رأي ومقالات

صلاح حبيب : يونيو هل الأنسب لبداية العام الدراسي؟!


مازالت كلمات الدكتور “عبد الحليم إسماعيل المتعافي” والي ولاية الخرطوم الأسبق ترن في أذني، حينما انتقدته الصحافة خلال فترة الخريف وعدم توفر المصارف اللازمة لتصريف مياه الأمطار بكل بساطة وبدون اكتراث، قال قولته الشهيرة ما هي مطرة مطرتين بتصب في الخرطوم. ولا يدرك الدكتور “المتعافي” أن المطرتين بيعملوا بلاوي في المساكن والمدارس والمؤسسات والميادين المتعلقة بمواقف المواصلات.
تذكرت حديث “المتعافي” وما أرادت أن تفعله وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم غرار أمطار العام الماضي، وما أحدثته من أضرار على مدارس الولاية جمعاء. لقد كان خريف العام الماضي شديداً وأحدث تأثيراً شديداً على المدارس.. وربما حرم التلاميذ من الوصول إلى المدارس ولذلك خشيت الوزارة من الأضرار التي تلحقها الأمطار بالمؤسسات التعليمية، فرأت أن تعدل ميقات فتح المدارس فأرسلت إلى أولياء الأمور وكل المعنيين بالعملية التربوية لاختيار الزمن المناسب لفتح المدارس لتفادي موسم الخريف وتأثيراته.. فأغلب أولياء الأمور الذين وصلهم الاستبيان وأنا من بينهم رأوا أن تكون بداية العام الدراسي بولاية الخرطوم في سبتمبر وينتهي في مايو.. وجرت دراسة لذلك التقويم وأجمع الكل على ذلك التاريخ، ولكن ربما امتحانات الشهادة الثانوية يخالف ميقاتها ذاك الزمن ومن الصعب تعديل الزمن.. فتراجعت الوزارة من جديد ورأت أن يكون العام الدراسي بولاية الخرطوم هو نفس التاريخ الذي ظلت تفتح فيه المدارس وهو الأسبوع الأول من شهر يونيو وهو بداية فصل الخريف وينتهي في نوفمبر كما هو.
كل أعمالنا وأفعالنا لا نخضعها للدراسة المتأنية، فحسب حديث “المتعافي” الذي بدأنا به هذا المقال (ما هي مطرتين).. فيمكن أن تتخذ وزارة التربية قراراً في حال هطول الأمطار بغزارة في الولاية خلال موسم الخريف بتأجيل الدراسة ليوم أو يومين، كما حدث في العام حينما انخفضت درجة الحرارة بولاية الخرطوم وولايات السودان المختلفة وعدل زمن بدء الدراسة من الثامنة أو السابعة والنصف إلى التاسعة صباحاً.. فهذا كان حلاً مناسباً.. لأن دوام الحال في السودان من المحال، فليس كل شيء في السودان دائماً فحينما عدل زمن الدراسة لم تستمر موجة البرد لأيام طويلة، فتراجعت الموجة وعاد الوضع إلى طبيعته، إلا أن درجة الحرارة ارتفعت وعادت إلى ما كانت عليه وأصبح ميقات التاسعة لا يناسب الدراسة، فتراجعت بعض المدارس عن ذاك الزمن إلى الزمن القديم.. لذا فإن قرار الوزارة بأن يكون العام الدراسي بولاية الخرطوم اعتباراً من العام القادم هو السابع من يونيو هو الأصوب.. فكل الأجيال السابقة درست في نفس الميقات، ولم يحدث أي تأثير على العام الدراسي.

المجهر السياسي