منوعات

عولمة الويكة.. مهرجان الغذاء التقليدي.. نقلة من المحلية إلى العالمية


يستعيد أهل دال الغذائية سيرة الجنوب ويسترجعون تفاصيل الحياة في الجزء المنفصل من السودان القديم يقول عمر عشاري مسؤول الإعلام في مجموعة دال الغذائية بأن استعادة أهل الجنوب بطعامهم ستكون ضمن مهرجان السودان الأغذية التقليدية التي تدور فعاليته في هذه الأيام الأمر عند أهل دال يجتاز فكرة استعادة الجنوب الذي غادر مؤخراً إلى استعادة تفاصيل الحياة السودانية من القدم.

يحاول المهرجان وضع الأغذية التقليدية على بوابة الحضور، ويحاول أن يربط بين الأجيال الجديدة وإرثها الثقافي والاجتماعي, لكن المجموعة الاقتصادية التي تستهدف بنشاطها تحقيق الربح من أجل الاستمرارية لم تنف وجود مرامي اقتصادية تهدف لتحقيقها من خلال مهرجان السودان للأغذية.

تفاصيل دهشة معلنة

في المؤتمر الصحفي لتدشين المهرجان ثمة من يخبرنا عن فوائد جديدة (للويكة) دفعت بالأمريكان لتعبئتها وبيعها في الصيدليات كعلاج, ونحن الذين كنا نرى أنها لا تعد مواد خشبية, لكن قبل أن تخرج من تخشيبة (الويكة) ثمة من يعيد تفاصيل الأشياء في مخيلتك من خلال السمنارات التي ترافق أنشطة المهرجان الأستاذ إبراهيم البزعي, وفي مساء هادئ يجعل الصخب هو دليل التعاطي مع أطروحته, ففي ورقته التي ناقشت الهوية الغذائية في السودان وجعلت من العيش مركز للثقافة قال الرجل: إن عملية (خم الرماد) المتجادل حولها لا علاقة لها بما يدور في أذهان البعض يشرح جملة خم الرماد التي تقال قبيل رمضان بأنها تعني شيئا بعيداً كل البعد عما التصق بأذهان الناس، وأنها عبارة عن انتقال نساء الحي من بيت إلى بيت قبل فترة من شهر رمضان لعواسة الآبري كل مرة في بيت إحدى النساء وإعداد بعض المأكولات ثم يجنبن الرماد كل مرة، ليتم جمعه جميعا في اليوم الأخير قبل رمضان فيما يعرف (بخم الرماد) وسط مظاهر طقوسية خاصة, ربما الدهشة الأخرى كانت في إمكانية حسم هوية السودان المتنازع عليها أبناؤه على ما يتناولونه من غذاء.

الرقص بالبطون

اللجنة المنظمة للمهرجان وهي تخطوا نحو تحقيق الهدف الرئيس وهو ربط الجيل الجديد بالموروث الثقافي لبلاده, تضع المهرجان بين ثلاثية الغذاء، الموسيقى التقليدية والرقص، وهي المشاهد التي ارتسمت في ساحة التمييز في شركة دال في بحري, حيث كانت الحدائق مسرحاً كبيراً للآلات الموسيقية. وهو ما جعل انتهاء النشاط المتخصص بالحديث داخل القاعة بداية لنشاط آخر يتعلق هذه المرة بتحريك الحواس الأخرى بفضيلة الرقص أو بفضيلة الاستمتاع بسماع موسيقى تؤدي ربما للمرة الأولى من خلال أهلها الحقيقيين, وبالذات الطريق التي يضربونها بها في مناطقهم الرئيسة، وهو أمر يعبر في حالة أخرى عن التنوع الذي يزخر به السودان الربط يظهر في نقطة أخرى من خلال المحاضرات، ففي الوقت الذي تحدثت فيه بروفيسور ست النفر عن الأغذية التقليدية المصنوعة من الغلال مثل العصيدة ومديدة الدخن وغيرها كان الأستاذ دفع الله الحاج يتحدث عن طرق صناعة الآلات الموسيقية السودانية، وكان (الكنش) كان في اللحظة ديك يمتد ليمسك بالربابة ويعزف مقولة ساخرة رددها أحدهم في معادلة الربط بين الأغذية والموسيقى، وهو يقول بأن الحاضرين سيرقصون ويغنون فيصيبهم الجوع ليأتوا ويستمتعوا بالزلابية الحارة، وهي تصنع على نار حدائق التمييز الهادئة.

القدح الكبير

سيكون مسرح معرض الخرطوم الدولي مسرح اللقاء الكبير الذي ستتجمع فيه كل الأغذية السودانية من كافة الاتجاهات ستلتقي أقداح العصيدة بأقداح القراصة بحلل المديدة وبغيرها، وهو ما دفع بأحد الشباب لتقديم اقتراح تقدم السودان بالدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية, وذلك بإنجاز أكبر قدح للعصيدة في العالم لكن الولوج للعالمية يرى آخرون أنه يتجاوز التواجد في موسوعة غينيس للأرقام القياسية إلى جعل الوجبات السودانية تتخذ صفة العالمية وتصبح مطلوبة مثلها والبيتزا والبيرغر، فلماذا لا يكون ذلك حقيقياً اليوم؟ مهرجان بالخرطوم وغداً مهرجانات ببلاد أخرى بعد ها يمكن لقدح الويكاب أن يتراقص في حدائق الهايد بارك اللندنية

الزين عثمان : صحيفة اليوم التالي