تحقيقات وتقارير

الحكومة والمعارضة..(الصقر إن وقع .. كتر البتابت عيب)


علي غير المتوقع أن ترحب الحكومة بإعلان برلين الذي وقعته القوي المعارضة كحل لمشاكل السودان , خاصة وأنها قد رددت مرارا وتكرارا بعدم قبول أي حلول خارجية لأزمات السودان وغالبا ما تهاجم موقعيه بالاعتقال وتصفهم بالخيانة , والأمثلة في ذلك كثيرة منها ردود الفعل الرافضة لكل من وثيقة الفجر الجديد وباريس ونداء السودان ,وأعتاد الشارع السوداني أن يسمع بين الفينة والأخرى عن هذه الإعلانات المتكررة بشأن الوضع في السودان,دون أن تتأثر الحكومة أو الوضع القائم بمخرجاتها.

في حديث سابق أوضح رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير عن عدم قبولهم لأي حل خارجي (والداير الحوار يجي الخرطوم) ,وجاء قبول الحكومة لإعلان برلين الذي وقع في أواخر فبراير الماضي مفاجأة لكل المراقبين للساحة السياسية وخاصة الموقعين عليه أنفسهم , ويشير بعض المحليين السياسيين الي أن ترحيب الحكومة بإعلان برلين يأتي في أطار المراوغة السياسية التي تنتهجها الحكومة وذلك لأنها مواجه داخليا بعدد من التحديات , منها الانتخابات والحوار الوطني الذي تقول كل التصريحات للأحزاب المشاركة فيه بأنه قد وصل الي نهاياته , وتضاربت تصريحات قيادات الوطني بشأن التعليق علي إعلان برلين ,حيث أعلن رئيس القطاع السياسي بالوطني د- مصطفي عثمان إسماعيل عن إخضاعه للدراسة العميقة لاتخاذ موقف بشأنه , مضيفا أن الوطني ليس بعيدا من المشاورات التي سبقت مؤتمر برلين ,مشيرا الي أن حزبه يرفض شروط برلين التي تطالب بإطلاق المعتقلين السياسيين, وكان البيان الصادر عن في نهاية الإعلان قد طالب بوقف كل الترتيبات الحالية للانتخابات , وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمحكومين بسبب الحرب وتبادل الأسري , ووقف فوري لمحاكمة المعارضين , وغيرها من الشروط , وفي منحي ذي صله أكد وزير الأعلام أحمد بلال عثمان في تصريح صحفي سابق أن إعلان برلين لن يؤثر علي مسيرة الحوار الوطني أو الانتخابات قائلا هذا الإعلان قد سبقته عدة إعلانات لم تتأثر بها الحكومة , مضيفا أن الحكومة لا يمكن أن تجتمع مع المعارضة في أديس أبابا إلا في حالة واحدة وهي أن تكون جلسه أجرائيه للاتفاق علي إجراءات الحوار الوطني بالداخل أو التفاكر في خارطة الطريق ولجان (7+7) . وجاء حديث البشير أول أمس عن فشل إعلان برلين كالقشة التي قسمت ظهر البعير ,خاصة بعد ترحيب حزبه بما ورد فيه , وأوضح البشير أن إعلان برلين الذي وقعته المعارضة بشقيها السياسي والمسلح كان فاشلا ,وبالتالي كأنه لم يكن , وكشف عن أن الحكومة نصحت الألمان بأن تجمع المعارضة لن يدوم ,مشيرا الي أن الألمان كانوا مجتهدين ويعتقدون أنه لا بد من دعم السودان والوقوف معه , وهدفوا من اللقاء لثلاثة موضوعات: اعتراف المعارضة بشرعية الحكومة والمشاركة في الحوار وعدم تأجيل الانتخابات. الي ذلك يوضح المحلل السياسي بروفيسور حاج حمد أن تضارب تصريحات الحكومة حول إعلان برلين يرجع لكونه قد قبلته تحت ضغط المجتمع الدولي ,وحتي لا تضيق مساحات الرفض التي دائما ما تعلنها عند توقيع أي أتفاق خارجي دون أن تتدارس حول بنوده ,وأكد في حديث لـ(ألوان) أمس أن الحكومة غير جادة في التفاوض وكلما تنازل الطرف الأخر تطلب المزيد , وفي ذات الاتجاه ذهب المحلل السياسي بروفيسور صلاح الدين الدومة بقوله :أن نظام الإنقاذ لم يرفض أتفاق إلا وقبل بالأسوأ منه , مضيفا في حديثه لـ(ألوان) أمس أن تضارب الموقف حول برلين ,مرده الي وجود اختلاف رأي في الوطني واحدة تقول نعم وأخري تقول لا .

الخرطوم : عايدة سعد
صحيفة ألوان


تعليق واحد

  1. لو توحدت الكلمة بين الحكومة والمعارضة لانعكست الهجرة من واشنطن الى الخرطوم ولغرقت الخرطوم تحت خيرات البترول ..

    شترة : ارحمونا يرحمكم الله