تحقيقات وتقارير

الابل فى السودان …..سلاله اصيلة تؤتى منافعها فى كل حين


شكل حضورها على مر الازمنة معيشة ، ونظمت الاشعار فى صفاتها قصيدة تارة وامثال وحكايات تروى ، جاء وصفها وتشبيها بالسفن فى مسيرها ووصف قطعانها في المراح بالقرى المتقاربة ، ويشبه ظهورها بقمم الهضاب وأعالي الجبال ،انها الابل ملهمة الشعراء بذلك .
وقد قيل عن الإبل الكثير فى التراث ، حيث أنها مصدر الخير والعطاء ، إذا حلبت روت وإذا نحرت أشبعت وإذا حملت أثقلت وإذا مشت أبعدت.
والعلم الحديث أثبت أن لهذا الحيوان خصوصيته التي يختلف فيها عن بقية الحيوانات مما يجعله فريداً في نوعه معجزاً في خلقه دالاً على قدرة الله تعالى في كل شيء الذي خصه بالآية الكريمة : ( أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ).
وفى السودان كان الاهتمام بالابل حيث يعتبر من اكثر الدول اعتناء بها ،وتمثل اصالة من الماضى تسوق للحاضر العديد من المنافع وتؤتى بفوائد فى كل حين .
وتنتشر الابل فى اماكن واسعة فى السودان حيث تمثل الابل العربيه الغالبيه منها بالسودان ، وهى ذات ألوان وأحجام مختلفة حيث تمثل لعدد من القبائل قيمة غذائية واقتصادية ، ومنها ما يتميز بالسرعة ويستخدم في السباق ويصدر للبلاد العربيه لسباقات الهجن وتشتهر به ولاية كسلا .
وقد شهدت الخرطوم مؤخرا انعقاد المؤتمر الإقليمى لرعاية وإنتاج الإبل تحت النظام الرعوى المفتوح الذى نظمته عمادة البحث العلمى بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع مجلس تنمية وتطوير الرحل وبمشاركة أكثر من 21 دولة وخبراء وباحثين ومختصين فى هذا المجال من داخل وخارج البلاد ، حيث نظر المؤتمر فى دلالات القيمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتلك الثروة العظيمة فى السودان (الابل) والدور الاساسى الذى يلعبه تكوين الثقافة السودانية والنواحى الاقتصادية ، كما تشير المؤتمرات والتى تعقد سنويا الى الاهتمام المتعاظم بهذه الثروة .
ومن المعروف ان الإبل السودانية تميزت بمنتجات غذائية عالية، خاصة وأن السودان يجىء فى مقدمة الدول التى تملك هذه الثروة ، ويجىء الاهتمام العالمى بالابل لدوافع اقتصادية ومستقبلية مهمة ، كما يتعمق أهل الاختصاص في دراسة هذا الحيوان في عالم تستنفد سريعاً موارده من الغذاء والطاقة ، وفى السودان كان الاهتمام منذ عدة سنوات بها ، متمثلا فى قيام مركز ابحاث الابل بالبطانه والذى يهدف الى التركيز على البحوث في مجالات علوم الإبل المختلفة، لمساعدة مربي الإبل على تبني البحوث التى تساعدهم في زيادة إنتاج إبلهم ومن ثم تحسين الإقتصاد .
وكان الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية قد دعا خلال مخاطبته المؤتمر الإقليمى لرعاية وإنتاج الإبل العلماء والاكاديميين من اساتذة وطلاب الجامعات الى أهمية ربط البحث العلمي بالبيئة الاجتماعية المحيطة لموضوع البحث حتي يساهم بصورة اكثر ايجابية في تنمية المجتمع ، ووجه باجراء احصاء حقيقي لمعرفة الثروة الحيوانية الموجودة في البلاد حتي يساهم ذلك في وضع سياسات تمويلية والتخطيط السليم كما حث علي تكوين جمعيات لرعاية الابل وتكوين مزرعة نموذجية .
من جانبه اكد د.كمال تاج السر وكيل وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي اهمية قيام المؤتمر خاصة وان السودان يتمتع بثروة كبيرة من الابل تجعله من الدول المتقدمة في الانتاج من حيث الجودة والنوع معددا في هذا الصدد مزايا الابل السودانية ومعالجتها للكثير من الامراض التي تصيب الانسان مشيرا لتوقيع عدد من الاتفاقيات مع بعض الدول لتصدير الابل كالشرق الاوسط ودول الخليج .
