تحقيقات وتقارير

مركز الفيصل الثقافى نموذج متفرد لتطبيق المسئولية الاجتماعية


تلقت الحركة الثقافية في الآونة الاخيرة دفعة بإعلان تأسيس مركز الفيصل الثقافي، الذي بدأ فكرة صغيرة ليصبح الآن صرحا كبيرا يتدافع الناس اليه من جميع الأماكن بمختلف أعمارهم ، للاستفادة من مكتباته الغنية بشتى الكتب والاصدارات ولحضور الفعاليات الثقافية المتنوعة.
مركز الفيصل الثقافي الذي تم افتتاحه العام 2013 هو إحدى مبادرات بنك فيصل الإسلامي في إطار المسؤولية الاجتماعية للبنك لتقديم خدمات معلوماتية ومعرفية وتعليمية شاملة ومتنوعة لكافة فئات المجتمع، عن طريق تسهيل المعرفة، وإثراء الثقافة.
الدكتور هشام يوسف عبد الرحمن مدير عام المركز ابتدر الحديث قائلا” يتكون المركز من ثلاث اقسام ، القسم الاول يشمل ثلاث مكتبات : المكتبة العامة او المكتبة الورقية ( تحتوى قرابه 40 الف كتاب) بالتركيز على التخصصات العلمية لتقديم المعلومات للباحثين الاكاديميين والمكتبة الالكترونية وبها قاعدة بيانات ضخمة يتم تلقى الخدمة فيها الكترونيا عبر وسائط الانترنت ومكتبة الاطفال تلك الشريحة الهامة التي نوليها اهتمام زائد ، فهم عماد المستقبل . القسم الثاني وهو ادارة الفعاليات او المناشط والتي لها تواصل مباشر مع المجتمع من خلال الندوات تشمل النواحي الادبية ،العلمية ،الثقافية ، التاريخية والتراثية ، السمنارات ، الليالي الشعرية والغنائية والعروض المسرحية للشباب ومسرح الطفل المتخصص ، ونحن نسعى من خلال ذلك الى تقديم الخدمة لكل فئات المجتمع بما يطور الوجدان والنفس البشرية. اما القسم الثالث هو صالة عرض الاعمال الفنية للمبدعين من الشباب والكبار في الفنون التشكيلية والتطبيقية المختلفة.
وبالحديث عن اسهام المركز في الحياة الثقافية يشير الدكتور هشام الى ان المركز قد حقق الكثير وسد ثغرة كبيرة في الجوانب الثقافية والعلمية حيث استطاع أن يقيم اكثر من 800 فعالية ومنشط بواقع اكثر من منشط في اليوم الواحد احيانا ، غطت العديد من الجوانب الثقافية ، للوصول الى كافة مكونات المجتمع السوداني عبر مختلف قطاعاته الاجتماعية والثقافية” .

السيد حسن عبد الرحمن المشرف على المكتبات بالمركز اوضح ان المكتبة العامة تضم عددا كبيرا من المراجع الحديثة التي تشمل كل العلوم والمعارف الانسانية اضافة الى الخدمات التقنية التي تمكن من الوصول الى محتويات المكتبة من خلال الفهرس الآلي داخل المكتبة وآخر على شبكة الانترنت للاطلاع عليها من خارج المكتبة كما يستطيع الباحث ان يستعير الكتاب فيما يعرف بالتقنية الحديثة” الاعارة الذاتية ” .
“ويوفر المركز مكتبة الكترونية حديثة تحتوى على قواعد معرفة ، كتب الكترونية، ( حوالى 10ألف عنوان) موجودة داخل الاجهزة وكتب في اسطوانات الكترونية ( CD) . وتتوفر في المكتبة ساعه مجانية وهناك اشتراك خارجي يمًكن المستخدم من الاطلاع على محتويات المكتبة من خلال “كلمة مرور خاصة” .
ويشير السيد حسن في حديثه (لسونا) الى ان عدد المستفيدين من خدمة المكتبة يتراوح ما بين 250-300 باحث يوميا، كما سجلت إحصائيات المركز في العام 2014 الى ان 57.000 زائر استفادوا من المكتبة الورقية والالكترونية . ويعتبر ضيق مساحة المكتبة التحدي الاكبر الذى يواجهنا لتقديم الخدمة لأكبر عدد ممكن من الباحثين والطلاب. ومضى بالقول ” كما تحرص ادارة المكتبة على تحديثها بكل ما يصدر من كتب ومراجع وكان آخر تزويد لها من معرض الشارقة الأخير ويستعد وفد من المركز الآن لزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب للاستفادة من آخر الإصدارات والكتب. كذلك يستقبل المركز اساتذة وطلاب كليات التوثيق والمكتبات من مختلف الجامعات لزيارة اقسام المكتبة بالمركز .
الاستاذة تيسير محمد ابراهيم مسئولة المكتبة الالكترونية قالت (لسونا) ” إن المكتبة تحتوى اربعة مصادر، الاسطوانات الالكترونية (CD) وهى متوفرة داخل نظام المكتبة ويمكن للباحث الاطلاع عليها اثناء تواجده بالمكتبة ، المصدر الثاني قواعد بيانات ، دوريات متخصصة ودوريات الوطن العربي وتتوفر بثلاث لغات ( العربية والانجليزية والفرنسية) وهناك قاعدة بيانات تحتوى موضوعات عن المجتمع الأمريكي والثقافة والتاريخ الأمريكي والمصدر الرابع يضم مواقع ذات صلة مبوبة ومصنفة لتسهيل عملية البحث عن المعلومة .

