تحقيقات وتقارير

عفاف حسن أمين.. الحوت وبلوبلو


جنة الأطفال.. وجوه رأت النور وشخصيات صنعت الفارق

ليس أنسب من عيد الأم مناسبة يمكن من خلالها قراءة برنامج مثل جنة الأطفال وتاريخه. فقد ظل حوش التلفزيون القومي منذ نشأته في بداية الستينيات يهتم ببرامج الأطفال ويخصص لها مساحات واسعة في خريطته البرامجية، خاصة مع حلول فصل الصيف ودخول تلاميذ الأساس والتعليم قبل المدرسي في العطلة السنوية، ويقوم التلفزيون بتوظيف برامج الأطفال
لإبراز أهمية المكتبة المنزلية والرحلات الترفيهية وكيفية الوقاية من أمراض الصيف، وتجنب الوجود لفترات طويلة تحت أشعة الشمس خاصة عن الظهيرة ومنتصف النهار، وعدم الاستحمام بالنيل، وكثير من الإرشادات التي تبث عبر برامج «أطفال على الهواء» صباح كل سبت، و«جنة الأطفال» صباح كل يوم جمعة.

*الباية والنشأة
منتجة برامج الأطفال بالتلفزيون راضية عبد الرحمن، قالت عن نشأة وتطور برامج الأطفال في تلفزيون السودان، إن برامج الأطفال بدأ بثها عام 1963م ببرنامج مباشر نصف ساعة أسبوعي كل يوم الجمعة، ويستهدف كل شرائح الأطفال في السودان باللونين الأسود والأبيض، وحسب إفادة المخرج التلفزيوني سيد محمود، فإن أول معد ومقدم لبرامج الأطفال بتلفزيون السودان كانت الأستاذة عفاف صفوت، وكان يشاركها التقديم كل من الأستاذ الفكي عبدالرحمن والأستاذ محمود الصباغ الشهير بالجد شعبان، ثم انتقل الإعداد والتقديم لصفية الأمين المعروفة باسم «ماما صفية»، وأسند الإخراج إلى محمد حسين، وتعاون معها عدد من المعدين من الإذاعة السودانية التي سبقت التلفزيون بتقديم برامج للأطفال باسم «ركن الأطفال»، وظهر التأثر بالبرنامج الإذاعي في الشكل وأسلوب التقديم، واستفادت برامج الأطفال بالتلفزيون من تلك الإمكانات الفنية البسيطة المتاحة في إنتاج برنامج جماهيري يحتوي على فقرات متعددة علمية وأدبية وتربوية ورياضية وحكايات تروى بواسطة راوٍ، وأناشيد ومواهب ومسابقات وهدايا، وشكل أطفال الأحياء القريبة من التلفزيون جمهوراً شبه دائم للبرنامج، وكانت الطبيعة الجميلة المحيطة بالتلفزيون.

*إضافات جديدة
أكدت وجود إضافات جمالية للبرنامج، حيث كانت الكاميرا تقدم أحياناً تلك المشاهد الطبيعية وحركة الحياة حول النيل، من مشاهد للقوارب والصيادين والمياه والأشجار والخضرة المتمثلة في المزارع والحيوانات وأنواع الطيور المختلفة أثناء البث، بوصفها فواصل أو انتقالات من فقرة إلى أخرى، أو أثناء بث أنشودة تتحدث عن الطبيعة والجمال، كذلك استفادت برامج الأطفال من حديقة سطح التلفزيون باعتبارها موقعاً للتصوير، حيث لم يكن هنالك غير استديوهين هما «أ» المخصص للأخبار والبرامج السياسية، و«ب» المخصص لبرامج المنوعات.

