هيثم صديق

عاقبوا زكي جمعة


ومن مبالغات السينما الهندية كما حكوا أن عاشقين قد وجدا طفلة في الشارع فأخذاها واعتنيا بها حتى إذا ما كبرت اكتشفا أنها (أمهما)…

و(تنطر) العيون أصبح لا يتأتى (لهين) لذلك طفق الناس يبحثون عن الغريب في الأحداث والأخبار حتى أدركوا زمان مدرسة خاصة بالدخينات أعمت دخاخين قنبلتها الأعين.

عادل أمام في إحدى مسرحياته نعى التعليم وهتف بأسماء بعض الرواد من المعلمين المصريين، فقال الله يرحمك يا رفاعة يا طهطاوي ويا قاسم يا أمين ويا زكي جمعة.. ثم استدرك وقال: مين زكي جمعة ده!!

زكي جمعة طلع مدير مدرسة خاصة عندنا أجلس الطلاب إلى امتحان الشهادة السودانية من (تأليفه)، وجاء للطلاب بمراقب من الشارع والآباء قد ودعوا الأبناء صباحا بالدعوات (ربنا يوفقك وأشوفك ضابط)، ولا يدرون أنهم سيقابلون الضباط بعد قليل في أغرب شكوى، وبلاغ في البلاد منذ دولة المغرة.

(زكي) جمعة أراد أن يتحصل على الأموال ولا يهمه كيف ضاعت الآمال أو كيف ستضيع لعشرات الأسر استحلبت قروش تعليم الأبناء تلك من دمائها وماء العيون.

وما يغري بالتمادي هو جمود مواد المحاكمة للأسف، فليس كل سارق ينبغي أن يحاسب بذات مادة السرقة.

بعض الجرائم ينبغي أن يكون عقابها أشد لتكون رادعة للغير ممن يريد أن يقلد

والجرائم التي تقع من الذين لا يتوقع منهم ارتكابها يكون وقعها أكبر ودهشتها أكبر واثرها أكبر.

ومثلما دخلت الغرائب على كل مجموعة وخرجت بعض الفضائل فإننا لازلنا ننادي بأن يكون حصن المعلمين هو الأقوى والأمتن وأن يكون آخر سور يدخله المرجفون والمتسلقون.

ينبغي أن تمحص كل العملية التعليمية والتربوية لأجل أن ذلك يعني المحافظة على القادم.

فيمكن لأمة بلا تاريخ أن تعيش أو أن تطأ على بؤس الحاضر، لكن أمة بلا مستقبل ويل لها.

عشرات الأمثلة والوقائع تسود بياض الطباشرة المقدسة مما يستوجب من المسؤولين والخبراء التربويين أن يعيدوا مسألة اختيار المعلم.

بين يدي الآن لستة لعشرات من حملة الدكتوراه في كافة التخصصات يعملون جنوداً وضباط صف في الأجهزة الأمنية يحرسون منشأة أو يعكفون على آلة كاتبة لو دفعنا بهم لقاعات التدريس لكان أقوم، ولو دفعت مرتباتهم تلك الأجهزة لأجل الصالح العام عوضا عن تسلط أي (ديك وتور) على بيت مؤجر حوله لمدرسة ترخيصها أسهل من ترخيص طبلية.. ويطالب البعض باستقالة الوزير والمعتمد والموجه.. لا يزال البعض حالما.. رغم كل هذا لا يزال البعض يحلم.