وبزيارة قسم المعارض قال السيد حسن عبد الرحمن ان المركز يستضيف الآن معرض الزواج المبكر والذى تنظمه السفارة الكندية بالتعاون مع جامعة الاحفاد منوها الى ان المركز يرمى من خلال هذا المنشط الى اتاحة الفرصة للمواهب الشابة في مجالات التصوير والرسم والاعمال اليدوية وقد تمت استضافة حوالى 8 معارض مختلفة العام الماضي.
المشرفة على مكتبة الاطفال حنان كمال بشرى اوضحت ان المكتبة نواة لمركز متكامل للأطفال تضم مجموعة من كتب الاطفال باللغتين العربية والانجليزية وتستقبل المكتبة ، الاطفال من عمر 8- 13 عام طوال اليوم حتى الثامنة مساء ونسبة لصغر مساحة المكتبة فإنها تشكل نقطة انطلاق للأنشطة الخاصة بالطفل بالمركز مثل المسرح الخاص بالعروض المسرحية داخل المركز وأشارت في حديثها الى ان هذا المنشط يهدف الى تطوير ملكة القراءة والاطلاع للطفل وان نسترجع ” الجيل القارئ ” من خلال تزويد بعض المكتبات بالمدارس بمجموعات من كتب الاطفال وتم ذلك في خمس مدارس طرفية منها قرية SOS للأطفال كما يسعى المركز كذلك للوصول الى مدارس الولايات. و المكتبة لديها برامج خاصة للأطفال في العطلة الصيفية وتنظم بعض المسابقات والعروض المسرحية والفرق استعراضية.
وعن تواصل المركز مع الخارج يقول د. هشام ان هناك تعاون وثيق وهذا يمثل احد اهدافنا الرئيسة في خطط المركز المستقبلية وهو ” التشبيك او Net working” ويتمثل في خلق علاقات مباشرة مع وسائط متنوعة والانفتاح على منظمات المجتمع المدني للتعرف على ثقافات من خارج السودان عبر الاقسام الثقافية للسفارات الاجنبية المعتمدة بالخرطوم وعلى سبيل المثال التعاون مع السفارة الفنزويلية والسفارة المصرية والسعودية والامريكية. مضيفا ” كذلك نتعاون ونتواصل مع جهات كثيرة ذات صلة بالعمل الثقافي وتعنى بالشأن الأدبي منها المجلس الاعلى للثقافة في مصر والذى دعمنا بخبراء في مجال ثقافة الطفل والتشكيل والفنون ولدينا عمل مشترك مع مركز محمد بن راشد دياب للتواصل الحضاري بإمارة دبى والرابطة الدولية للمكتبات في امريكا ، وعلى الصعيد الداخلي خلقنا شراكات استراتيجية مع جهات متعددة منها ” معهد جوته الألماني ” حيث تم توقيع مذكرة تفاهم معه لتنفيذ العديد من البرامج المشتركة . وكذلك الجامعة الاهلية وقعنا معهم اتفاقية تعاون .
“من أولى التحديات التي تواجهنا الآن ضيق البنية التحتية للمركز ونقصد المبنى ، وتسعى الادارة حاليا لإيجاد مقر اكثر سعة وان يؤسس منذ البداية لقيام مركز متكامل وهذا ما يتطلب ميزانية ضخمة نتمنى ان نتعاون مع الجهات المعنية للتنفيذ خاصة وان لدينا تعاون وثيق مع كل الجهات الولائية والاتحادية المهتمة بشأن الثقافة والابداع وقد وعد المسئولون بتذليل كل العقبات ولدينا الكثير من البرامج المشتركة هذا العام” .
وبالحديث عن المشاريع المستقبلية ، يقول الدكتور هشام ” نحن نخطط لإنشاء مراكز في مدن الخرطوم الكبرى والولايات وفى اطار اهتمام المركز بشريحة الاطفال لدينا الآن فرع لمكتبة الاطفال بامدرمان بالشراكة مع مكتبة حافظ الشيخ الزاكي ونسعى في القريب العاجل لافتتاح فرع اخر بمدينة بحرى بالتعاون مع مركز ثقافة الطفل. كذلك من افكارنا لكسر حاجز المكان الذى يقيد المركز الآن نعمل على تأسيس “مركز كامل متنقل” بتجهيز عربة مزودة بمكتبة ورقية والكترونية تسطيع ان تصل الى الناس في المناطق الطرفية بولاية الخرطوم كما تصاحبها بعض الانشطة الثقافية والعروض المسرحية وشاشة سينما متجولة . ونستهدف كذلك الولايات الاخرى خاصة وان شبكة الطرق القومية قد امتدت لكل انحاء السودان.

تقرير : بلقيس فقير

الخرطوم 9-2-2015م (سونا)