وقالت منتجة برامج الأطفال راضية عبد الرحمن: في بدأية الثمانينيات انضم لأسرة برامج الاطفال عدد من الأساتذة الذين يعمل أغلبهم بوزارة التربية والتعليم ومدرسين بالمرحلة الابتدائية، مثل الأستاذ عوض حاج حامد الذي تولى الفقرات التربوية في «جنة الأطفال»، وهو الاسم الذي ظهر به البرنامج في فترة السبعينيات بعد أن زاد زمنه إلى ساعة أسبوعياً وصار يبث يوم الجمعة. ومن فقراته المشهورة «طريق النور» و«من المكتبة» والعديد من الفقرات التي تحكي جانباً من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الأبرار. كذلك انضم إلى أسرة البرنامج الأستاذ الشاعر الملحن قاسم الحاج الذي تولى جانب الألحان والتأليف لأناشيد الأطفال، والأستاذ عبد العزيز عبد اللطيف، وكان في الإخراج المخرج فاروق سليمان. واستمر هذا الفريق في العمل في «جنة الأطفال» لأكثر من خمسة عشر عاماً، بينما واصل الأستاذ عوض حاج حامد والأستاذ عبد العزيز عبد اللطيف الإعداد إلى أواخر التسعينيات، واعتمدت برامج الأطفال منذ بدأيتها على المنهج المدرسي مرجعاً لها في الإعداد والتقديم، فكانت الأنشودة المدرسية الملحنة، والمسرحيات التي وردت في كتب المطالعة، وفقرات من التاريخ والجغرافيا والعلوم والرسم والتلوين والتصميم، ومن أشهر هذه الفقرات فقرة «فن وجمال» التي تقدمها الأستاذة عائشة سالم، و«قراءات من مكتبة الطفل» للأستاذ عوض حاج حامد، وظهرت الدراما في شكل توجيه وإرشاد وتعديل لبعض السلوكيات مثل فقرة «لا يا عزوز»، التي يعدها الأستاذ عبد العزيز عبد اللطيف، وفقرة «أصحاب أصحاب» التي يعدها ويقدمها الأستاذ السني دفع الله. وأيضاً فقرات دراما العرائس مثل «الأرجوز» و«تعلوب» التي يعدها ويقدمها الأستاذ يحيى شريف، كذلك استفاد البرنامج من وجود الأستاذ محمود الصباغ في تطوير الفقرات الدرامية، وظهرت فرق إنشادية للأطفال منها «فرقة زهرات توتي» التي اشتهرت بأغنية «القروية» وفرقة «ألوان الطيف» وفرقة «مدرسة سلاح المهندسين»، وظهر عبر البرنامج محمود عبد العزيز وحنان بلو بلو وعفاف حسن أمين، ومن الجدد ظهرت هديل صلاح ورؤى تاج السر ومود سر الختم.

*برامج تعليمية وتثقيفية
وقالت الأستاذة راضية عبد الرحمن: إن برنامج «جنة الأطفال» ظل البرنامج الوحيد حتى بداية التسعينيات، وظهرت مع الانفتاح برامج «سنابل الربيع» و«الدنيا العجيبة» و«أحاجي الحبوبة». وظهرت أغاني الأطفال المصورة مثل «من كل مكان، منوعات أطفال، ما يطلبه الأطفال»، ومجموعة من برامج العرائس مثل: «استديو العرائس، وكان كان، يا طالع الشجرة، أبناء الغابة»، وبرنامج «حكايات جدو شريف» والعديد من التمثيليات والمسرحيات، وظهر أخيراً قسم خاص لبرامج الأطفال يتبع للإدارة التعليمية، وتم ادخال المسلسل الكرتوني اليومي، وتم عام 2003م إيقاف جميع برامج الأطفال القصيرة ما عدا «جنة الأطفال»، وبقي المسلسل الكرتوني اليومي حتى عام 2004م، وعادت البرامج في ثوب جديد، وظهرت برامج «المسلم الصغير»، «من كل مكان»، «مجلة سنابل الربيع»، «صغار ولكن» ، «برامج العرائس»، «أحاجي الحبوبة». وتم عام 2007م دمج برامج الأطفال والمسلسل الكرتوني اليومي في برنامج الأسرة «البيت السعيد» حتى عام 2008م، وعادت برامج الأطفال للظهور في إدارة منفصلة ولمدة ساعة كاملة يومياً، واختفى المسلسل اليومي، وظهر برنامجا «واحة الطفل» المباشر و«أطفال على الهواء» مع “جنة الأطفال”.

تقرير: أيمن عبد الله صباح الخير
صحيفة الجريدة