هيثم كابو

النصري والغناء لقوش


* ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ الثلاث ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ.. ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺑﻌﻤﻖ ﻳﻮﻡ ﺩﺧﻞ (ﻣﺤﺮﺍﺏ ﺍلاﻋﺘﻜﺎﻑ) ﺗﺎﺭﻛﺎً ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺆﺍﺭﺑﺎً ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ، ﻭﻣﻠﻮﺣﺎً برايات هجر الفن ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻔﺘﻮﻯ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﺣﻮﻝ
(ﺣﻼﻝ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺣُﺮﻣﺘﻪ).. ﺑﺪﺃﺕ
ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﺣﻀﻮﺭ ﻋﺪﺩ
ﻣﻦ ﺣﻔﻼﺗﻪ ﻋﻘﺐ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ ﻟﻨﺸﺎﻃﻪ
ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺃﺩﺭﺕ ﻣﻌﻪ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﻋﺪﺓ
ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺃﻳﻘﻨﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ
ﺃﻧﻪ ﻓﻨﺎﻥ ﻣﺴﻜﻮﻥ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻟﻢ
ﻳﻜﺘﺸﻔﻪ ﺃﻫﻞ ﺑﻼﺩﻱ ﺑﻌﺪ ، ﻭﺇﻥ
اﻟﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ
ﻓﻨﻪ ﻭﻋﺸﺎﻕ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺗﻪ !!
* ﻗﻨﺎﻋﺘﻲ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ أنك ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ لأﻏﻨﻴﺔ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ﻋﺸﺎﻕ ﻭﻣﺤﺒو ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﻢ ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻠﻔﻨﺎﻥ ﺣﻘﺎً ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻨﺼﺮﻱ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ (ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ) ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻣﺎﺭﻛﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﻳﺤﻔﻈﻮﻧﻬﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ قلب، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﺎﻝ ﺻﻮﺕ اﻟﻨﺼﺮﻱ ﻭﻋﺬﻭﺑﺔ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ﺃﻣﺮا متفقا ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ (ﺍﻟﻔﺘﻰ اﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺯ) ﻳﻔﻮﻕ ﺃﻧﺪﺍﺩﻩ ﺑاﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺗﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﻟﻴُﻠﺒﺲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻲ ﺣﻠﺔ ﻧﻐﻤﻴﺔ ﺯﺍﻫﻴﺔ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﻔﺬ ﻟﻠﻮﺟﺪﺍﻥ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺗﺘﺤﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺪﻭﺍﺧﻞ (ﺧﺎﻟﻔﺔ ﺭﺟﻼً ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ).
* كل ما أدونه اليوم في مستهل هذا المقال أفكار سبق لي تحبيرها، ورأي قلته مراراً، ووجهة نظر ليست جديدة، فاﻟﻨﺼﺮﻱ كسر ﺍﻟﻄﻮﻕ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻧﻔﺬﺕ ﺃﻏﻨﻴﺎﺗﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺛﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻓﻨﻴﺎً وﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎً ﻭﺟﻴﻨﻴﺎً، ﻭﺫﺍﻙ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﻪ (ﺻُﻨﺎﻉ ﺍﻟﺪﻟﻴﺐ) ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻭﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻓُﺘﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻱ اﻟﻤﺨﻀﺮﻡ ﺍﻟﻨﻌﺎﻡ ﺍﺩﻡ ﻭ ﺭﺩﺩﻭﺍ ﺧﻠﻔﻪ :
ﻻ ﺷﻮﻓﺘﻦ ﺗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﻻ ﺭﺩﺍً ﻳﻄﻤﻦ..
أﺭﻳﺘﻚ ﺃﻧﺖ ﻃﻴﺐ وﺃﻧﺎ ﺍﻟﺒﻲ ﻛﻠﻮ ﻫﻴﻦ..!
* ما دعاني لإعادة التوقف عند النصري اليوم تصريحه (غريب الفكرة والتركيب) الذي أدلى به لـ(اليوم التالي) أمس موضحاً أن غناءه في (حملة صلاح قوش في مروي) جاء (امتثالاً) لصداقته مع قوش ولا علاقة له بالمؤتمر الوطني كحزب، مضيفاً في حديثه للزميل آدم محمد أحمد : (أنا غنيت لحميد لأنه وطني، وكذا قوش، وانا زول وطني وأدعم الوطن) ..!
* من البدهيات التي فاتت على صديقنا النصري أن مساندة (مرشح) أياً كان حزبه وإنتماءه لا تحكمها أواصر الصداقة مهما بلغت حميميتها، فالبرنامج المطروح هو الفيصل، ومدى قدرة الشخص على تنفيذ وعود الخطب الانتخابية وقدرته على خدمة البلد، فمثل هذه الأشياء لا موقع فيها للصداقة وصلة الرحم، كما أنها لا تقبل القسمة على الضبابية، وتغليف المواقف بمفردات رمادية! .
* إن كان النصري مؤمناً بأن قوش هو خيار (دائرة مروي الأفضل) فليغنّ بقناعة راسخة ويجب عليه امتلاك الجرأة الكاملة للدفاع عن موقفه، وإن لم يكن مقتنعاً بمرشح المؤتمر الوطني هناك فعليه ألا يمنحه (حنجرته) أو يغني في حملته داعماً له ومطالباً الناخب بأن يعطيه (صوته) ..!
* ﻗﻠﺖ ﻟﻠﻨﺼﺮﻱ ذات حوار سابق مر عليه أكثر من عام ﺩﻋﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﺗﺠﺎﻫﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ؟ فاﻋﺘﺪﻝ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﻗﻠﻴﻼً ﻟﺘﻘﻄﻊ إﺟﺎﺑﺘﻪ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﺜﻮﺍﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺩ مجيباً: (ﻟﺴﺖ ﻣﻬﺘﻤﺎً ﺑﺎﻟﺘﺤﺰﺏ ﻭﺍلاﻧﺴﻴﺎﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﻓﻜﺮﺓ أﻳﺪﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أﻭ اﺗﺠﺎﻩ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻣﻐﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺗﺮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﺴﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﺧﻄﺎً أﺣﻤﺮ.. ﺷﺄﻧﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﺄﻥ ﻛﻞ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻏﻴﻮﺭ ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﻨﻲ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺇﻓﺸﺎﺀ ﻛﻞ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﻨﺰﻝ) !
* عزيزي النصري : قبل أن تنزل الديمقراطية ينبغي أن يسبقها وضوح المواقف، و(البرقص ما بغطي دقنو) ..!
نفس أخير
* ولنردد خلف الراحل حميد :
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻠﺢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ
ﻣﺎﻓﻲ ﺣﺐ إلا اﺑﺘﺪﺍﺑﻮ
ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻧﺎ ﺳﺎﻳﺮ
ﻳﺎ ﺣﺒﺎﺑﻮ ﺍﻟﺠﺎﺏ ﻋﻘﺎﺑﻮ
ﻫﻤﺒﺮﻳﺐ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻳﻘﺪﻝ
ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻳﺮﺑﻂ ﺻﺤﺎﺑﻮ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﻨﺰﻝ
ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺨﻀﺮ ﺗﺮﺍﺑﻮ