محمود الدنعو

أهي مبايعة أم دعاية


تثير مبايعة حركة بوكو حرام لتنظيم (الدولة الإسلامية) الكثير من الجدل وتطرح العديد من التساؤلات حول مدى التهديد الفعلي الذي يمكن أن تشكله هذه المبايعة والحلف الذي ينشأ بينهما، وهل هو تحالف عقدي فكري أم عسكري لوجستي أم لأن الأمر لا يعدو أكثر من كونه مجرد دعاية قصيرة المدى لخدمة الطرفين اللذين يتعرضان إلى حملتين دولية وإقليمية للحد وشل مقدراتهما.

على الرغم من أن بوكو حرام بدأت كحركة نيجيرية خالصة ومن اسمها الذي يعني باللهجات المحلية التعليم على الطريقة الغربية حرام إلا أنها أصبحت مؤخرا حركة إقليمية بتوسيع نطاق عملياتها جغرافيا إلى تشاد والكميرون المجاورتين، وتشير تقارير كثيرة إلى إمكانية تحالفها مع المجموعات التي تنشط في ليبيا والجزائر التي بايعت هي الأخرى تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات ينتشر في رقعة جغرافية واسعة تمتد من العراق وسوريا شرقا إلى ليبيا والجزائر ونيجيريا غربا.

وبجانب التقارب بين بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في الأفكار، فقد أظهر الشريط الذي بثه الحركة الأفريقية لمبايعة التنظيم من الناحية الفنية من حيث التصوير والإخراج أشبه إلى حد كبير بالأشرطة التي يبثها تنظيم الدولة، وهو ما يشير إلى وجود علاقات أعمق بين التنظيمين.

وفي استطلاع لآراء الخبراء حول هذه المبايعة والتقارب بين التنظيمين، قال بيتر فام مدير برنامج أفريقيا لدى اتلانتك كاونسيل في واشنطن لوكالة الصحافة الفرنسية “إنه أمر يتطور منذ تسعة أشهر على الأقل”. وأضاف أن “المجموعتين بحاجة إلى ضربة دعائية من أجل رفع المعنويات، لأنهما تعانيان من نكسات في حملتيهما العسكريتين”.

واعتبر أيمن التميمي من منتدى الشرق الأوسط للأبحاث أن التنظيم “لم يحقق أي (تمدد) يذكر في العراق وسوريا في الأشهر الماضية، وعليه فإنه سيستفيد من التركيز على الدعاية. بينما بوكو حرام ستستفيد خصوصاً لجهة الحصول على دعم مادي ومزيد من العناصر”.

ولكن ما يجدر الإشارة إليه هنا أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق يبدو الأكبر الأوسع، ويشن هجمات عبر الطيران ساهمت كثيرا في شل حركة التنظيم خلال الفترة الماضية بينما لا تشكل بالنسبة لذات المجتمع الدولي بوكوحرام تهديدً كبيراً حتى في التشابه الكبير بين التنظيمين، ولا تجد جهود الاتحاد الأفريقي لمحاربة بوكوحرام الدعم اللازم من المجتمع الدولي حتى تستطيع دول مثل نيجيريا وتشاد مواجهة هذا التنظيم الذي بات ينتشر في الآونة الأخيرة في دول الجوار النيجيري مستغلا حالة الاضطراب الأمني الكبيرة التي تعم المنطقة جراء عدم الاستقرار السياسي في ليبيا ومالي.