الطيب مصطفى

بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام


حق للأخ الإعلامي الخلوق حسن عبد الوهاب أن يشعر بشيء من الضيق ذلك أن (رأس السوط) قد لحقه من مقالي الذي انتقدت فيه بعض مظاهر إهدار المال العام في عملنا الخارجي. فقد ورد في المقال (أن بعض الملحقين يظلون في سفارات السودان لأكثر من عشرين عاماً مراعاة لحالتهم الصحية، وليس لأن بقاءهم يخدم البلاد أكثر من غيرهم). وقد ظن الأخ حسن أنني قصدته بتلك العبارة واندفع بالرد التالي الذي أتيح الفرصة له اليوم..

أقول للأخ حسن الذي تربطني به علاقة قديمة متجددة إنني لم أقصده البتة فحواء والدة ولم تعقم بعد ولادته.

وأعلم أن حالته الصحية وما أولته له الدولة الألمانية من رعاية كريمة موفِّرة عليه وعلى خزانة الدولة السودانية كثيراً من الصرف، لذلك يلزمني أن أعتذر للأخ حسن إن كان قد أصابه رشاش طائر من ذلك المقال الذي لم أقصده به البتة.

أعلم الخدمة الوطنية الكبيرة التي ظل حسن عبد الوهاب يقدمها لوطنه بالمجان، وكنتُ من خلال مقالي ألفت النظر إلى نماذج أخرى عددت بعضها، وللأسف فإني لم ألحظ أي رد فعل من وزارة الخارجية التي تتعامل معنا من وحي العبارة اللاذعة التالية (الكلب ينبح والجمل ماشي).

أسأل الله تعالى أن يديم نعمة الصحة والعافية على الأخ حسن عبد الوهاب.

الأخ الفاضل / الطيب مصطفى

لعله لم يرد بخاطرك وأنت تكتب بالنص هذه العبارة:

(كذلك فإن بعض الملحقين يظلون في سفارات السودان لأكثر من عشرين عاماً مراعاة لحالتهم الصحية، وليس لأن بقاءهم يخدم البلاد أكثر من غيرهم).

وجاء التنبيه في صيغة الزجر بإهدار المال العام ـ وعلى الرغم من أنه (التنبيه) ورد في صيغة التعميم ليغوص في (عينة) مقصودة تتسع بها الشبهة ـ فلم أفهم أن أحداً تنطبق عليه هذه التهمة البعيدة كل البعد عن الحقيقة غيري.
ولا أعلم أن ملحقاً إعلامياً واحداً غيري طالته الأمراض والأدواء لسنوات وما تزال وأكون بهذا الاتهام ممن تلبسهم شبهة الافساد وانتهاك حرمة المال العام والاستئثار المقيت بحق من هم أكفأ مني لسنوات بمنصب هم أجدر أن يشغلوه ـ كل ذلك بحجة الصرف على حالتي الصحية، ولولا أن هذا الاتهام قد ورد من قلمكم الفطن الخبير والذي يستأثر بجمهور واسع من قرائك النخبة اتفقوا أو اختلفوا معك لما شغلتُ نفسي بالرد عليه وما دام الأمر كذلك دعني أبيّن التالي:

1ـ إنني منذ قدومي المبكر لألمانيا شملتني بطاقة التأمين الصحي منذ عام 1980م، وعليه فإن كل ما يتعلق بوضعي الصحي من العمليات الجراحية ومستلزمات البقاء في المستشفيات بما في ذلك العناية المكثفة وتكاليف الدواء وأجور الإشراف المتتابع عن طريق الأطباء خارج المستشفى كل ذلك تتحمله بالكامل ولا تزال الجهات الألمانية، ولم تدفع فيه حكومة السودان طيلة هذه السنوات مليماً واحداً.

2ـ على الرغم من أنني أحمل وما زلت جنسيتي السودانية التي أنا فخور بها ولن أتخلى عنها حتى ألقى الله تبارك وتعالى، على حسن الخاتمة إلا أني أعيش منذ أكثر من عشرين عاماً بعد انقضاء فترة عملي بالحكومة على بطاقة التأمين الاجتماعي الألماني فهي تكفل لي أجرة السكن والإعاشة والترحيل والمواصلات العامة، ويعني ذلك أن حكومة السودان منذ ذلك التاريخ لم تدفع لي مليماً واحداً ـ ويمكنكم توثيقاً لما ذكرت أن تتأكدوا أكثر من كل معلومة ذكرتها من سفارة السودان ببرلين أو وزارة الخارجية.
ولا يسعني من باب العرفان إلا أن أتقدم لكل الجهات الألمانية التي ترعاني هذه الرعاية الإنسانية المشكورة على الرغم من طول المدة وتكلفتها وكذلك على الرغم من أنني أجنبي لا يحق له كل هذه الرعاية الدولية.

أما في وطني فإني عاجز عن شكر أخي الطبيب العلامة البروفيسور حسن أبو عائشة الذي يكفلني لسنوات كلما أصابني قرح استلزم بقائي في المستشفى وأتبع الشكر الجزيل للبروفيسور مصطفى سيد أحمد استشاري الجراحة بالمستشفى الوطني وطاقم الأطباء الذين رافقوه أثناء العملية التي أجريت لي حديثاً وما زلت تحت رعايتهم في تطبيب الجراح ـ خالص شكري لرعايتهم الودودة وإشرافهم اليومي ـ وأعتذر لهذا الرد المتأخر الذي يصلكم الآن بسبب هذه العملية التي لم تمكني من الإيفاء بالمستلزمات في وقتها الصحيح.

وختاماً لك ولكل أبنائي وبناتي من كتاب الصيحة المجيدين خالص شكري مع وافر الود والتقدير.

أخوكم حسن عبد الوهاب

27/2/2015م


‫3 تعليقات

  1. اخى الشيخ — الجليل الطيب السلام عليكم ورحمة الله
    فى هذه الايام الطيبات نعيش ذكرى موقعه حربيه لن تنمحى من ذاكرتنا — الميل اربعين — ارسلت مقالا الى الصحيفة نامل ان يجد حظه من النشر — ارجو الاهتمام بنشره كما عهدناكم ——- الاستاذ معاويه

  2. هنا الاجدر ان تناقش مسالة ازدواج الجنسية و تولي اصحاب الجنسية المزدوجة لمناصب بالدولة …و في بالنا كثير من متنفذي الدولة اصحاب الجنسيات المزدوجة و منهم من يكيل السباب و الذم لامريكا و الغرب جهرا و يحتفظ بجنسيات تلك الدول تحسبا …. وزير داخلية في السودان و يحمل جنسية دولة جارة و معروف بانه كان ناشط سياسي بتلك الدولة .. هل يستقيم عقلا؟! فاذا حدث نزاع لاي الدولتين سيميل؟
    بعض الدول تمنع اصحاب الجنسيات المزدوجة من تولي مناصب سياسية بل حتى ان كان احد الوالدين يحمل جنسية دولة اخرى فذلك يحرم ذلك الشخص من المناصب الخطيرة بالدولة …. و اعتقد ان قانون الجنسية لم يكن يسمح بزدواجية الجنسية حتى عاد الاسلامويون بجنسيات دول الغرب ليحكموا فسمحوا بازدواج الجنسية فصاروا يحكمون بالجنسية السودانية و يحتفظون بالجنسية الغربية ليوم كريهة ….. حين تدول عليهم دول الايام!