رأي ومقالات

هويدا سرالختم : ما الذي يحدث بحق السماء… إنها مأساة وطن بكامله (اسمه السودان).. بيع عشرات المرات


[JUSTIFY]خزائن الحزب الحاكم هذه الأيام يبدو أنها فتحت على مصراعيها.. ما الذي يدفع السيد الميرغني بكل هذا الحماس لتأييد ترشيح الرئيس مرة ثالثة لرئاسة البلاد.. وما الذي يدعو (الكم وسبعين) حزباً التي لا نعلم منها غير أسماء بعضها للإسراع في ذات الاتجاه.. حتى الحزب الجديد الذي لم تكتمل ولادته (التحرير والعدالة) وكنا نظن به خيراً سارع هو الآخر الى نفى (مزاحمته) السيد الرئيس في الترشّح لرئاسة الجمهورية.. وأستطيع أن أجزم بأن السيد الصادق المهدي غداً سيفعل نفس الشيء وإذا عدتم إلى تصريحاته خلال الأيام الماضية تجدونها كلها تتحدث عن أموالهم مع الحكومة.. ربما هذه التصريحات تمهيد لما سيدخل خزينة آل المهدي خلال الفترة القادمة وهو ليس بجديد حزب الأمة لزم الصمت خلال أحداث سبتمبر بجانب بعض الأحزاب المعروفة الأخرى وهم ينظرون إلى دماء الشعب السوداني تملأ شوارع المدينة.. المؤتمر الشعبي لا يختلف عن حزب الأمة أو الاتحادي فالترابي ومولانا الميرغني هم أيضاً ينظرون بطرف خفي الى ما يحدث في البلاد.. فالسيد الصادق قالها قبل ذلك (أكلوا توركم وأدوا زولكم).!

التلاعب بمصير البلاد والشعب من أجل المال والسلطة ينزع من كل متورط شرعية التحدث باسم هذه البلد وهذا الشعب المكلوم.. لعن الله المال الملوث بدماء الشعب وكربتهم ومعاناتهم.. ما هذا الذي يحدث بحق السماء.. الدستور والقوانين أعدت بصورة تأسس لفرعون السودان.. المستقبل الذي يرسمه الدستور القادم عبارة عن (أصفاد) تقيد أهل الوطن وتجعل منهم عبيداً لنفر نصّبوا أنفسهم (أسياد على الشعب) في غياب الضمير والوازع الديني لمن يّدعون شرف حمل قضية هذا البلد..
الشعب يموت ببطء بسبب الإهمال الناتج عن هجر مصالح الشعب وأمنهم.. اذهبوا إلى المستشفيات وتفقدوا قارعة الطريق واقرعوا الأبواب المغلقة على الهوائل ستجدون أجساداً هدَّها المرض والجوع في انتظار الموت، بل يترجونه والبعض ذهب إليه طائعاً مختاراً.. طالعوا ما تحمله الصحف صباح كل يوم من مصائب تضرب قلب هذا البلد في الاقتصاد والتعليم والخدمات والصحة والأمن.. انظروا إلى عملتنا الوطنية أين كانت وكيف أضحت..
ثم انظروا في أعين هذا الشعب.. أين كرامة المواطن السوداني.. أين عزته.. أين شجاعته.. وأخيراً افتحوا قبور ضحايا الحرب ولا تنسوا في تعدادكم عظام الموتى الملقاة في شوارع المدن أرض المعارك والتي لم تجد قبوراً تسترها.. كم ثمن كل هذا.. هل يا ترى بالإمكان توفير المبلغ الذي يمكن دفعه ثمناً لكل هذه الجرائم.. هل كنوز الأرض كلها تستطيع أن تعمي بصر وبصيرة (حزب أو شخص واحد فقط) عن هذه المأساة.. إنها مأساة وطن بكامله (اسمه السودان).. بيع عشرات المرات والبائع والمشتري من ذات الوطن ومن (قلب الوجع). وفي آخر الأمر سيؤول هذا الوطن الى آخر (من خارج المحارم) وبلا ثمن ولكن حينها ربما تضمد بعض الجراح فظلم ذوي القربى أشدَّ إيلاماً.

صحيفة الجريدة
ت.أ[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. البعض يعتقد ان دولة الانقاذ قامت بحشد للموارد عبر زيادة رقعة المظلة الضريبية وتحسين التحصيل باعطاء نسبة للعاملين عليها، الى جانب فرض الزكاة ومختلف انواع الرسوم المحلية، الولائية والاتحادية، الامر الذي اتاح للدولة موارد لم تتح لغيرها من قبل. لكن في ظروف قوانين الطوارئ وغياب المساءلة الحرة البرلمانية والصحافية، فان جزءا من تلك الثروة اتجه الى مصالح خاصة ووجد طريقه الى شراء النفوس الضعيفه لبيع الوطن. علما بأن معيار الولاء السياسي كان هو الطاغي خلال عهد الانقاذ.

  2. (أكلوا توركم وأدوا زولكم).!هذه الجملة اوردت هنا من الكاتبة التي لا تعرف مدلول الكلمة ومناسبتها وهي لذلك بعيدة عن معناها…..ايام انتخابات الديموقراطية الحزبية كانت الاحزاب تشتري اصوات الناخبين ….كان المرشح الحزبي يوزع القروش ويقيم الولائم للناخبين ويحلفهم على المصحف لانهم سيصوتو له ….جاء مرشح متاخرا وقد سبقه المنافس بان ضبح ثورا وضمن اصوات الناخبين لانهم اقسموا على ذلك فما كان من هذا المرشح المتاخر الا ان افتي بجواز ان ياكل المواطن الوليمة (التور) ولكن لا يلتزم بالقسم بل يصوت له رغم انه لم يولم لهم بتور هو الاخر ….فقال للناخبين اوكي اكلو توركم لكن صوتوا لي لاني زولكم