صلاح احمد عبد الله

أليس في بلاد العجائب.. والنفايات..؟!


* جاءت من الخارج.. الشمال الأوروبي البعيد من أغنى دول العالم لزيارة أقاربها في شارع واحد الحاج يوسف من أجل التعرف على بلد والديها وبقية أهلها..!!* وجدت عناية تفوق الوصف وكرماً قل أن يجود الزمان بمثله ومرؤة من الأهل والجيران وحتى شلة أولاد الحي التي كانت في أحيان كثيرة تتعشى معهم في الدكان فتة بوش بعد أن تقوم بنفسها بعمل السلطة في البيت وكمية البصل والشطة الخضراء والدكوة التي تتفنن كثيراً في صنعها!!* كانت تحب أهل الحي.. ويحبونها لبراءتها وصراحتها وتقول لهم إن البلاد فيها ناس طيبين وممتازين.. ولكن لم تسترسل فيما بعد لكن (هذه).. لأنها قرأت (هناك) أن ابن خالتها كان أحد ضحايا احتجاجات سيتمبر.. وأنه قُتل بطلق ناري.. تكتم الجميع على مصدره حتى الحكومة ويئست المنظمات الحقوقية ولجان الأمم المتحدة من معرفة مصدره.. لكن بعض القوم كنوا يعرفون (ويتحللون).. حتى من الدماء.. بعد أن (تحللوا) من أموال الدولة.. التي هي أموال شعبهم.. والناس تعرف حتى الصبية الصغار تمرغوا (وتدردقوا) جيداً في هذه الأموال!!
* كانت تستغرب جداً وهي تسير في طرقات المدينة بغرض معرفة الحياة فيها وهي تتنقل في وسائل المواصلات العامة وترى معاناة أهلها في الوصول إلى أماكن عملهم.. أو العودة منها.. كانت تستغرب أن رجال المرور يجتهدون في جمع مبالغ المخالفات في أوقات (الذروة) وكأن زمن الناس والدولة لا قيمة له!!
* قالوا لها ذات مساء.. عندما سألت عن سر اللافتات في الشوارع ونفس الوجوه تظهر في التلفزيون العام وبعض الفضائيات الخاصة أن البلاد تستعد للانتخابات؟ ابتسمت (بخبث) وسألت عن (سر الرجل الواحد) هل لا يوجد غيره بعد ربع القرن هذا وهل أنتم (مملكة)؟!! وأين بقية أحزابكم التي تقارب المائة حزب بل أين المعارضة التي نسمع عنها في بلادنا في الخارج ولا نرى أثراً لها هنا؟!!
* قالت في لحظة أنس مع شلتها أمام دكان هارون بلدكم مليانة بالمباني والجميلة.. والكثير من الشركات وفي شرق المدينة يوجد حي كبير.. وراقٍ جداً وكأنه أحد أحياء (استوكهولم).. بل هو أجمل منها تجولت فيه ووجدت أن أغلب قاطنيه من أهل الحزب الحاكم والصفوة وبعض أهلهم وأقربائهم لقد قرأت عن الإسلام كثيراً لم أجد فيه (صفوة) أو خيار وفقوس كما تقولون.. بل كان فيه بعض أهل (الصُفة) وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها أغلب قوة أهل محمد الأسودان، التمر والماء، فمن أين للناس هؤلاء أكل الوز وعيشة العز هذه؟!! والاستراحات في المزارع الفاخرة.. وأعرف أن معظمهم قدموا للسلطة من أحياء بالغة الفقر؟!!
* تقول مدينتكم جميلة أهلها طيبون، ودودون، ولكنها متسخة جداً كل شوارعها قذرة، لفتت نظري الحفر على امتداد شارع واحد وهي مليئة بالقمامة وأرتال النفايات وشارع الوالي، هل هذا الرجل لم يسر فيه يوماً مليء بالحفر والنفايات منطقة محطة (13) وحديقتها في منتهى الوساخة.. وأيضاً حدائق السلام عند جسر القوات المسلحة كلها أماكن ممتازة لو وجدت اليد الأمينة لجعلت منها جنة خضراء.. وأماكن ترويح لهذا الشعب الغلبان.. المنظر هناك وهناك يكفي للإطاحة بمعتمد شرق النيل ونمر الخرطوم.. ناهيكم عن بقية المناظر الأخرى!!
* قالت ضحكت كثيراً.. عندما علمت أن جهة (ما) قررت تكريم معتمد الخرطوم.. كنت أظن أن التكريم بمناسبة تقديمه لاستقالته وإقراره بفشله!!
* قالت بلهجة سودانية حميمة تعلمتها من موقف الحافلات:ـ
* انتخابات شنو يا عمك إنتو ناس مساكين ساكت ياحليلكم..
* حملت صحن السلطة الفاضي وعادت للمنزل.. هاااي بكرة السفر؟!!


تعليق واحد

  1. والله كل ما جاء فى المقال صحيح بنسبة 200 % والى متى هذا الإستهوان وعدم الإهتمام بنظافة العاصة وترميم شوارعها نتمنى أن نرى عاصمة نوذجية نفتخر بها مثل العالم
    حاجه بسيطة إذا الشعب السودانى تركها بتبقى بلد نظيفه وهى :
    السياسة والإتكالية وصحيان الضمير السودانى والإخلاص فى العمل المكلف به رئيس أم مرؤوس