تحقيقات وتقارير

إبراهيم الميرغني.. على من تقرأ مزاميرك يا داؤود؟!


عدة أسئلة أودعتها بريد المتحدث باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” إبراهيم الميرغني، وكلها تدور حول شهادته حول ما يجري داخل الحزب، وبموجبه أصبح (17) من القادة التاريخيين خارج تشكيله الرسمي.

حدث ذلك صبيحة أمس، ولكن تساؤلات الصحيفة ظلت رابضة في بريد الميرغني دون أن إجابات، حتى مع اختفاء الشمس وراء حُجب الظلام.

تعدد الألسنة وصمت المتحدثين
من الأمور الغرائبية في الحزب الاتحادي الديمقراطي، تعدد ألسنته، وظهور مواقف متباينة تتمدد من النقيض إلى النقيض، حدّ تبرم الحزب علانية، يحدث ذلك بينما يلوذ متحدثوه بصمت غير بليغ مع كون الموضع يكون موضعًا للكلام.

ويعد الوصول -مثلاً- إلى المتحدث السابق باسم الاتحادي، ومرشحه لانتخابات الرئاسة في العام 2010م، حاتم السر، أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً، وعليه فإن الرجل حقيق بلقب “كاتم السر” المعروف عنه وملازم له.

أما خلفه إبراهيم الميرغني فأمر الوصول إليه أشد صعوبة، فالشاب المنسدل من دوح المراغنة يعشق التسفار ويمارس الصيد، ويكتفي بظهور مستمر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومع ذلك فهو غائب عن تبصير الأجهزة الإعلامية بما يدور في أروقة الاتحادي.

ويقتصر ظهور إبراهيم الميرغني في فيسبوك، على نشر صور خاصة عن رحلاته، أو لأفراد أسرته، بينما تعليقاته في الشأن العام فهي خليط بين الثقافي والفكري كاقتطاعه جزئيات من رواية “شوق الدرويش” وتحديداً المقطع القائل: (الناس ما عادوا مؤمنين، الأمراء يكنزون الأموال، المقربون يكيدون لبعضهم، والمشنقه لا يجف الموت عليها، الصبية يجمعون كل صباح من جانب بحر النيل جثث مواليد تخلصت منهم أمهاتهم هروباً من عار الحرام، ماذا أصابك يا أمدرمان)؟! أو مقولات لمفكرين بنحو ما يفعل مع محمد أبو القاسم حاج حمد (لا شك عندي أن قدرًا متعاليًا أكبر من وعى السودانيين واختياراتهم وممارساتهم يتحكم فى تجربة السودان ومساره). ذلك بجانب اقتباسات وأدعية نحو (يا صاحب اللطف الخفي بك أستعين وأكتفي).

في وسائل الإعلام
ظهور الميرغني في وسائل الإعلام اقتصر على مرات معدودة، جلّها عقب شكوى القيادي في الحزب د. علي السيد من المعاملة المسيئة التي تلقاها من حارس الميرغني الشخصي وإشهاره مسدساً في وجهه عقب مؤتمر صحفي انعقد في جنينة السيد علي الميرغني العام الماضي.

أيضاً؛ ظهر إبراهيم الميرغني في مرات ضمن برامج حوارية مع الإعلامي ومقدم البرامج التلفزيونية الطاهر حسن التوم، والذي تربطه آصرة قوية بالميرغني، عليه كان من الطبيعي ظهورهما معاً في فعالية عن الذكرى العاشرة للراحل محمد أبو القاسم حاج حمد.

علام الصمت
في حوارية سابقة معه، يقول الميرغني: (الناطق هو شخص يعبر عن الخط السياسي للحزب في مرحلة معينة ولا يصنع سياسة بقدر ما يعبر عنها).

ولكن الميرغني يستعصم حتى ساعته بالصمت ولا يعبر عما يجري داخل حزبه، وهو صمت يقول عنه المحلل السياسي، بروفيسور المعتصم أحمد الحاج، إنه مبلوع ومفهوم داخل الحزب الاتحادي الذي يفتقر للمؤسسية، وتنال الوظائف داخله بوضع اليد، وبالتعيين كذلك.

ويرى الحاج أن حفيد المراغنة يأبى أن (يشيل وش القباحة) حدّ تعبيره، ربما ذلك تأييد لما اتخذه محمد الحسن الميرغني من قرارات فصل بحق قادة الاتحاديين، أو خوفاً من التعبير عن موقف قد لا يكون محل مباركة مولانا محمد عثمان الميرغني.

في المقابل فإن تواري إبراهيم الميرغني عن أجهزة الإعلام يمكن تفسيره على أنه التزام عالٍ، وصرامة مؤسسية تجعل من الشاب يرفض الظهور قبيل أن يبت في أمور الحزب بصورة نهائية.

حاجة للنطق
على أيٍ؛ فإن من ضمن المسببات التي يسوقها إبراهيم الميرغني كمسوغ لخلافة حاتم السر أن الأخير موجود في أوقات كثيرة خارج السودان بينما يحتاج الحزب إلى ناطق رسمي موجود داخل السودان، ويتابع القضايا بصورة يومية، ويكون على اتصال مباشر مع الصحفيين. بيد أن ذلك لا يحدث حالياً من خليفة السر، الذي نقولب مقولة له في الموقع الأزرق وندفعها مع تساؤلاتنا الأولى نواحيه: على من تقرأ مزاميرك يا داؤود؟!

مقداد خالد
صحيفة الصيحة