احلام مستغانمي

كلّ الفرسان من حولها يمتطون جيادًا خشبيّة


هذا ما اكتشفته متأخّرة. لكن قلبها يقول إنّ هذا الرجل لا يُشبههم. ربّما لم يكن أفضل منهم، هي لا تدري بعد. ما تدريه أنّه يختلف عنهم. إنّه لا يشبه أحدًا. يختار ورودًا غريبة اللون، لا تشبه ورودًا رأتها من قبل، مرفقة بها كلمات ما قالها أحد قبله.
غموضه، إيجازه، طريقته المبتكرة في مطاردتها، في مقاربتها، ما عهدتها في رجل.
برغم ذلك، هي تحافظ على مسافة الأمان. على لهفتها إليه تبطئ السير نحوه، فما أسرعت الخطى نحو رجل إلّا خانها رهانها.

حدث أن حاولت أن تُطبّق في الحياة إحدى الطرق الحديثة في التعليم، التي تنصح بها مدارس علم النفس المعاصر، فتمنح التلاميذ منذ بدء العام الدراسي نقاطًا عالية، كي تحفّزهم على الحفاظ على تلك العلامة، بدل أن تعطيهم العلامة التي يستحقّونها، فتفقد حماستهم للتحسّن.
أيّ حماقة أن تضعي أعلى علامة لرجل قبل امتحانه، مراهِنةً على أنّك، بتجميل عيوبه، ستكسبين رهان تحويله إلى فارس زمانه.
لن تقع في هذا الخطأ مجدّدًا. على هذا الرجل أن يشقى لينال علاماته.
كانت تفكّر بمنطق المعلّمة، وكان القدر يقع على قفاه من الضحك، وهو يسترق السمع إليها. هي لا تدري بعد، أنّ هذا الرجل جاء ليعيدها إلى مقاعد الدراسة!

” الأسود يليق بك “