حيدر المكاشفي

تابيتا بطرس.. طلوع بعد غياب


بعد طول غياب من واجهة الأحداث واختفاء أخبارها وصورها من على شاشات التلفزة وصفحات الصحف، ها هي تابيتا بطرس شوكاي تعود للواجهة مجدداً ويتردد اسمها وتنتشر صورها، على عكس قول مطربنا الصيداح المرحوم زيدان إبراهيم في أغنيته الشهيرة للشاعر المصري الدكتور إبراهيم ناجي، والتي يقول أحد أبياتها الذي تستدعيه هذه المناسبة (ما يهم الناس نجم على وشك الزماع/ غاب من بعد طلوع وخبا بعد التماع)، ولكن خلافا لهذا البيت يبدو أن تابيتا مثل طائر الفينيق الخيالي الذي لا يموت ويحترق ويصبح رماداً تذروه الرياح، بل ينهض من جديد من تحت كومة الرماد، كما ورد ذكره في قصص مغامرات السندباد وقصص ألف ليلة وليلة والأساطير العربية القديمة، وما أعاد تابيتا الى دائرة الضوء الآن، ليس هو منصبها الوزاري الحالي كوزيرة دولة بوزارة الكهرباء والسدود، الذي تدحرجت اليه من منصبها السابق حين كانت الوزير الأول بوزارة الصحة الذي شغلته ممثلة للحركة الشعبية، وإنما بسبب ترؤسها للجنة القومية النسائية لترشيح البشير، فمنذ توليها منصب الوزير الثاني بوزارة الكهرباء، غاب اسمها وخبا التماعها الذي كسبته على أيام استوزارها على وزارة الصحة، حتى كاد الناس أن ينسوها هذا إن لم ينسوها بالفعل، فلم يكن لها ظهور يذكر أو قرار يحمد طوال فترة احتقابها لحقيبة الوزير الثاني بوزارة الكهرباء الممتدة حتى الآن، غير هذا الظهور الأخير وفي شأن لا صلة له بشؤون وزارة الكهرباء، وذاك الظهور الذي لم يكن له أيضاً أية صلة بعملها الوزاري، كان ذلك في الاحتفال الذي أقيم أمام القيادة العامة للجيش بمناسبة تحرير أبو كرشولا، وذلك عندما انتبه الرئيس لوجود الدكتورة تابيتا بطرس؛ وزير الدولة بوزارة الكهرباء الى جانبه، بعد أن «زحت وزحزحت» وزاحمت العديد من الوزراء والكبراء حتى وصلت الى ذلك المقام، وبدأت تهتف بصوت عالٍ وتلوّح بعصا من النوع الذي يستخدمه الكجور، فانتبه لها الرئيس ونطق اسمها مصحوباً بإشارته التي ذكر فيها النوبة بالخير وبرّأهم من الأفاعيل التي وقعت في الحرب الأخيرة باسمهم …

بيد أن الأهم من اضمحلال دور تابيتا بطرس الوزيرة الذي انتهى بها الى هذا الوضع الذي أوضحناه، هو اضمحلال بل وغياب دورها السياسي كواحدة من قيادات حزب الحركة الشعبية جناح السلام، بل الأحرى غياب أي دور واضح وملموس لهذا الحزب الذي كونته مع آخرين بعد انسلاخها من الحركة الشعبية الأم التي صعدت عن طريقها للواجهة. وختاماً لم أجد ما أختم به هذه السياحة العابرة عن هذه الشخصية العامة، أفضل من الملاحظة التي أبداها أحد القراء حين لاحظ أن تابيتا تضع طرحة على رأسها في فعالية اللجنة النسائية القومية لترشيح الرئيس التي تترأسها، فقال معلقاً (كان عليها أن ترتدي الحجاب بالمرة وتنضم رسمياً للجماعة).