محمود الدنعو

الحوار اليمني بالرياض


أخيرا أعادت دول مجلس التعاون الخليجي التحكم في زمام عملية التسوية السياسية للأزمة اليمينة، بعد أن قدمت المبادرة الخليجية من قبل، التي لم تواكبها بما يكفي خصوصا في مراحل تنفيذها، وتداخلت مع مخرجات الحوار الوطني الذي بد كجسم مواز للمبادرة الخليجية وترافق ذلك مع تراجع ثقة الأطراف اليمنية في المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي بات جزءاً من الأزمة بدلاً من أن يكون جزءاً من الحل.

ومع حالة الغموض التي تكتنف المشهد اليمني، وإلى أين سيتجه؟ هل يعود اليمن بلداً موحداً وآمناً أم أن الانفصال الراهن على الأرض بين العاصمة صنعاء تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين وعدن التي فرَّ إليها الرئيس هادي ولحق به وزير الدفاع، سوف سيتمر ويتحول إلى واقع جديد وعودة إلى اليميين الجنوبي والشمالي؟ مع حالة الغموض الراهنة والخطر الذي بات يتهدد المنطقة بأسرها في حال أحكم الانقلابيون الحوثيون السيطرة على اليمن، وافقت دول مجلس التعاون الخليجي، على عقد مؤتمر للحوار اليمني، في العاصمة السعودية الرياض، والمؤتمر الذي جاء دعوة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من المتوقع أن تحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبين بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.

الإعلان عن مؤتمر الرياض يتزامن مع استمرار المفاوضات في صنعاء بين القوى السياسية المتحاورة برعاية مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر التي اتفقت على تحديد مدة أقصاها أسبوعان للانتهاء من المفاوضات، وإنجاز اتفاقٍ لحل الأزمة اليمنية، يكفل العودة إلى المسار الانتقالي الذي انقلبت عليه جماعة الحوثيين بالقوة.

وفي وقت يجد الرئيس هادي بعد الاستقرار في عدن الدعم الدولي بوصفه الرئيس الشرعي وعبرت روسيا عن دعمها لهادي عندما استقبل في عدن السفير الروسي فلاديمير ديدوشكين الذي أكد خلال اللقاء شرعية هادي، معتبراً أن “لا خيار أمام اليمنيين للخروج من أزمتهم إلا الحوار، واستكمال العملية السياسية”.

المطلوب من مؤتمر الرياض التوصل بشكل عاجل إلى اتفاق نافذ بوقف العمل العسكري وإعادة هيبة وسطوة الدولة اليمينة والحفاظ على الأمن والاستقرار والتمسك بالشرعية ورفض السلطة الانقلابية الراهنة في صنعاء على أن تستأنف العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.

وفي حال فشلت الأطراف اليمنية في استعادة الحكمة اليمينة خلال مؤتمر الرياض، فإن الأمور ستتجه إلى ما هو أسوأ من الراهن عندما تصبح اليمن مقراً للمنظمات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة ومرتعاً خصيبا لها، فضلاً عن اكتمال المخطط الإيراني الذي انطلق من بلاد الشام إلى اليمن لمحاصرة دول الخليج العربي بطوق شيعي يهدد أمنها القومي.