اسحق احمد فضل الله

أُنس الخــــميس!


> السبت عيد (ستك).. الأم.
> والأم قالت
: في المكتبة العامة أخطو ببطء أمام الكتب.. المصفوفة انظر إلى الكتب.
> كتاب عليه الغبار.. تخطيته.
> بعد خطوة سمعت شيئاً كأنه نشيج طفل يبكي.
> تناولت الكتاب.. النشيج انقطع.. والكتاب.. وكأنه يشهق لإرضائي يحدث أروع الحديث.
> بعد أسبوع وعند دخولي المكتبة أمين المكتبة يقول ضاحكاً
: غريب.. الكتاب الذي كان في يدك الأسبوع الماضي.. والذي لم يمسه أحد من زوار المكتبة لأعوام.. لم يبق أحد منذ الأسبوع الماضي إلا قرأه بعدك.
> اقتربت من الكتاب.
> سمعت شيئاً مثل ضحكة طفل تلاعبه أمه.
> الأم هذه سودانية حتماً.
(2)
> وتفكيك السودان وطوفان المخدرات والجرائم.
> حديث ينتهي عند الأستاذ حسن عبد الوهاب.
> وحسن عبد الوهاب.. ملحقنا يوماً في برلين.. الذي يكتب للأستاذ الطيب مصطفى هذا الأسبوع كتابه عندنا يحمل حكايات السودانيين المدهشة.
> حكاية المؤذن.. والسكران.
> وحكاية الزوج الذي يطلق زوجته لفسوقها.
> وفي بعض حديثه الممتع الأستاذ حسن يقص كيف أن سودانياً في أم درمان كان يعود من السهرة عند الفجر.. ممتلئاً من خمر البلح.
> فجأة يسمع صوت مؤذن يؤذن للفجر.
> الصوت كان قبيحاً.. قبيحاً.
> والرجل يقطع عتبات المئذنة وثباً.. ويجرجر المؤذن من حلقومه ويجلس علي صدره.. حتى حضور المصلين.
> وعند سؤاله قال
: والله ليس بي كراهية الآذان.. ولا الصلاة.. فأنا مسلم.
> لكنني خشيت أن يسمع النصارى صوت المؤذن هذا ويشمتوا بنا ويقولوا إن صلاة المسلمين لا تنهي عن الفحشاء والمنكر.. والا… فأي شئ أنكر من صوت هذا الحيوان؟!.
> وحسن.. عن السفه والوقار عند السودانيين في الستينات يحكي حكاية الزوج الذي يطلق إمرأته (لسوء السلوك).
> والرجل – الذي لا يذكر سبب الطلاق – عندما يقع تحت حصار أهل المرأة وسؤالهم عن سبب الطلاق يبحث عن الجملة التي تصف أقبح فعل.. ويجد الجملة.. ويقول للمجلس عن سوء سلوك زوجته الهائل
: والله يعني.. ما فاضل ليها – إلا – تشرب السجار!!.
> السوداني والدين.. وبعيداً عن المجلدات والبحوث.. شيئ توجزه القصة الأولى.. صاحب المؤذن.
> والدين الآن عند السوداني يغلي ويفور.. ونبيذ البلح يوشك أن يصبح خمراً.
> والسلوك عند السواداني أيام الستينات توجزه القصة الثانية.
> بينما الآن.. المجتمع هذا يضج بأطنان المخدرات والدولة تصارع هذا.
(3)
> لكن الدولة التي تصارع الخراب تعجز عن رؤية الاصابع التي تقود الخراب.
> ودون وعي بما يفعلون.. الخراب يصنعه الطيبون المخلصون.
> الطيبون يطلبون نقاء الستينات.. وثراء الستينات.. وأمن الستينات.. وأسعار الستينات.
> وكأن الزمن توقف هناك.. بينما!!
> بينما الخراب الآن تصنعه المخابرات العدو على ظهر حصان العالم الجديد.
> العالم الجديد.. اتصالات.. وسوق.. وعالم أنباء مجنون.. وعالم مال مسعور.. وحرب مخابرات هي نوع من الحريق.
> العالم هذا ينسج خرابه من (طبيعة) المجتمع الآن.
> وسلاح الخراب الأول الآن هو الجهل عند الناس الذين يطلبون الستينات.. الآن.
****
بريد
أستاذ..
> مسجد يقع جنوب غرب محكمة الدروشاب.. يسكنه جنوبيون.. وثنيون.