عثمان ميرغني

فارق توقيت


[JUSTIFY]
فارق توقيت

احتفلت شركة الخطوط الجوية السودانية أمس الاول بانجاز واعجاز جديد!!.. فتح محطة جديدة.. ولم تقصر إذاعة أمدرمان في بثّ الخبر السعيد، ونقلت لنا البهجة الرسميّة والشعبيّة بهذا النصر الكبير، و(الفتح!!!) المبين.
وقبل أن أذكر اسم المحطة الجديدة السعيدة، يجدر بي أن أربط الموضوع، بعمود جاري في الصفحة الأخيرة، الأخ مزمل أبو القاسم، رئيس تحرير هذه الوضيئة السامقة؛ صحيفة (اليوم التالي).. مزمل علق امس على جملة وردت في عمود (حديث المدينة) قبل بضعة أيام، فيها أشارة إلى أنّنا (أي السودان) أول من شارك في تأسيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.. لكننا اليوم لا نملك كرة قدم.. والعبارة ذكرتها في سياق متصل لمبادرات سودانية سباقة في التاريخ، يدحضها واقع اليوم (الواقع أرضاً)..
ومعلومات الأخ مزمل بالطبع أفضل من معلوماتي الرياضيّة؛ سرد عدة بطولات إفريقية يرى ان فرقنا ومنتخبنا حققوا فيها انجازات مشرفة.. وخلص إلى أنّ واقعنا الكرويّ (بخير)..!!
ولا اختلاف بيني ومزمل إلا في حساب الأجيال.. فهو شاب لم يجلس إلى الراديو القديم (أبو بطاريّة كبيرة)، الذي كنا نسمع عبره طه حمدتو، وعلى الحسن مالك، وهم يذيعون لنا مباريات منتخبنا -مثلاً- في البطولة العربية في نهاية الستينات، وهو يمسح المنتخبات العربية بنتائج تدرّجت من خمسة صفر إلى تسعة نظيفة ضد اليمن، و(11) صفر ضد فلسطين، ووصلنا المباراة الختامية ضد (الجمهورية العربية المتحدة سابقاً)، مصر حالياً، وفي استاد القاهرة، وأمام الرئيس جمال عبد الناصر، ومائة ألف مشجع مصري لعبنا المباراة النهائية، ولمدة (120) دقيقة بالزمن الاضافي انتهت بالتعادل السلبي.. ففازت مصر بالقرعة (الظالمة)..
ثم في العام 1970 فاز منتخبنا بكأس الأمم الافريقية، متخطياً فرقاً أفريقية عريقة، مثل مصر وغانا.. ولم ينهزم السودان إلا بهدف يتيم من قدم لاعب ساحل العاج (بوكو)، في غفلة من حارسنا (سبت دودو)..
بحساب ذيّاك التاريخ الذي كانت فيه الفرق المصرية تستورد أفضل لعيبتها من السودان.. كان يفترض أن يكون منتخبنا ضيفاً ثابتاً في كل نهائيات كأس العالم، لا الكاميرون، ولا غانا، ولا الجزائر، ولا تونس، الذين لم يعرفوا كرة القدم إلا بعدنا بكثير..
لكن جاء زمان نحتفل فيه بالوصول إلى نهائي (سيكافا)!!!!!!
نفس الروشتة المحبطة.. تنطبق على خطوطنا الجوية السودانية.. التي كانت في الاربعينات تغطي معظم مدن السودان ومعها أسمرا.. ثم في بداية الخمسينيات وصلت الى أوروبا.. روما وفرانكفورت ولندن.. واليوم تحتفل (سودانير) بوصولها إلى مدينة الأبيض.. أي والله العظيم؛ مدينة الأبيض عروس الرمال، التي لو سفلتنا الطريق الجديد عبر بارا لأصبحت على بعد ثلاث ساعات بـ(الركشة)..
على كال حال مطار الابيض عرفناه.. خوفي ان تحتقل سودانير غداً بوصولها الى مطار (ود مدني)..

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي