احمد دندش

(كبيت الزوغة).!


مرة احدة، هي التي جازفت فيها بمستقبلي العاطفي، وقررت ان اقيم علاقة عاطفية مع (بنية) بالتلفون، كنت شغوفاً جداً لمعرفة ذلك الاحساس، الذي كان يتملك بعض اصدقائي وهم يقومون بأنشاء علاقات عاطفية مع (الجكس) عبر التلفون وبس، يعني (لايشوفوها لاتشوفهم)، وهذه الجزئية بالتحديد هي التي قادتني لاكبر (ماسورة )عاطفية في حياتي.
اعطاني صديقي رقم هاتف وقال لي بالحرف الواحد:( ياحبيبنا، دي بطيخة مقفولة)، حملت (بطيخته) المقفولة وانتظرت حتي العاشرة مساء وضغطت علي الارقام، دقائق حتي اتاني اجمل صوت يمكن ان يخطر ببالك عزيزي القارئ، صوت عجيب، (بحته) تجعل صاحبته تتحكر علي عرش المطربات لسنوات، اما عذوبته فكانت تناطح عذوبة صوت (فيروز) بل وتقول لها (تعالي اقعدي جنبي هنا).
تلعثمت في البداية وانا اقوم بتعريف نفسي علي انني (ضارب غلط)، كـ(حنك) كل الشباب المراهقين في ذلك الوقت، فاجأتني بأسلوبها السلس وقبولها لاعتذاري (زي المافي حاجة)، بل وطلبها لي بأن نكون اصدقاء، وهذا ماكنت اود الوصول اليه في ذلك الوقت تحديدا.
عدت الي صديقي وانا طاير من السعادة، ورويت له مادار بيني وبين صاحبة الصوت الاسر، مع حرصي علي تضليله ببعض (الزيادات) في القصة حتي لايندم انه اعطاني الرقم العجيب، ويقوم بمحاولة لنسف مجهودي التعبان فيهو و(طافح الكوتة).
ايام وليال ونحن نتسامر ونساهرو نحكي لبعضنا البعض في اريحية وتناغم، اقوم بوصف شكلي لها بكل صدق، وهي كذلك تصف لي شكلها وعينيها الكاحلتين ويديها البضتين وشعرها الاسود اللامع وقوامها الفتان لأرسم لها في خيالي صورة بالالوان والروعة.
حتي جاء ذلك اليوم الذي اتفقنا فيه ان نقابل بعضنا البعض في احدي المحطات، اصدقك القول عزيزي القارئ انني في ذلك اليوم ارتديت افخم ماعندي من ثياب، وورنشت حذائي خمس مرات، بل وظللت مع الحلاق علي مدار يومين في قطعية حلاقة (ندخلها جوه ولا نمرقا بره)، هكذا كانت طقوسي قبل ان التقيها، قلبي ينبض بعنف، مناديلي قاربت علي الانتهاء بسبب حبات العرق التي ظلت تتقافز علي وجهي وكأنها تشاركني التوتر، توقفت في نفس المكان المطلوب، ارتفع رنين هاتفي الجوال، ووجدت اسمها يرقص علي الشاشة، سألتني:(انت لابس شنو؟)، ترددت قليلاً قبل ان احسم امري واخبرها انني لابس (جلابية)، لاادري لماذا كذبت عليها، لكن هذا ماحدث، رددت اليها نفس السؤال (وانتي لابسة شنو؟) لتجيبني (اسكيرت بني وبلوزة بيضاء).
تلفت حولي في سرعة، فقد اصبحت لااطيق الانتظار و… وقعت عيناي عليها، لم تكن علي علاقة بتلك الفاتنة التي رسمت صورتها في ذاكرتي، كانت عبارة عن (دولاب) ضخم، ووجه عجيب اصابته صاعقة من بقايا كريم (ضارباهو شمس)، اما اصابعها البضة فلم تكن سوي مجموعة من (كيمان) لحم بشري انهكته ليفة العدة و(طلعت زيتو)، ادرت وجهي للناحية الاخري واغلقت جوالي و…. (كبيت الزوغة).!
شربكة اخيرة:
قال (علاقة بالتلفون) قال…ياعم روح.!