صلاح احمد عبد الله

قام من نومو.. لقى كومو..؟!!


* حاجة عجيبة.. وغريبة.. ومؤلمة.. وتفقع المرارة.. إذ يظن البعض أنهم وُلدوا ليحكموا.. وأن (يرثوا) حتى لو كان الموروث هذا.. شعباً طيباً نبيلاً.. يبدأون بالأتباع الذين استجابوا للسيطرة التامة.. باسم الدين ويظن هؤلاء السادة أنهم من سلالة تنتهي بالنسب الشريف للرسول الكريم.. –صلى الله عليه وسلم- متناسين أنه قال لأهل بيته؟!.. إنه لا يغني عنكم من الله شيئاً.. كان عمه أبو لهب من أكثر الكفار أذىً للرسول الكريم.. وهو عمه شقيق أبيه..؟! نزل فيه قرآن يُتلى إلى يوم القيامة.. بمعنى أنه لا وساطة ولا محسوبية.. ولا ريادة.. ولا قيادة.. لأمر الله بين العباد إلا بالتقوى.. وإلا ما كان بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه.. من آل البيت.. وسمع الرسول الكريم.. خشخشة (نعليه).. في الجنة.. مقام كريم لا يصله أحد هناك.. إلا بالعمل الصالح.. والقلب النظيف العامر بالإيمان..؟!!* ونحن منذ الاستقلال.. (وأكذوبته) التي انطلت علينا.. بواسطة بيتين كبيرين أعلنا ذات ماضٍ قديم.. كامل الولاء والخضوع.. والخضوع للمستعمر.. الذي أجزل لهما وبعض (البيوتات) المعروفة في شرق المدينة.. وبعض الأنحاء.. الكثير من العطايا.. مال وأراضي شاسعة.. وأملاك (ممتدة).. امتداد الإفك والكذب والطغيان.. والفساد.. وأثمان عالية من الريالات الخديوية.. والجنيهات الإسترلينية.. وأصبح الفرق بين السيد الجشع.. والتابع المخدوع.. فرقاً شاسعاً كما بين الثرى والثريا..؟!!* سكنوا بعيداً.. وتعلموا تعليماً خاصاً.. في أرقى جامعات الدنيا.. لم يختلطوا أبداً بغمار الناس.. من القصور إلى الطائرات.. إلى الخارج ومساكن الديباج الفاخرة.. ثم العكس.. لا يعرفون هموم شعبهم.. ولا جوعه.. ولا تشرده في أقطار الأرض.. لا يفرقون.. ولا يعرفون أين أماكن الحروب والنيران.. وأين تقع معسكرات اللاجئين..
* لم يرو سوق ستة.. ولا سوق أم دفسو.. ولا يعرفون ما معنى قدر ظروفك.. أو يتبادلون طعاماً.. من (الله كتلا).. ولا يصدقون أن هناك (مصارين) تُباع بالمتر.. ولا أن أرجل الدجاج من الممكن أن تكون (شوربة) دسمة بقليل من الاجتهاد والحرفنة السودانية الأصلية.. التي تعلمها الجميع خلال ربع القرن المنصرم..!!
* هم فقط يريدون أن يحكموا أو يشاركوا في الحكم.. ليس من أجل شعبهم بل من أجل الحفاظ على (ممتلكاتهم).. الخاصة التي أعطاها لهم.. من لا يملك لمن لا يستحق.. وأن يحافظوا أيضاً على أذيال (فرجياتهم).. التي تُخفي أذيالهم وتصرفاتهم القبيحة.. التي جعلت (البؤساء) من الأتباع يتنازلون لهم عن القليل من متاعهم.. في سبيل.. همسات الفاتحة.. ونظرات لا تسمن ولا تغني من مسغبة أو جوع.. أو فقر.. مدقع..؟!!* ولذلك نجد هؤلاء القادة.. يتلاعبون بالمواقف.. والمبادئ.. والقيم.. وأخلاقيات من كان يعتبر إلى ما قبل ربع قرن من الأحزاب التي تستحق الاحترام والتقدير.. لمواقف (قادته) التاريخية في سبيل الوطن.. وجمع الشمل.. والثيات.. ولكن (المال).. أصبح سيد كل هذه المواقف والمبادئ..!!
* لا نقبل أبداً أن نكون ورثة لأحد أياً كان هذا الأحد لأن هذا الوطن للجميع.. ولا نشمت أبداً في قادة الحزب التاريخيين الذين صرفوا جزءاً كبيراً من أعمارهم في خدمة من لا يستحق.. رغم أن بعضهم قد استفاد مركزاً مرموقاً وتجارة لن تبور.. ومالاً وبقية من عرق شعبهم!!* وإلى الذي قام من نومو لقى كومو.. أولاً هذا الشعب ليس من ضمن (أكوام) أحد منكم.. الأجيال الجديدة أصبحت تعرف حقوقها.. عندما لم تقم الدولة بواجباتها تجاههم.. وعندما لم تقم الطائفة أيضاً بواجباتها تجاههم سوى أن جعلتهم مسخاً مشوهاً بين شباب الأرض.. منهم من لازال يقبل الأيدي.. ويدين بالولاء والطاعة.. من أجل ماذا؟.. لا أحد يدري..؟!!* الشعب السوداني.. أنبل وأسمى وأرجل من أن يقوده المرفهون.. والمنعمون (ورثة) القادمون من متحف التاريخ.. ولا حتى القادمين من شوارع المدن الخلفية.. والذين أصبحوا أثرياء زمانهم في غفلة من التاريخ.. والشعب أيضاً..!!
* الشعب السوداني.. يعرف ما يريد.. متى يريد.. بعيداً عن (المهازل)..؟!!