عمر الشريف

المؤتمرات الاقتصادية والدبلماسية السودانية


تسعى الدول لتنمية إقتصادها وتطوير بنيتها وراحة مواطنيها رغم المقومات و الامكانيات الشحيحة لديها . السودان من الدول الغنية بمواردة الطبيعية وموقعه الجغرافى ومناخة المتنوع لكنه عجز عن التنمية وتحسين إقتصادة والاستفادة من تلك الموارد الطبيعية الكثيرة والمساحة الجغرافية الكبيرة وذلك ناتج عن السياسات الخاطئة والتخطيط الغيرسليم والفساد وعدم الوطنية . عقدت مؤتمرات إقتصادية كثيرة وتكونت تجمعات إقتصادية بين دول العالم ولكن نصيب السودان كان صفرا مقارنة بالفوائد والعوائد التى تلقتها كثيرا من تلك الدول . ولم يتم دراسة تلك الاسباب ومازالت وزارة الاستثمار والوزارات ذات الصلة فى هذا المجال فى حركتها البطيئة وقوانينها الطاردة وإجراءاتها معقدة وإعلامها النائم وفساد بعض الجهات التى تجعل المستثمر يحكم على فشل الاستثمار فى هذا البلد ويعكس صورة سيئة عنه .

يعقد المؤتمر الاقتصادى المصرى فى الفترة من 13 الى 15 مارس 2015م حيث سبقه تحرك دبلماسى وسياسى وإعلامى كبير وقدمت تنازلات لجذب الاستثمار و الجارة مصر لها باع طويل وخبرة عريقة فى الاستثمار الخارجى على أراضيها وإستثمرت الصحارى وشيدت الابراج التجارية و السكنية رغم ضيق المساحات وأحتكرت الملاحة البحرية فى قناة السويس والسياحة وصدرت الغاز والمنتجات الغذائية وكثير من منتجات الصناعات والأعمال الفنية . حيث أصبحت مطاراتها وموانيئها تعج بالحركة ومدنها ضاقت من الزحام وبدعم الاستثمار أصبح الغاز مثل مواسير المياة داخل المنازل ومستشفياتها اصبحت ملاذ مرضى الدول الافريقية .

قدم الرئيس المصرى الدعوة للرئيس البشير لحضور هذا المؤتمر وأن مصر لا تدعو حكومة السودان إلا لمصلحة ترجوها وتستفيد منها ويعلم السودانين شهامة وجعلية رئيسهم الذى يتوقع أن يتبرع بنصف السودان لمصر فى هذا المؤتمر ليثبت لهم كرامة وشهامة ورجالة أهل السودان وأحترام جارهم ويعلن التطبيق الكامل للحريات الاربعة التى تطبق من جانب واحد . نعم مصر دولة شقيقة وجارة وبعض الشعب المصرى يكن لنا كل التقدير ويريد الخير للشعب السودانى لكن بالنظر للخمسين سنة الماضية لم يستفيد السودان من حكومة مصر سوى المقاطعة والتحريض على عدم الاستثمار فى السودان وتبنى ودعم الحركات المسلحة والقرارات الاممية الجائرة والحظر المفروض على السودان .

سيادة الرئيس هذا المؤتمر مؤتمر مهم جدا بحضوركم ووزراء دولتكم بالاستفادة من هذا المؤتمر دبلماسيا وسياسيا وإقتصاديا وذلك بعقد لقاءات وتقديم الدعوات لدول المشاركة التى يقدر عددها بأكثر من 80 دولة و23 منظمة دولية مالية والسودان يتميز بالثروات الطبيعية والأرض الزراعية والثروة الحيوانية وفيه مقومات الصناعة والسياحة والاستثمار والخبرات والتخصصات النادرة والايدى العاملة وهى أسباب تشجع الدول المستثمرة ، فقط ينقصها الاعلام القوى وتخفيف القوانين الصارمة والإجراءات المعقدة ومكافحة ومحاربة الفساد الإدارى . وهى كلها بيد الحكومة وسهل حلها . دوركم يا سعادة الرئيس فى هذا المؤتمر بالنسبة لدولة الداعية أن يكون التعامل بقدر الاستفادة وتعلمون ما يحتاجة السودان من الغاز والحديد والمصانع الغذائية والدوائية وإستثمارات السياحية و النقل البحرى والسلاح ومصر لها تلك الامكانيات أو تستطيع المساعدة فى توفيرها لمكانتها العالمية . وأن تمنح وزراء الحكومة المشاركين معكم كامل الصلاحيات والإعفاءات حتى يشجعوا المجتمعين على الاستثمار فى السودان لنشاهد مؤتمرا إقتصاديا فى القريب العاجل فى السودان . يجب أن تستعد وزارة التجارة والزراعة والاعلام والاستثمار بأعداد برشورات وكتيبات وسيدهات تشرح المشاريع الاستثمارية الناجحة التى تم انجازها وكذلك المشاريع المطروحة وشرح خطوات الاستثمار والاعفاءات الجمركية والحوافز المشجعة للمستثمرين وتحرص وزارة الاعلام بوفدها باجراء لقاءات مع وفود تلك الدول المشاركة ومعرفة أسباب عدم إستثمارهم بالسودان حتى يتم تدارك تلك العقبات وتغير الافكار التى سمع بها المستثمرون من أعداء الاستثمار . لاننسى بأن المياة والزراعة هى مستقبل الاستثمار فى العالم وتستعد له كثير من الدول . نتمنى أن يكون هذا المؤتمر مؤتمرا للسودان قبل مصر ويجنى ثماره وفوائده .