ويقول البروفيسور هاشم على محمد سالم مدير جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ان الغرض من المؤتمر هو رفع الوعى الاقتصادى للإبل بإعتبارها ثروة حية قد حبانا بها الله سبحانه وتعالى مبينا بأن الإبل تحتاج الى اهتمام اكبرفى تربيته وتغذيته ومتابعته بطريقة علمية صحيحة للاستفادة من منتجاتها كالألبان واللحوم والجلود لتدخل فى الدائرة الاقتصادية .
وأضاف هاشم أن المؤتمر يهتم بالرحل لان معظم هذه الثروة موجودة لديهم لذلك نريد رفع الوعى والاهتمام بهم لدفع عجلة التنمية الاقتصادية بالبلاد مؤكدا بان الابل السودانية خالية من مرض المتلازمة التنفسية هذا المرض الذى أصيبت به الابل فى الشرق الاوسط .
وفى العائد الاقتصادى للابل نظر المؤتمر الى أن الإبل السودانية تمتاز بخصائص صحية مميزة، وأن هذا المؤتمر يمثل فرصة لدفع الصادرات المميزة التي تخلو من الدهون، كما أنها تتميز بالاعتماد على المراعي الطبيعية والانفتاح على العالم الخارجي خاصة الأسواق.
وتمثل الابل قيمة اقتصادية عالية بالسودان ويأتي إلاهتمام بها بإعتبارها ركيزة هامة فى دعم الاقتصاد الوطنى بالبلاد ، ومن هنا تاتى الحاجة الى رفع الوعى الاقتصادى للإبل بإعتبارها ثروة حية تحتاج الى اهتمام اكبر فى تربيته وتغذيته ومتابعته بطريقة علمية صحيحة للاستفادة من منتجاتها كالألبان واللحوم والجلود لتدخل فى الدائرة الاقتصادية ، وتاكيدا لهذا الاهتمام شكلت المحاور التى ناقشها المؤتمر تعزيزا لهذا الجانب ، وخاصة فى محور الغذاء والتغذية للإبل ، محور التحسين الوراثى ، محور مكافحة الامراض والمعالجة ومحور إنتاج الالبان وتصنيعها ، كما ناقش المؤتمر الأثر الاقتصادى والاجتماعى لقبائل الأبالة .
وقد اثبت العلم الحديث أن لهذا الحيوان خصوصيته التي يختلف فيها عن بقية الحيوانات مما يجعله فريداً في نوعه معجزاً في خلقه دالاً على قدرة الله تعالى في كل شيء ففى سياق الفوائد الصحية والغذائية للابل فأن الدراسات العلمية تشير الى ان حليب النوق حليب ذو مواصفات عالية الجودة ويعتبر غذاء كامل للبدوي وسكان الصحراء عموما،وقد عكفت الابحاث والدراسات منذ امد طويل على معرفة خصائص حليب الإبل وكيفية الاستفادة القصوى منه ليصبح في متناول المستهلكين، بعد أن كان مقتصرا على مربي الإبل.
وأجريت الأبحاث على عدد قليل من الإبل فجاءت النتائج مذهلة لما يتمتع به هذا الحليب من فوائد صحية وتجميلية فهو يعتبر مصدر طبيعي للمنشطات الحيوية اللازمة لنمو البكتريا المفيدة الموجودة في أحشاء الإنسان.
كما يتميز حليب الإبل بسهولة الهضم، وهو غني بالفيتامينات خاصة فيتامين سي الضروري لجسم الإنسان. ويسهم هذا الحليب في تقوية جهاز المناعة.
كما أنه يساعد على خفض الكولسترول لاحتوائه على دهون غير مشبعة، وبالتالي يساعد على تنظيم الدورة الدموية.
، كما أن الاستهلاك المنتظم لهذا الحليب له تأثير إيجابي على الأشخاص الذين يعانون مرض سكري الدرجة الثالثة.
كما تشير البحوث العلمية بانه بمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لوحظ أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة، كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة التي تعتبر من أهم العوامل المغذية للإنسان، وخصوصاً الأشخاص المصابين بأمراض القلب.

تقرير / محمد بدرى/
الخرطوم 5-3-2015م(سونا)