فضيحة جديدة لوزارة الصحة المصرية..معهد الأورام يتخلص من الأجزاء البشرية المبتورة بواسطة “الحانوتي والزبال”

القاهرة: فجرت صحيفة مصرية مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشفت عن فضيحة بطلها المعهد القومي للأورام، حيث أكدت ان الأنسجة البشرية والأجزاء المبتورة وعينات الأورام التي تخرج من معامله وغرف عملياته يوميا يتم التخلص منها بواسطة “الحانوتي والزبال”.

ومن المعروف أن هناك ثلاثة أنواع من المخلفات التي تخرج من المعهد القومي للأورام، الاولي هي المخلفات غير الخطرة مثل مخلفات الطعام والقمامة العادية التي تخرج من المطبخ وكذلك نواتج نظافة الطرقات بالمستشفي ويتم التخلص منها بواسطة جامع القمامة يوميا ،

والثانية المخلفات الخطرة مثل بقايا الشاش والقطن وأنابيب التحاليل، والتي من المفترض أن يتم حرقها داخل محرقة المستشفي،

أما النوع الثالث من المخلفات وهي المخلفات شديدة الخطورة، مثل مخرجات معامل التحاليل وبقايا الأنسجة البشرية والأجزاء المبتورة مثل الثدي والأقدام وعقل الأصبع، بالإضافة الي نوع خطير جدا من المخلفات وهي نواتج العلاج الكيماوي، علي اعتبار أن المعهد القومي للأورام هو المعهد الرئيسي المتخصص في العلاج الكيماوي في مصر، وهذا يعني أن المخلفات شديدة الخطورة التي تخرج من هذا المعهد، أكثر مما يخرج من أي مستشفي آخر.

تقول صحيفة “الفجر” إنه منذ 6 أشهر توقفت محرقة المعهد لعدة أيام نظرا لعطل ما أصابها، ولم تجد إدارة المعهد سوي حل وحيد وهو نقل هذه المخلفات لحرقها في أقرب مستشفي لديه محرقة، وهي محرقة قصر العيني الفرنساوي.

وتضيف: حمل جامع القمامة هذه المخلفات لنقلها الي محرقة القصر الفرنساوي، لكن مسئولي محرقة الفرنساوي رفضوا استلام هذه المخلفات، وقالوا إن محرقة المستشفي تعمل بكامل طاقتها ولا تستطيع حرق أي مخلفات من الخارج، فعاد جامع القمامة الي معهد الأورام بالمخلفات، لكن المعهد رفض إستلامها لعدم وجود أي طريقة للتخلص من هذه المخلفات، فوقع جامع القمامة في موقف شديد الصعوبة، وبعد مفاوضات كثيرة عن مصير هذه المخلفات، تم الاتفاق علي دفنها في أي مقلب عمومي للقمامة،

حمل جامع القمامة المخلفات الي مقلب عمومي لدفنها هناك، وكانت المفاجأة التي اكتشفها جامع القمامة أثناء عمليات الدفن، وجود بعض الأجزاء البشرية المبتورة بين المخلفات وبعض الأنسجة الملفوفة في أكياس، فأضطر الي دفنها في حفرة كبيرة تحت الأرض.

من المعروف أن هذه المخلفات يتم التخلص منها عن طريق عملية معروفة علميا باسم “الترميد” وهي عملية أكسدة جافة تتم علي درجات حرارة عالية بحيث تختزل النفايات العضوية والنفايات القابلة للحرق وتحولها الي مواد عضوية غير قابلة للحرق وتؤدي الي تقليل حجمها ووزنها إلي حد كبير،

أو عن طريق عملية تسمي ” التطهير الكيماوي ” وهي عملية التخلص من أو تقليل أو تثبيط الكائنات الحية الدقيقة بما تحتويه من كائنات مريضة بواسطة تعريضها لمواد كيماوية خاصة.

ونقلت الصحيفة عن أحد الأطباء العاملين في وحدة الاكتشاف المبكر للأورام، قوله عن مصير الأجزاء البشرية المبتورة: إن ما يحدث في أغلب الأحيان، أن المعهد يقوم بتحليل كل الأجزاء المبتورة، في إطار البحث العلمي لتبين أنواع الأورام، لأن الخلايا السرطانية لا تشبه بعضها، ولذا لابد من تقطيعها وعمل الدراسات اللازمة عليها، وبعد ذلك من المفترض أن تدخل في وحدة المعالجة بالترميد حتي يتم التخلص منها بشكل آمن.

وحيث أن معهد الأورام لا يملك وحدة معالجة بالترميد، فإن بقايا التحليل والتي تتكون من الأنسجة البشرية المسرطنة وخلافه، تواجه مصيرين، الأول هو التجميع مع مخلفات القمامة، والمصير الثاني هو دخولها في مسئولية الحانوتي الذي يتخلص من هذه المخلفات بمعرفته.

كما نقلت الصحيفة عن طبيب يعمل في قسم العلاج الكيماوي بمعهد الأورام، قوله إن هذا المعهد الضخم يفتقد الخطة المناسبة التي تجعله يتخلص من مخلفاته بشكل آمن، وأبسط شيء علي ذلك أن سوائل العلاج الكيماوي، ومحتوي أنابيب الاختبار والأوعية وأحواض زرع البكتريا والشرائح الزجاجية وسائر مستلزماتها، لا تعالج قبل نزولها الي شبكة الصرف الصحي العمومية وهذا شيء خطير جدا، خاصة أنها تصنف كمخلفات حاملة للأمراض، مع العلم بأن مرض السرطان، يعد مرضاً غير فيروسي، لكن الحقيقة تقول إن المسببات الرئيسية للسرطان هي الماء الملوث والهواء وكذلك الأطعمة الملوثة، فمن ضمن العوامل الكيميائية المسرطنة، تركيبات مثل الأسبست ومكونات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوّثات الغذائية) والأرسنيك (أحد ملوثات مياه الشرب)، بالإضافة الي بعض العوامل البيولوجية المسرطنة، مثل أنواع العدوي الناجمة عن بعض الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات.

محيط

Exit mobile version