منوعات

“عقدة النسابة” صراع الحماوات والزوجات.. احترام مفقود يعقد العلاقة الزوجية


لا يخلو المجتمع السوداني من المشاكل اليومية التي تتوزع بين ما هو اجتماعي وما هو اقتصادي وغيره، وبلا شك أن كثرة المشاكل الأسرية تأتي في مقدمة تلك الأزمات المجتمعية المتعددة في البلاد، وبفعل تلك الصراعات الأسرية ازدادت معدلات ونسب الطلاق وسط الأزواج التي تحدث في غالب الأحيان لمشاكل بين الزوجه ونسابتها.

ودائماً ما تكون عواقبها وخيمة، فتنتشر مظاهر التفكك الأسري لغياب الاحترام المتبادل بين الزوجة والنسابة، و(الاحترام) هذا يعد المتهم الرئيس في حالات الطلاق، فضلا عن تدخل أخوات الزوج في المشاكل الخاصة بين الزوجين ونظرتهم العدوانية للزوجة دائما ما تزيد من مساحة الجفوة والخلاف المستمر نتيجة لعدة أسباب من بينها التصور الخاطئ بأن الزوجة قد سحبت ابنهم من الأسرة, ويتعرض الزوج للأحاديث وتحريض من أخواته وينعكس سلبا عن التعامل مع زوجته.. (اليوم التالي) طرقت باب القضية الشائكة واستنطقت مجموعة من المهتمين.

وجه مختلف

يقول (عمر الكاهلي) في إحدى رسائله لباب (طرف الحبيب): إن المشاكل بين النسابة تكون كثيرة في فترة الخطوبة، لكن دوما ما يكون هناك تقدير خاص من والدة الزوج التي تحظى باحترام كبير من الزوجة في أيام الخطوبة، حيث نجد الفتاة تتردد في زيارة أهل خطيبها وتكون فى حالة من الحشمة والرشاقة، وبالذات مع نسيبتها، وتستمر على ذلك الحال – بحسب حديثه – إلى ما بعد موعد الزوج وتحتفظ باحترامها غير أن كل ذلك الاحترام يذهب إدراج الرياح عند تسليم المال والشيلة والشنطة, ويضيف بعد تلك الخطوة تعال شوف ليك طلبات وزمجرة وخندقة ناقصة كده ونشوف بعد مراسم الزواج. وبعد ستة أشهر بالضبط المعاملة مع النسيبة تجدها قد تغيرت وتغير الوضع تماما كأنها لم تكن نسيبتها وهاك يا خندقة داخل البيت وحياة العريس تنتقل للجحيم والحشمة تتغير والفتاة التي كانت مضرب مثل جابت وجهها الفي القفة وتنفر منها كل النسابة والعريس يصبح في حرب مشتعلة ويبقى متنازعاً ما بين الدفاع عن أهله وزوجته، وهو ما يقود إلى مشكلة تتفكك بموجبها الأسرة, ويبقى التساؤل أين احترام النسابة؟ وأين وعود ما قبل الزواج؟ وأين كلمة ياخالة في فترة الخطوبة؟ ويضيف الكاهلي: إن أي بيت من البيوت السودانية تحدث فيه مشكلة مع الزوجة ونسابتها سيما الزوجات الوافدات من خارج المحيط الأسري، لذا نتمنى من الشباب أن يعملوا على الاختيار الأمثل داخل الأسرة خاصة بنت العم والخالة وأقرب الأقربين، بحسب نصيحته في الرسالة.

آخر الجزاء أذى

وفي السياق، أشارت (فاطمة محمد) إلى أن زوجات الأبناء أغلبهن لا يحترمن النسب ولا النسيبه، وحكت عن تجربتها الخاصة، حيث قالت إن معاملتي لها كأنها ابنتي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وليست زوجة ابني الغريبة، فكنت أجهز لها كل ما يلزمها من الأمور التي تهتم بها الزوجات من (حناء، دخان، دلكة) وغيرها، وحتى ملابسها كنت أغسلها لها وعندما يزعجها ابني كنت أغضب وأتذمر منه كثيراً لرؤية دموعها. وقلت له “لو زعلتها تاني ماعافية منك” فاستقلت تلك الفرصة، وكانت تشكي لوالدتها من ابني، وكنت أحذرها من دخول الأهل والأطراف في العلاقة الزوجية، ولكن لم تصغ إلى كلامي، وعندما اختلف ابني معها قامت بطرده من منزل أهلها, وطلبت منه الطلاق في أتفه الأسباب. وتضيف اتصلت بي وأخبرتني بذلك، فغضبت جداً لذلك التصرف وحاولنا أنا وزوجي حل تلك المشكلة التي توسعت من قبلها، ولكن عندما حاولت رد الجميل لتلك المعاملة أدخلتني في مشكلة مع خالها الذي لا أتذكر ملامح وجهه حتى الآن، فتأثرت جداً لذلك الموقف، وندمت على تلك المعاملة التي لاتستحقها.

أمراض قديمة

إلى ذلك، قالت دكتور إحسان عبدالرحمن علي، من قسم علم الاجتماع دائرة الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية، إن المجتمع السوداني لديه عادات وتقاليد شبه مقدسة وموجودة أصلاً في الدين توقير الصغير واحترام الكبير. وأضافت البنت تأتي مشحونة بأفكار ومشاعر تجاه النسابة بحجة أنهم يعاملونها معاملة غير كريمة وسعيدة. وتبدأ تفكر فى السلوكيات اليوم العادي، وقد تحاول تكسر الحاجز بالتمرد بالاحترام. وقالت إحسان: إن بعض النساء يتفهمن الوضع ويقولن إن النسابة أهل أزواجهن وأولادهن، وهذه مسألة فردية وتؤكد إحسان من خلال الحكاوى والمسلسلات تطرق قصة المشاكل، ولكن تكون السلبيات أكثر من الإيجابيات

 

 

اليوم التالي