منوعات

المرأة تعيش مرتين! العالم يتوقف في كل عام ليحتفي بالمرأة


يتوقف العالم في كل عام ليحتفي بالمرأة في مثل هذا اليوم، وهي تستحق الاحتفال بها في كل ثانية.. وحتى الآن لا يزال الجدل حول المزايا النسبية للجنسين – المرأة والرجل – مستمراً, رغم أن العلم يؤكد أن المرأة هي الأقدر على الاحتمال، إلا أن الرجل يتشدق بكونه الأقوى والفرق بين المعنيين كبير، فكم من أقوياء لا يستطيعون صبراً على أبسط الشدائد والعكس صحيح لأن الاحتمال في حقيقته يقين. ومع العلم أيضاً تقف الإحصاءات, وتقول إن المرأة تعيش كذلك عمراً أطول من الرجل!

ولا أدري على وجه التحديد السبب الذي يجعلنا كنساء – بكل عذاباتنا ومعاناتنا وتفاصيلنا الغريبة – نعيش أطول؟! ولكني بالعودة لتلك المقارنات الأزلية, أرى أنه وفي كل وظيفة بدنية أو ذهنية – فيما عدا الخيال الإبداعي – تتساوى النساء مع الرجال, مع تحفظي القديم على كلمة تتساوى هذه، لأن الواقع يؤكد أن لا مجال للمقارنة، وأن النساء – بفطرتهن – يتفوقن على أعتى الرجال في كل مجال ويكفيهن فخراً رسالتهن في الأمومة، التي يعجز عنها كل رجل.

حصانة طبيعية

والمرأة كذلك لديها حصانة طبيعية ضد الفشل والصدمات الحياتية، بينما يلاقي الرجل الكثير من العنت في مجابهة إخفاقاته المختلفة, وتؤثر الأزمات فيه بشكل ملحوظ، لأنه يتعرض لإجهاد أكبر لحماية حبه لذاته، وتقبل المستجدات وما سيكون عليه في نظر الآخرين. فهل تعلموا أن الرجال هم الجنس الأقل قدرةً على مواجهة الرسوب ومشاكل العمل والعمليات الجراحية وحتى أخطاء الأبناء؟ هو بالأخير ليس كلامي – قبل أن تصرخوا في وجهي – ولكنه نتائج لدراسات وأبحاث طويلة خرجت بنتيجة حتمية واحدة تؤكد أن النساء مرنات وقادرات على التكيُّف ويتمتعن بإرادة قوية ويحسن التصرف السليم عند حدوث طارئ ويتعايشن بوفاق مع أوضاعهن المتأرجحة أياً كانت. فهن على عكس الاعتقاد السائد مخلوقات عملية مبدعة ومطورة رغم عواطفهن الدفاقة، بينما يعد الرجال مخلوقات خيالية فقط !

ابتكار النظريات

نعم، الرجال هم الذين يقاتلون في الحروب, ويبتكرون النظريات, ويقدمون لنا العباقرة والعلماء والمخترعين والأبطال في كل مجال, ولكن كل ذلك تأتَّى لهم لخلو الساحة من غالبية النساء لانشغالهن بأولويات أخرى أشد التصاقاً بالإنسانية والطبيعة البشرية، التي تقوم عليه الحياة وتعمِّر الأرض.

والرجال بالمقابل يقدمون أيضاً غالبية المجرمين والمفسدين في الأرض والمرضى والخائنين. ورغم ذلك لا نريد أن ندعوهم – بالدليل القاطع – (الجنس الأضعف)، ولكن لا شك أنهم الجنس الذي يستهلك نفسه بسرعة أكبر. بينما تكوين المرأة الحيوي الكيميائي جعلها أكثر مقاومة للأمراض والأزمات الصحية من الرجل, فالمعلوم أن نسيج الهرمونات البشري لدى المرأة أكثر, ولديها نسبة أكبر من الكالسيوم والنيتروجين وبعض الفيتمينات، بالإضافة لعدد أكبر من كريات الدم البيضاء الدفاعية.

إحصائيات متخصصة

إحصائيات متخصصة أيضاً تظهر أن أي زوجة – في المتوسط – يمكن أن تصبح أرملة لنحو ثماني سنوات من عمرها!! هذا إذا لم تتزوج مرة أخرى. والسبب أن المرأة تعيش لمدة أربع سنوات أكثر من الرجل. فإذا جمعنا العدد الكلي للأرامل والمطلقات والعوانس كانت المحصلة الأخيرة عدداً مهولاً من النساء الوحيدات اللائي يبحثن عن عائل.. فمن سيتكفل بهن وكيف يمكنهن إيجاد زوج آخر؟ (هو الشابات في تلتلة), إذن.. الحل العلمي الوحيد هو أن يتزوج الرجال نساءً أكبر منهم بهذه السنوات الأربع لضمان ميتة جماعية متقاربة (من باب الاحتياط، فالأعمار والحمد لله بيد الله)، وهي الفكرة التي أضمن تماماً أنها لن تجد أي تشجيع من الجانبين. وتبقى الحقيقة المنطقية الوحيدة وفق الدراسات العلمية هي أن المزيد من النساء في السنوات القادمة سيزددن شيخوخة ويعمرن طويلاً بينما يموت الرجال بسبب أفاعيلهن.

إن ضعف المرأة وهم من ابتكار الرجال.. ولا تهتم هي بالقضاء على هذه الفكرة أو تأكيدها.. ولماذا تهتم طالما في الأخير ستعيش مرتين؟!

وكل عام وأنا وعزيزاتي السيدات طويلات العمر أجمل وأنبل وأقوى وأروع أينما كنا وكيفما كنا.. كل عام ونحن كل المجتمع

 

 

اليوم التالي