عمر الشريف

مليونى دولار خلال شهر


أعلنت الحكومة حالة الطوارىء فى كل أجهزتها إستعدادا للإنتخابات المقامة فى شهر إبريل 2015م . لو نظرنا لحالة المنافسين لم نرى هناك تكافؤ بينهم من ناحية القاعدة الشعبية والحالة المادية والاعلامية والحزبية ليس تقليلا من مكانتهم ولكن لضيق فترة الاستعدادات ومن ناحية الامكانيات ، حيث يرجح كفة مرشح الحزب الحاكم فى ظل غياب مرشحى الاحزاب التقليدية الرئيسية والتى فشلت فى إدارة الحكومات السابقة وخوض الانتخابات التى تلتها وفشلت فى التغير بواسطة الشعب او الحركات العسكرية أو المجتمع الدولى .

تطالعنا أجهزة الاعلام الحكومية هذه الايام بالاستعداد للإنتخابات وتدريب كوادرها الأمنية وتجهيز أجهزتها الإعلامية وجميع قطاعاتها المشاركة فى تلك الحملة الإنتخابية داخليا وخارجيا للإنجاح تلك الحملة . الإنتخابات التى تُجرى فى الدول التى نعتبرها ديمقراطية مقارنة مع غيرها تكون بكل نزاهه وحرية الرأى والتصويت هى نفس الشورى الاسلامية التى حثنا عليها الاسلام قبل الدول الديمقراطية بألف وأربعمائة عام مضت لكننا نفتقر لتطبيق تلك التعاليم الاسلامية . هذه الحملة الانتخابية التى تكلف الدولة أكثر من مليونى دولار خلال فترة الشهر أو الشهرين والدولة والشعب فى أشد حوجه لهذا المبلغ ، علما بأن تدريب أكثر من 60 الف من الكوادر الأمنية حسب ما تم نشره بوسائل الاعلام قبل أيام تصبح تكلفة التدريب والانتداب للكادر لاتقل عن 1000 جنية ( بالجديد) تقريبا لمدة شهر ناهيك عن تكلفة اللجان والوفود والإنتدابات والدعاية والتنقل والمراقبين وإجار مبانى التصويت والمواد والالات المستخدمة والمنتفعين والإجازات لبعض المرافق الحكومية والتعليمية التى تقدر بأكثر من مليونى دولار والحكومة تعلم بنتائج تلك الانتخابات فى ظل المعطيات الحالية والمرشحين المسجلين .

ياحكومتنا الرشيدة ويا شعبنا الصابر بعد أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات نستقبل موسم الخريف وبداية الزراعة التى هى عمود الإقتصاد السودانى والزراعة تحتاج لمليارات من الجنيهات لكى ينجح الموسم الزراعى والدول كلها تنظر للسودان بأنه سلة غذاء العالم فى المستقبل فى ظل الجفاف وندره المياة والتصحر وعدم الاستقرار السياسى والأمنى فى كثير من الدول المنتجة زراعيا . إذا لماذا لا نفكر بعقلنا ونقتنع بنتيجة الانتخابات المتوقعة أو تؤجل تلك الانتخابات وتشكل حكومة وفاق وطنى مخلصة لهذه الفترة ونستفيد من هذا المبلغ الكبير فى الزراعة والإنتاج واستيراد الغاز والسكر الذى تكثر حوجته فى الفترة القادمة وخاصه فى فترة الخريف ونثبت للعالم بأننا سلة غذاءه فى المستقبل بأذن الله ونشجع الاستثمار الداخلى والخارجى حتى يستقر البلد أمنيا وسياسيا وإقتصاديا ونطبق الشورة الاسلامية وشرع الله كما أمرنا ثم نستعد للإنتخابات بكل ثقة وتنافس شريف يضمن حقوق الجميع ويوافق رأى وإختيار الشعب بكل حرية ويعم الرخاء والنماء والاستقرار السياسى والأمنى والتعايش السلمى .