رأي ومقالات

محمد الياس السني: بتاعين التلفزيون «1»..


 

أنا على ثقة كبيرة بأن نسبة مشاهدة تلفزيون السودان خارج السودان أعلى من نسبة مشاهدته داخل السودان.. ولعل هذه الثقة التي جعلتني أذكر هذا الحديث نبعت من خلال متابعة وحديث بل.. أحاديث مع عدد من الاصدقاء والزملاء والاهل والمعارف والاقارب المقيمون داخل السودان والمهاجرون خارجه.. هذا بالاضافة لما نقرأه عبر الصفحات الفنية المتخصصة والتي لم تعد بثقلها القديم الذي عرفناها به من كتابها والمشرفين هذا بخلاف ما حدث في الجوانب الفنية من (زحمة فارغة) وكثرة متغنيين (بنات وأولاد).. (صبيان وصبايا) (فارغين وفارغات).. (عاطلين وعاطلات).. إلا القليل جداً منهم.. وددت ان أقول أننا ظللنا (نتحاوم) بالريموت كنترول) على كل أو معظم القنوات الفضائية في العالم أجمع.. واذكر عبر متابعتنا (بستلايت) من سوريا – أيام استقرارها – وكنت والعزيز الباشمهندس نزار عثمان مصطفى نائب رئيس جامعة العلوم والتقانة – للشؤون المالية والادارية – كنا في مهمة عمل رسمية وظللنا وقتها وعبر الستلايت نتابع أكثر من أربعمائة قناة تلفزيونية عالمية فلم نجد منها (قناة واحدة) يجلس مقدموها وضيوفها حول تربيزة داخل استديو واحد و(هاك يا كلام) ولمدة تزيد او تقارب الساعة الكاملة مع أننا تعلمنا في الاعلام بأن المشاهد لا يحتمل متابعة (شكل واحد) لمدة تزيد عن العشرين دقيقة وان كان لا بد فلتكن هنالك فواصل.. على ألا تشبه حكاية (فاصل ونواصل) لتكون تلك الاعلانات السمجه المكرورة المتخلفة في كل شيء ولأن هذا لا يحدث إلا في قناتنا السودانية فقد سئم اهل السودان من متابعة التنظير والشعارات والكلام الكثير الذي يفرضه التلفزيون السوداني – وعلى فكرة ليس كل تلفزيون سوداني (فضائي) بمعنى يحتمل الهروب منه الى قناة أخرى .. (سيك.. سيك لازم تشوف وتسمع.. وتستغرب .. وتندهش .. أو تقفل التلفزيون. أما أهلنا واصدقاؤنا ومعارفنا الذين كتبت عليهم الاقدار مغادرة أرض الوطن (المغبرة) فإن الشوق يغلبهم لمعرفة احوال البلد وظروفها والاطمئنان إلى أهليهم واولادهم واسرهم من خلال تلك الشاشة والكاميرا التي لا تخرج الى الشارع الا مع أغنية أو مع مسؤول في زيارة ولعل وسائل الاتصال الحديثة و(الذكية) مؤخراً ساهمت كثيراً في تقليل متابعة قناتنا السودانية من الخارج.. اما نحن المكتوب علينا حراسة ما بقى من الوطن فإننا لانملك الا أن نسطر مثل هذه السطور التي لم تعد (تودي.. ولا تجيب).. (والكلب ينبح.. والجمال ما شية).. لا تزال إدارة القناة الفضائية عندنا فنياً.. إدارياً.. وغيرها تعمل بموضة تقديم برامجي متخلف وعاجز لا يوضح الا كمية الضعف التي تجتمع داخل الاستديوهات.. والمجاملات وجبر الخواطر.. دون مراعاة لخاطر المشاهد واحساسه وصار يتمتع به (داخل السودان) من شفافية ورهف عالي عند مشاهدة او متابعة اي عمل إعلامي محلي.. وعلى سبيل المثال.. لا الحصر.. نجد أن برنامج (صباح الخير) في التلفزيون السوداني يقدمه في السابعة صباحاً اثنين من المذيعين (مذيعتان) أو (مذيع ومذيعة) – اذا صحت التسمية الوظيفية – يتبادلان الكلمات ثم الجمل وينظر كل واحد منهما او (منهن) للأخر أو الأخرى.. وكأنهم في جلسة أنس مع بعض فقط مع تبادل الكلمات والبسمات والتشاور والتعليق (الخاص) حول الموضوع المطروق.. يتعاملون هكذا وكأنه لا توجد كاميرا أو مشاهد ينتظر منهم شيئاً ينتفع به.. كذلك كانت نشرة الأخبار وربما احياناً لا تزال يقدمها مذيعان (تشكيلة برضو).. وما أن ينتهي أحدهما من خبر حتى يلتفت الى الآخر كأنه يقول له (الدور عليك) بصراحة ان تكون مذيعاً أو مقدماً لبرنامج ليس بالأمر السهل.. وان تعتاد على مواجهة الكاميرا ايضا من الصعب جداً الابتعاد عنها.. كذلك لا بد أن يعرف كل مذيع او مذيعة انه عندما يواجه الكاميرا انما يواجه ملايين العيون والعقول والافكار والآراء.. لأن مواجهة كاميرا التلفزيون ليس مجرد توب جديد واكسسوارات ونقش حناء او لبسة جديدة أو (فلفلة) أو (تصفيف) أو (إطلاق) الشعر للجنسين أو متابعة عيون الناس في الشارع وأصابعهم التي تشير اليهم.. (داك فلان أو فلانة – بتاع أو بتاعة التلفزيون).. فالموضوع كبير شديد.. ولا بد عندها من المواصلة عن ماذا على التلفزيون أن يقدم لكي يصبح مرغوباً ومشاهداً دون ضيق أو ملل..
.. ونواصل..


تعليق واحد

  1. بالله المره الجايه لما تجي ……… برضو كسر تلج لمدير المستشفى الصيني …. والله مما قريت اسمك اتوقعتك ح تتكلم عن واحد من ( مالكي ) جامعة التقانه … وفعلا ما خيبت ظني ……سلم لي على عمر الجاك بالله…