مكي المغربي

الشيخ أحمد عبد الرحمن يعقب


بعث الي الشيخ أحمد عبد الرحمن تعقيبا و بالأحرى هو مساهمة و رأي و رسالة إلى صديقه الصادق المهدي و للحكومة السودانية أيضا.
أعتقد أن رسالته أخطأت بريدي فاستعان مكتبه ببريد الخبير الدكتور عادل عبد العزيز فأعاد توجيهها لي .. له الشكر و التحية.

الاخ الكريم الاستاذ مكي المغربي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

اهنئكم على تناولكم الجيد لما دار فى لقائكم الاخير بالسيد الإمام الصادق المهدي بالقاهرة، وقد تشرفت بلقائه اكثر من مرة في مقره بالقاهرة خلال الشهر الملاضي ولقد تم التفاكر في الشأن السوداني عموماً في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم اجمع. ولقد سعدت كثيرا بما تم من تفهم وتفاهم واتسم حديث الامام بقدر كبير من الموضوعية والواقعية والرغبة فى المراجعة دون التراجع عن المقاصد المرجوة لمستقبل السودان.

ولقد سرني كثيراً تفهم السيد الامام لمهددات العمل القومي المتصاعدة قديمها وحديثها متابعاً لكل المخططات العدوانية التي تستهدف تقسيم السودان والتي لا تزال تجد الدعم الكبير من قوى الشر والتي تستقطب الكثير من المنظمات والافراد بوعي منهم او دون وعي ولقد خرجت بعد آخر مقابلة مع الامام السيد الصادق بأن قناعته بالعودة للسودان حالياً تزداد رغم الظروف التي تحيط به حالياً والتي لا محال زائلة خاصة وإن الكثيرين يعملون بقناعة بعودة السيد الامام الصادق اليوم قبل الغد لاعتبارات شتى فقد تقدم به العمر والبلد تحتاج له ولامثاله ليتجاوز الجميع كل ما يحول دون المشاركة في اكمال قضايا الوحدة الوطنية.

وتجدني اتفق معكم فيما ذهبتم اليه في أن السيد الصادق المهدي غير مقتنع بالتحالف مع معسكر الحكومة او التحالف الوطني ، ولقد لقي التحالف الوطني من السيد الصادق المهدي نقدا موجعا في اكثر من مناسبة كما أن الكثيرين من المراقبين يأخذون على السيد الصادق المهدي مواقفه المتناقضة خاصة بالنسبة لتعاطفه الجديد مع الحركات المسلحة (قطاع الشمال) والجهات التي تستضيفهم وتوفر لهم كل احتياجاتهم لتحقيق اهدافهم.

السيد الصادق المهدي وهو من ابرز السياسيين الذين نادوا بالجهاد المدني ونبذ العنف وعدم الاستعانة بالقوى الخارجية (المانيا او باريس او غيرها) . وكان موقفه من حركة 14 سبتمبر المدمرة موقفاً وطنياً متسقاً مع قناعته اذ لم يتردد في شجبها وادانتها.

أخي الاستاذ مكي أنا لا استغرب بعد هذه المسيرة الطويلة للامام الصادق المهدي في العمل الوطني في مراحله المختلفة والصورة الجميلة القبيحة أن يفكر في البعد عن حلبة الصراع السياسي وان الظروف الحالية والعمر المتقدم كل ذلك قد يؤهله للقيام بدور رجل الدولة والذي يسعى لجمع الصف الوطني والذي يتصدى لقضايا الوطن ويعليها على كل القضايا واما بالنسبة لقولكم بأن السيد الصادق المهدي قد يقوم بدور الوسيط فليس بجديد فلقد صرح أكثر من مرة بأنه في موقف وعلاقة مع كل الأطراف يمكنه من اقناع اطراف المعارضة المسلحة وغيرها في اللحاق بمنبر الحوار الوطني الذي جاء بمبادرة رئيس الجمهورية وأظن السيد الصادق قد وصل الى قناعة بعدم جدوى جهوده ومساعيه لاقناع المعارضة للانضواء في منبر الحوار الوطني وربما كانت هذه النتيجة المتوقعة من قوى المعارضة والتي تعتمد اساسا على العنف والسلاح ولا تخفي اعلان ارتباطها بالقوى الشريرة في الخارج وأهم من ذلك كله انها لا تبادل السيد الصادق المهدي اي قدر من الثقة لا في الماضي ولا في الحاضر كما أن السيد الصادق المهدي الوحيد الذي استخف منها وكشف زيفها وبؤسها .

وفي ختام هذا الحديث نرسل كل التحايا العطرة للسيد الامام الصادق المهدي ونطمع في أن يساهم في تهيئة المناخ الذي يمكن من عودته للوطن.

أحمد عبد الرحمن محمد

من المحرر:

الرسالة تمثل وجهة نظر الشيخ أحمد عبد الرحمن و هو رجل صاحب تاريخ سياسي ووطني متفق عليه .. و صاحب صلات طيبة بجميع الأطراف … نتمنى أن يكون له مبادرة مستقلة حسب وزنه التاريخي و السياسي في تقريب وجهات النظر

من المحرر مرة اخرى:
يا شيخ عادل عبد العزيز وين انت .. كتر خيرها رسالة شيخ أحمد ذكرتك لينا .. بعدين يكون في حدث كبير زي افتتاح محكمة الكوميسا و لا نكون في الصف الأول من المدعوين؟ .. كم قاتلنا و نافحنا معكم لتعزيز الدور و الوزن السوداني في إفريقيا .. أوع تقولي علاقتك بالكوميسا ضعفت؟!
الرسالة ايضا مكررة للتجارة الخارجية و التعاون الدولي و مكتب التنسيق و الارتباط و الجهات ذات الصلة .. لكم العذر لأننا لم نتواصل لفترة .. و آخر عهدي هو دور المقرر في ورشة 2012 و لله الحمد و المنة.