محمود الدنعو

أوان الاعتراف بالفشل


حتى بعد تمديدها ليوم آخر، فشلت مفاوضات فرقاء جنوب السودان في التوصل إلى اتفاق سلام نهائى ينهي الصراع المسلح في الدولة الوليدة، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن المراقب لتطورات هذه الأزمة من المسؤول عن هذا الفشل؟ فوساطة الإيقاد حددت الخامس من مارس موعدا نهائيا لاتفاق على إنهاء الحرب ولوحت بفرض عقوبات على الأطراف التي تعرقل العملية السلمية وساندتها الولايات المتحدة في ذلك بالتقدم إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار يتضمن عقوبات على مخربي عملية السلام، ولكن شيئا من كل ذلك لم يحدث، حيث عادت وساطة الإيقاد نفسها ومنحت الأطراف حتى مطلع أبريل القادم لاستئناف المفاوضات مجددا في سلسلة من جولات التفاوض اللانهائية، وفي ما يشبه الإقرار الضمني بمسؤوليتها عن الفشل في التوصل إلى الاتفاق في المهلة المحددة بالخامس من مارس قامت الوساطة أولا بتمديد المهلة ليوم آخر وبانهيار جولة التفاوض امتنعت عن فرض العقوبات تلقائيا بعد الانهيار، كما كانت تلوح دائما بعصا العقوبات، ثم طفقت الوساطة تتحدث عن توسيع دائرة الدول المشاركة، حيث كشف سيوم مسفن كبير وسطاء منظمة الإيقاد في مفاوضات فرقاء جنوب السودان عن خطة جديدة للتفاوض. وقال مسفن في حوار مع صحيفة (ذا ايست افريكان) الكينية إن الخطة تشمل زيادة الدول المشاركة في المفاوضات، بحيث تمثل كل الأقاليم الخمس للقارة الأفريقية، بجانب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) بالإضافة إلى الصين. وقال إن الهدف من ذلك أن تشعر أطراف الصراع أنها تتعامل مع القارة الأفريقية بأسرها وليس منظمة الإيقاد بعد أن وجهت انتقادات لإيقاد بالانحياز إلى جوبا. وأضاف أنه اعتبارا من الجولة المقبلة، فإن القارة الأفريقية سوف تسأل أطراف الصراع في جنوب السودان الاختيار بين الحسم العسكري أو عبر المؤسسات الدستورية، وأن القارة لن تقف متفرجة على انهيار الجنوب.

وعندما سألت الصحيفة مسفن عن الدول التي يمكن إضافتها إلى الوساطة، قال إن ذلك من اختصاص مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، ولكن الصحيفة توقعت إضافة كل من نيجيريا والجزائر وجنوب أفريقيا ورواندا وتشاد إلى وساطة الإيقاد الحالية.

المبررات التي قالها مسفن لتوسيع دائرة الدول المشاركة في التفاوض منطقية، ولكن السؤال: لماذا الآن والمفاوضات بين الأطراف وصلت إلى مراحلها النهائية، وتعثرت عند عقبة الاتفاق على تقاسم السلطة؟ فهل إشراك جميع دول القارة ناهيك عن ممثلين لأقاليمها الخمسة هو ما يحمل الأطراف على التوقيع على اتفاق لا يرون أنه منصف لديهم؟ آن الأوان للإيقاد أن تعترف بفشلها في هذه المفاوضات.