عالمية

وفاء للكساسبة .. عمان تمحو ذكرى “إعدامات داعش” وتستبدل ملابس عمالها البرتقالية


قررت أمانة العاصمة الأردنية عمّان، اعتماد اللون” الأخضر الداكن” أو “الزيتي” للزي الرسمي لعمال الخدمات العامة في البلاد أو ما يعرف بعمّال الوطن بدلا من اللون البرتقالي، استجابة لمبادرة دعا إليها شقيق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الشهر الماضي، كخطوة رمزية “رفضا لإرهاب تنظيم داعش”، وارتباط البرتقالي بحادثة مقتل الكساسبة على أيدي عناصر من التنظيم التي أعلنت في الثالث من فبراير/ شباط الماضي.

وجاءت دعوة جواد الكساسبة، شقيق معاذ في 17 فبراير/ شباط، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإطلاق وسم بعنوان” #‏حملة_تغيير_لون_ملابس_عمال_الوطن_مبادرة_جواد_الكساسبة، لتغيير اللون البرتقالي لعمال الوطن،واستبداله بلون آخر، كوسيلة رمزية تعبر عن رفض “الإرهاب” ، ومحو الذكرى الأليمة التي صاحبت إعدام داعش للمئات ببدلات برتقالية اللون.

وقال في تعليق لـ CNN بالعربية حول التفاعل مع مبادرته، إنها جاءت انطلاقا من “الإحساس بالمسؤولية” بضرورة محاربة أي من الرموز المتعلقة “بالإرهاب الداعشي”.

وأضاف الكساسبة أنه ” كان لا بد من إطلاق مبادرة لإزالة هذا اللون من الشوارع الأردنية كوسيلة رمزية لمحاربة الإرهاب الداعشي، وجاءت استجابة أمانة عمان سريعة وسط تفاعل محلي واسع.”

وفي ذات السياق، وجه الكساسبة رسالة إلى المجتمع الدولي والأردني، دعاهم فيها إلى مواصلة محاربة “الإرهاب أينما كان”، فيما دعا في رسالته الجهات الرسمية الأردنية إلى الإبقاء على سيرة “الشهيد الكساسبة”.

وأضاف قائلا:” أدعو الأردنيين لزيادة اللحمة الوطنية لمواجهة الإرهاب، كما أدعو الجهات الرسمية إلى المحافظة على السيرة العطرة للشهيد معاذ وليبقى رمزا مشرقا لكل الأردنيين”.

في أثناء ذلك، قال يوسف الشواربة، نائب أمين عمّان في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، إن الأمانة استجابت للحملة حيث تم اختيار الأخضر الداكن “الزيتي” بعد طرح عدة خيارات مشابهة للدراسة.
وكشف الشواربة، عن طرح ثلاثة درجات من مشتقات اللون الأخضر، هي “التركواز ” و”الأخضر الفاتح” إضافة إلى الأخضر الداكن أو الزيتي، إلا أن الاختيار حسم للون الزيتي.

وعلق الشواربة الذي ترأس لجنة شكلها أمين العاصمة لهذه المبادرة، موضحا”: قبل كل شيء لابد من التأكيد على تقدير عمّال الوطن بغض النظر عن اللون المعتمد لزي العامل، لكن الأمين العام أوعز بتشكيل لجنة تبحث في تغيير هذا اللون، لما أصبح للون البرتقالي “من تأثير سلبي ونفسي” لدى العامة وارتباطه كرمز لإجرام داعش”.

ومن المتوقع بحسب الشواربة، أن يصار الى اعتماد اللون تدريجيا لنحو 6 آلاف عامل في العاصمة، على أن تبدأ حملة تغيير اللون في 21 آذار مارس الجاري الذي تحتفل فيه العاصمة باحتفالات تحمل اسم “أمنا عمّان”.
ولم يكشف الشواربة عن الكلفة المالية التي ستترتب على استبدال زي عمّال الوطن، إلا أنه أكد أن التغيير سيكون تدرييجيا، وسيبدأ بنحو 150 عاملا، على أن يتم استبدال اللون الزيتي بالبرتقالي نهائيا في ربيع 2016 المقبل.

وأوضح نائب أمين العاصمة” لدينا في مستودعات الأمانة مخزون كبير من الزي البرتقالي، حيث أن لكل عامل طقمين في العام، ولا يمكن إتلاف هذا الزي لا بد من استخدامه وتوزيعه، من المرجح أن ينتهي توزيع المخزون في أيلول سبتمبر الجاري”.

وتطبق الأمانة معايير السلامة العامة في زي عمّال الوطن، إضافة إلى ملاءمة الزي لطبيعة عمل عمّال الوطن خلال مواسم السنة ، فيما قال عن دلالات اللون الاخضر “إنه رمز للخير ومستوحى من ألوان علم أمانة عمّان التي يميزها الأخضر”.
وأثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجات على اعتماد اللون “التركواز” في البداية، فيما نسب بعضها إلى النادي الفيصلي لكرة القدم الذي يعتمد اللون الأرزق لزي لاعبيه، ما دفع بتغييره إلى الزيتي.
وعن ذلك علق الشواربة بالقول:” كانت ضجة أثيرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الأزرق أو التركواز وكان لدينا خيارات عديدة كان التركواز أحدها ، لكننا وجدنا أن الزيتي هو أفضل وأكثر تحملا لطبيعة عمل عمّال الوطن”، وأكد قائلا:” لم يصلنا احتجاج رسمي من النادي الفيصلي حول اللون

(CNN)