عثمان ميرغني

خيارات مولانا الحسن..


حسب الخبر المنشور في الصفحة الأولى من صحيفة (التيار) اليوم فإن مولانا (المهندس) محمد الحسن الميرغني كشف لمجموعة من أخلص قيادات الطريقة الختمية.. أن يوم 12 مارس- أي بعد أربعة أيام.. هو الحد الفاصل لاختبار (تفاهمات) خاصة بينه وحزب المؤتمر الوطني.. وبعد هذا التاريخ لحادثة حديث..
والمجموعة الختمية كانوا التقوا بمولانا الحسن وأعربوا له – بصراحة مدهشة- عن قلقهم وربما عدم رضائهم عن قرار المشاركة في الانتخابات..
لكن اليوم وفي صحيفة (التيار) أيضاً خبر عن مزيد من قوائم المفصولين من الحزب الاتحادي الديموقراطي.. بما يعني مزيداً من (التأزيم) واستمرار التصعيد داخل أسوار الحزب الاتحادي.. فيصبح السؤال العاجل.. هل لمولانا الميرغني تصور جديد كلياً.. (بروسترويكا) شاملة تجتاح الحزب من أدني قدميه إلى أخمص شعره.. أم أن الأمر كله لا يزال تحت طائلة (الغضب الساطع آت..).. حملة (تأديب) غير مسبوقة تمهد لقيادة مولانا الحسن للحزب والطريقة خلفاً لوالده مولانا محمد عثمان الميرغني..
الصورة غير واضحة الآن.. خاصة بعد حكاية المهلة التي تنتهي بعد أربعة أيام.. فالصورة تبدو كما لو أن مولانا الحسن يحمل مشروعاً في طي الكتمان غير معروف إلا في حدود ربما هو والسيد مولانا والده.. ومن الصعب-إذا كان ذلك صحيحاً- أن يمثل مثل هذا التطور رؤية جديدة تخالف قديم قيادة الحزب..
حسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن الصفقة الثنائية بين الحزبين الوطني والاتحادي تشمل إسناد منصب نائب رئيس الجمهورية لمولانا الحسن في حكومة ما بعد الانتخابات.. ولكن
هذا المنصب ليس جديداً فقد شغله السيد موسس مشار وجورج أراب كنقور بذات القسمة السياسية.. ولم يثبت أن شغلهم للمنصب كان مختلفاً عن شغل مني أركو مناوي لمنصب كبير مساعدي الرئيس..
بعبارة.. أقصد أن قوة المنصب ليست من مسمى الوظيفة بل بالقوة الدافعة خلف شاغل المنصب.. وقوة مولانا الحسن لن يستمدها من مسمى أي وظيفة حكومية.. بل من قوة جماهير الحزب من خلفه.. وقوة مؤسسات الحزب، واستنارة قياداته..
من مصلحة مولانا الحسن وهو يخطو أولى خطواته في تسلم قيادة الحزب أن (يجمع) لا أن (يطرح) ويخصم.. أن يعتمد على مؤسسات حقيقية وقوية.. وقيادات قوية قادرة على الجهر بالرأي والنصيحة حتى ولو على رقابها..
لكن إن ظنّ مولانا الحسن أنه يحكم القبضة بقدر حجم القبضة التي يهوي بها على رأس الحزب.. فهنا يصبح السؤال المشروع.. ألم تؤثر أمريكا التي تعلم فيها.. والهندسة التي تخصص فيها على منهج تفكيره القيادي السياسي؟..
مطلوب من مولانا الحسن أن ينتبه فهو في المرحلة التي الخطأ فيها بعشرة.. لأن إرساء أركان حزب جديد يتطلب رؤية.. لا رؤيا.