يوسف عبد المنان

رسائل ورسائل


{ إلى د.”عصام أحمد البشير”: من الشجاعة الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية، ولكن من غير المعقول والمقبول أن تصبح آراء ومنطلقات وقناعات بعض أعضاء مجمع الفقه الإسلامي فتاوى ملزمة للآخرين.. العضو الذي احتقر الفنانين وأساء إليهم يعبر في واقع الحال عن قناعاته الشخصية وفلسفته في الحياة.. ولكنه تغمص شخصية المجمع الذي ينبغي له التفريق بين ما يصدر رسمياً عنه وما يصدر من آراء لمنسوبي مجمع الفقه الإسلامي الذي يضم في تكوينه تيارات إسلامية متعددة بعضها متطرف وبعضها متسامح وآخر عصري ورابع من العصر الحجري السحيق!!
{ إلى الأستاذ “صلاح شعيب”: لماذا تعيب على المطرب “النصري” التغني في حملة “صلاح قوش” وهو ابن مروي، ولا تعيب على مطربين آخرين يتكئون على المعارضة ويتخذونها مثالاً والملاذ والمنقذ.. الفن رسالة اجتماعية.. وحينما يغني “خالد الصحافة” في احتفالات المؤتمر الوطني إنما يغني لقطاع عريض من الناس.. وحينما كان “وردي” رحمة الله عليه في المنفى الاختياري يغني للوطن والديمقراطية، كان مناضلاً ووطنياً وفنان أفريقيا، وحينما غنى في منزل الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” حتى الساعات الأولى من الصباح أسقطه المناضلون من دفتر اهتماماتهم.
“صلاح شعيب” قلم رصين أديب تعلمنا منه الكثير في بداياتنا الصحافية، ولكن سنوات الغربة جعلته يركب قطار السياسة الذي يعمي الأبصار.
{ إلى “مشاعر الدولب”: أن تمسحي دموع الباكيات في الرحمانية وتلودي فتلك هي (المحرية فيك)، الطريق عبر المروحيات العسكرية إلى جبال النوبة شاق وصعب، وكثير من الوزراء يعتذرون عن السفر إلى هناك.. شكراً “الدولب” على العطاء والتبرعات السخية والمواقف الإنسانية النبيلة.. لقد كسب المؤتمر الوطني وزيرة من أهل العزائم يهفو قلبها للمساكين والفقراء وتعف عن المغانم.
{ إلى الأستاذ “محجوب عروة”: قرأت أمس في زاويتك “قولوا حسناً” هذه الكلمات في حق الأستاذ “علي عثمان محمد طه”: (أما علي عثمان فكعادته استنكف واستكبر ومارس التعالي ورفض مقابلتنا!! يا له من سياسي وحاكم ومفاوض فاشل). هل هذا هو “علي عثمان”؟؟ لماذا لم تكتب هذه القناعات حينما كان الرجل في قمة السلطة!! أم هي تصفية حسابات قديمة مع رجل أعطى ولم يستبقِ شيئاً؟؟ وهل كان “علي عثمان” يفاوض في “نيفاشا” بشخصه وقناعاته هو أم نيابة عن حكومة السودان، وله جهاز سياسي مرجعي يقرر في كل شيء؟؟ من الظلم أن تنهال السكاكين على ظهر الرجل وجنباته بعد أن غادر السلطة وأصبح مواطناً مثلي ومثلك.. وكان الأحرى بك ومن يشاطروك الرأي أن تقولوا عن الرجل إنه فاشل ومتكبر حينما كان في السلطة، ولكن الطعن في تاريخ الرجل اليوم والتشفي لا يشبهك أستاذي “محجوب عروة”!!
{ إلى “محمد الحسن الميرغني”: شكراً للاعتراف النبيل بأن السكن في الفنادق خمسة نجوم لا يحل قضايا البلاد.. وقد أصبحت أخيراً من الذين يبغضون الفنادق.. ولكن داخل حزبك هناك من يسكنون في مثل هذه الفنادق مثل “علي محمود حسنين” و”التوم هجو”.. وداخل بيت “الميرغني” هناك من يسكن في الفنادق ذات الخمسة نجوم لا داعي أن نسمي لك أسرتك أنت تعلمهم والقارئ يعلمهم.. ومولانا “الميرغني” بهم أعلم.
{ إلى وزير التجارة “عثمان الشريف”: من الذي يجعل الذرة ممنوعاً من العبور إلى دولة جنوب السودان والسكر ممنوع.. والدقيق ممنوع ولكن البصل مسموح به؟؟ إما أن تمنع كل المنتجات السودانية وإما السماح بها جميعاً؟؟ وأيهما أفضل للسودان تصدير الذرة عبر الحدود من أجل إنسان الجنوب أم تصدير الذرة عبر ميناء بور تسودان، من أجل الحيوانات في دول الخليج حيث تستخدم الذرة السودانية في البلاد العربية كغذاء للحيوان وفي الدول الأفريقية كغذاء للإنسان.