صلاح الدين عووضة

الجبناء !!


*ودعونا- بدءاً- لا (نمغص) والينا بتكرار الإشارة إلى توقعاتنا التي صدقت عن تصدعات الجسور..
*فما يهمنا الآن هو مرحلة ما بعد وقوع الذي تنبأنا به هذا..
*فنحو عشرين مليار جنيه هي تكلفة ترميم (حديث العهد!) جسر المنشية حتى الآن..
*الجسر الذي يعتبر طفلاً يحبو قياساً لجسرين (عجوزين) من أيام ونجت باشا..
*وفي معجزة غريبة نجا الجسران هذان من (الهدام) و(الفيضان) و(التيار المائي) لأكثر من مئة عام..
*فمن لدن ما بعد المهدية وإلى يومنا هذا لم يحدث – بالمرة- أن تعرض جسرا النيلين الأبيض والأزرق لأي فيضان..
*و(الهدام) – لسبب غير معلوم – لا يهدم إلا الأرض التي هي على يمين الجسرين هذين أو شمالهما..
*والتيار المائي – في ظاهرة غير مفهومة – يربت بلطف على (أياديهما) سنين عددا دون أن يحدث فيها تصدعات..
*أما الآن – وحسب تبرير حكومة الولاية – فإن ذلكم كله حدث لجسر المنشية..
*وهذه هي الأسباب وليست (الجقور) التي ثبت براءتها (رسمياً!)..
*وبما أن هنالك جسراً آخر فيه (مشكلة) أيضاً – وهو جسر الدباسين – فلا بد من تحاشي تكرار التبرير..
*يعني لا الهدام ولا الفيضان ولا التيار – هذه المرة – وإنما الشركة الصينية المنفذة..
*وقد عولجت المشكلة هذه – بحمد الله – بإحلال مصرية محل الصينية..
*وإن أخطأت هذه أيضاً فسوف تستبدل بماليزية..
*فالفلوس متوافرة بكثرة- بفضل (الجبايات)- وربنا يحفظ شعبنا هذا (الطيب الصابر المحتسب!)..
*ويبدو أن بعض عوامل الطبيعة تظاهر المعارضين في استهدافهم الحكومة..
*وليس أدل على ذلك من النخر الذي أحدثه كل من التيار والفيضان والهدام في جسر المنشية..
*فلماذا فقط الجسور التي أنشأتها الإنقاذ وليست التي قبلها بسنوات عدة؟!..
*لماذا ليس جسر بري – مثلاً – أو شمبات أو النيل الأبيض أو النيل الأزرق؟!..
*والخريف يشارك في المؤامرة (الكونية!) هذه أيضاً بمجيئه دون سابق إنذار عكس ما كان يفعل في السابق..
*فطوال عهود ما قبل الإنقاذ لم يكن الخريف يحل على العاصمة (فجأة!) إلا في زماننا هذا..
*ثم يُحيل الشوارع المسفلتة حديثاً إلى مثل (دربوق درب المأمور) بالبلد..
*ويجعل والينا يخوض في مياه الأمطار – كل عام – دون أن يعرف الناس ماذا (يفعل!)..
*ونيابة عن حكومة الولاية نبشر المواطنين بأن العام هذا سيكون عام (الحسم!)..
*حسم الهدام والتيار والفيضان و(مفاجآت) الخريف..
*ولا نامت (أعين الجبناء!!).