي ترى الجمال حيث لا نراه!!

على كل حال فإن عرس الوجيه هو ميتم لنادي معجباته وفقداً جللاً لنادي العزاب الذي كان عرّابه بجدارة, ومهما يكن حظ العروس (بنت المحظوظة) من الجمال ستكون في نظر النساء (الشينة) التي فازت بسعد البنات, وسيرصدن بخبث في الحفل كل إيمائاتها ليدمغنها عند أول ابتسامة بوصمة العروس (الفرحانة) ويقسمن بعدها بأغلظ الإيمان أن العروس كانت (لزقة صينية) لم تفلت العريس من قبضتها ولو للحظة!.

وفقاً لأنواع الأزواج الوسماء تنقسم الزوجات إلى فريقين, فالنوع الأول هو الوسيم الذي يدري أنه وسيم وذلك هو (البصباص) ولو كنتِ غيورة (فاجتنبيه) فزوجته محكومة بحالة طواريء مستدامة وعليها أن تنظف قرون استشعارها جيداً و إلا!.., أما النوع الآخر هو الذي لا يدري وطبعاً ستتحسن احتملات عثوركن عليه فقط في المريخ!!, ومع أن الدراسات كلها تشير إلى أن زوجة الرجل الدميم أكثر سعادة وهناء عاطفي لأنه يقدر جمال زوجته ولا يلتفت الى سواها, ومع هذا كلهن سيصوتن من أجل عملة الجمال النادرة في الرجال والمرافعة جاهزة وقالها المثال (يا واخدة القرد) و(الشين ببدّع).

يحكى أن (حبوبة) تقدر الجمال كثيراً حالها حال صويحبات يوسف كانت تهوى معاكسة الشباب الوسماء بعبارات مثل (واحلاتي) و(عاد انت ما شرِط), فما إن رأت (وليد) الوجيه في بيت عرس الجيران حتى حملت (الدلوكة) وأخذت تنشده (انت تأمر و نقول سمح عشان جميل عشان سمح) ثم ذهبت (تونّس) جاراتها بخبره (كان شفتن حلاتو وحلاة الساعة في ايدو سنة ماتلاقيكن تعاسة)!.

(أرشيف الكاتبة)
ساندرا طه – صحيفة حكايات