منوعات

وطني البموت وبخلّي حيْ: حميد الحفيد.. نخلة نوري تنبت في ثورة محجوب شريف + صورة


تأتي سماعة الهاتف برد الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي على أسئلة الشاعر السوداني محمد طه القدال حول صحة الشائعات المتعلقة بوفاته، وهو يقول (الشعراء لا يموتون) لكن الأخير وهو يحتفي بالرد القادم من شمال الوادي كانت تسكن (شماله) أوجاع الموت، فقبل أن تجف دموعه وهو يواري محمد الحسن سالم حميد الثرى يباغت الموت صديقه شاعر الشعب محجوب شريف.
ينحني القدال للريح وهو يردد ذات العبارة: “إن الشعراء لا يموتون”، هم يولدون مع نصوصهم في كل لحظة. يختارون الحياة بين السطور والقوافي التي تمنح الكثيرين الحياة، فما زال محجوب يمشي بين الناس بضميره، وهذا يكفيه.

(1)
اليوم 20 مارس، الذكرى الثالثة لرحيل التربال محمد الحسن سالم حميد، ثلاث سنوات والبلاد تفتقد طلة صاحب الجلباب كامل السودانية، ثلاث سنوات والسؤال يتردد: هل مات حميد حقاً؟
ثلاث سنوات من الغياب، وكأن (العم عبد الرحيم) يعبر أمس أمام القطار دون أن تدهسه عجلاته، و(عيّوشة) ما زالت تبحث في الركام عن لقمة تقيم صلبها، ثلاث سنوات وما زال الزين ود حامد يكتب رسائله لترد عليه ست الدار بت أحمد، ثلاث سنوات وحميد يتجدد كل دقيقة بدعوته أن أرضاً سلاح.
من قال إن حميد مات؟ حميد يتبتب بخطواته الأولى في الثورة الحارة الواحد وعشرين، لم يكن حميد الآخر سوى امتداد لنظرية أن الشعراء لا يموتون بل يحملون أسماء تميزهم أينما ذهبوا، وحميد الصغير طفل يلاحق الأيام كي يطفئ شمعته الثالثة، لم يكن الصغير سوى الحفيد الأول لشاعر الشعب محجوب شريف.

(2)
الصغير المولود في الثاني عشر من أبريل في العام 2013، بعيد رحيل الشاعر العظيم (حميد) أمر يجعل الكثيرين يعتقدون أن جده (شريف) هو من أطلق عليه اسم صديقه، ولكن الحقيقة تقول إن ابن مي محجوب شريف لم يسمه جده.
وبحسب قاسم أمين طه والده فإنهم كانوا يتجادلون قبل ميلاده حول اختيار اسم له ولكن بعيد الرحيل الفاجع لحميد كان اسمه هو الخيار الوحيد، يواصل قاسم أمين قائلاً إنه ومي اتفقا على تسميته حميد تخليداً لذكرى الرجل الذي أحدث رحيله فراغاً كبيراً في الساحة، ويضيف: كان رد جده محجوب شريف: (الخيل تجقلب والشكر لمحجوب)، ويمضي: حميد هو من جلب لنا بلح العرس.. وكأنه يتفق مع مقولة القدال الذي كان يلاعب حميد الصغير في منزل محجوب قبل يومين.. إنه حميد كان بجيب لي كرتونتين بلح، وبقول لي واحدة للمضغ والتانية للشربوت.
يتقافز حميد الصغير في بيت الشاعر الكبير مزهواً بطفولته، يردد ذات العبارة (إن الشعراء لا يموتون) وإنه حين يتعلق الأمر بمحمد الحسن سالم حميد فإن (النخلة) تلقي عليك رطباً من القول مثل (وطني البموت وبخلي حي).

الزين عثمان
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. تقبلهم الله قبولا حسنا .. والهمنا وذويهم الصبر وحسن العزاء .. وانا لله وانا اليه راجعون