منصور الصويم

بوادر حرب كونية


الأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، واتساعها بشكل متسارع مع الشهور الأولى لهذا العام، والحراك السياسي والعسكري المحتشد في بؤرة الاحتقان الأساسية من هذه المنطقة من العالم “سوريا، والعراق، واليمن وليبيا”، إضافة إلى الدور (العجائبي) الذي يؤديه تنظيم داعش في هذه البلدان ومناطق أخرى من العالم؛ هل كل هذه المؤشرات مضافا إليها أحداث روسيا – أوكرانيا، التظاهرات العنيفة التي تشهدها بعض المدن الأمريكية، هل يقودنا هذا إلى أن حربا كبرى ذات تنسيق دولي كبير قائم على التحالفات الإقليمية ذات الاستقطاب الحاد على وشك الاندلاع وأنها ستجر العالم بأجمعه إلى الحرب العالمية الثالثة؟

الانقلاب الحوثي في اليمن وسيطرة الجماعة على الحكم هناك، ربما يكون أحد الأسباب الرئيسة التي تسرع الآن من وتيرة الأحداث التي قد تقود إلى اشتعال الحرب في منطقة الخليج العربي قبيل امتدادها لتشعل العالم برمته، فالغطاء الإيراني المعلن للانقلاب الحوثي وما يمثله من تهديد مباشر للدول الخليجية الأخرى، مضافا إليه صمود النظام السوري المدعوم إيرانيا وبمشاركة حزب الله الشيعي اللبناني، والموقف العراقي المعقد “السنة، والشيعة وبينهما داعش الإرهابية!”، وبوادر الثورة الأحوازية التي بدأت بالتكاثف مما استدعى الحكومة الإيرانية لإبداء قلقها، هذا إلى جانب تبادل الزيارات المكثفة لرؤساء وقادة وملوك دول المنطقة وما يمكن أن يقود إليه من تحليلات تصب في أن ما يجرى ما هو إلا رسم وتخطيط نهائي لخريطة المعركة المقبلة.

إذن مجريات الأحداث والاستقطاب السياسي الحاد الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، والتهديدات الحدودية التي أصبحت ماثلة وذات خطورة متوقعة هنا وهناك في واحدة من الدول الكبرى بالمنطقة، كل ذلك قد يستدعي سؤالا افتراضيا عن شكل الحرب القادمة – وليس حقيقتها – ومتى وأين وبأي الطرق ستدور رحاها؟ هل بالوكالة وهو أمر حادث بالفعل وقطعت فيه بعض الدول – الموكلة – شوطا بعيدا؟، أم عن طريق المواجهة المباشرة والحادة التي قد تقضي في حال اندلاعها على الكل وتجر العالم لزاما إلى حربه المنتظرة؟!

التفكك والتآكل الذي تعانيه الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط، والأزمات السياسية والاقتصادية المتفاقمة وما يحدث من تخبط في اتخاذ القرارات سواء داخليا أو على المستوى الدولي، قد تدفع إلى تصعيد حالة المواجهة القلقة الآن وتحويلها إلى حالة حرب طويلة أو قصيرة الأمد – فلا فرق.

مرة أخرى: (الحرب يا للغباء)!!