عبد الجليل سليمان

ربيع “أبو ناجمة” ورئيسة السودان القادمة


[JUSTIFY]
ربيع “أبو ناجمة” ورئيسة السودان القادمة

في تصريحات صحفية لـ( سودان تربيون) قالت:(انتصار أبو ناجمة) أمينة المرأة بحزب المؤتمر الوطني، إنها لا تستبعد اختيار الحزب امرأة للترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة حال تبلور الأمر في اجتماع المؤتمر العام للحزب.
عظيم أن نرى امرأة رئيسة للبلاد بعد أن فشل الرجال وعجزوا في إدارتها قرونا عددا، وأكثر (عظمة) أن تأتي هذه المُبادرة من لدن الإسلاميين إذ أن سيرتهم في إيلاء حقوق المرأة حق الرعاية والاحترام (مش ولابُد)، حتى يبدو للراصد لمسيرتها بين ظهرانيهم أنهم يتوسلون بها إلى المغانم الانتخابية فقط، ثم (يركنونها) إلى حين (مكرهة).
بالطبع حتى لا نبدو ظالمين لأنفسنا، فإن كافة الأحزاب السودانية الكبيرة لا تبدو أفضل حالاً من الإسلاميين، إذ أننا لم نر في الاتحادي، الأمة والشيوعي رئيساً ولا أميناً عاماً امرأة.
بالطبع لا أحمل تصريح (أبو ناجمة) في الصدد محمل الجد، خاصة وأن رصدي الدؤوب لتصريحات السياسيين علمني أنه إذا أرد الشخص أن ينفذ إلى ما وراء التصريح فليتأمل عباراته جيداً، ويكفي أن أمينة المرأة بالمؤتمر الوطني ألحقت (بُشراها) تلك، بعبارة (حال تبلور الأمر في اجتماع المؤتمر العام للحزب)، وبالتالي، وبهذا الحضور الفذّ والنافذ ( للبلورة) فإنني لا أبشركم بـ(الأنثى) رئيساً قادماً.
أمران تاليان تعرضت لهما (أبو ناجمة) في تصريحاتها آنفة الإشارة، تحدت في أولهما أي شخص يثبت أن كوادر الحزب (الشبابية) في التعديلات الأخيرة ضعيفة أو غير ناضجة سياسياً، واعتبرت في ثانيهما أن الحزب الحاكم قدّم نموذجاً لما اسمته (ربيع عربي) بطريقة سودانية حين ترجل عدد من قياداته التاريخية عن سدة الحكم.
مهلاً ورفقاً بنا، ورويدك يا (أبا ناجمة)، فالأمر لا يحتاج إثباته إلى تحدٍ مُعلن لأن ليس هناك شاب واحد ضمن هذه الوزارة الجديدة، وسبق أن أشرت إلى ذلك، وذكرت أن سن الشباب تنتهي في الخامسة والثلاثين، وبالتالي فإن أعضاء هذه الوزارة كلهم من (الشيوخ والكهول) (من 35 وفوق)، وعليه فإن بقية التوصيف يكون قد انهار بالضرورة طالما أن الأساس الذي بنى عليه (أنهم من الشباب) غير صحيح.
أخيراً، كِدت لا أصدق ما أوردته (سودان تربيون) بخصوص تصريحات أمينه المرأة المتصلة بـ(الربيع العربي) في نسخته السودانية، لولا أنني لم أجد ما يجعلني لا أثق في نقلها عنها إذ تميزت الزميلة (تربيون) بالمصداقية والمهنية طوال سنوات صدورها، فمن الذي يا ترى أوحى لأبي ناجمة بهذه الفكرة العبقرية؟ إن محض تغيير طفيف وغير موثوق به في قيادات حزب حاكم لربع قرن من الزمان يعتبر (ربيعاً عربياً) سودانياً غير مسبوق في الأولين ولا في الآخرين، ما جعلني أهمس يا للهول (إن شاء ما رئيستنا يا انتصار)!!

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي