صلاح حبيب

القاهرة لا تنام


تعيش القاهرة حالة من التوتر والقلق الشديد وعدم الاطمئنان فالشارع المصري مازال منقسماً، فالبعض يعيش على الرئيس السابق “مرسي” وآخرون متفائلون بالرئيس الحالي “السيسي”. وتفاءل البعض على أمل المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخراً بشرم الشيخ، فالجميع يأمل أن يحل هذا المؤتمر المعضلة الاقتصادية وعودة الحياة إلى طبيعتها على الأقل فترة “مرسي” أو الرئيس الأسبق “مبارك”. فالذين يساندون “السيسي” يعيشون على هذا الأمل، أما الذين كانوا يقفون إلى جانب “مرسي” ما زالوا غير متفائلين ويعتبرون الإعلام دائما يعيِّشهم في أحلام وردية بخلاف الواقع الذي يعيشونه.
إن الحياة في مصر وحسب ما سمعنا من الكثيرين من أصحاب التاكسي أو المواطن البسيط بالشارع العام أو البقال أو صاحب الخضار فيقولون الحياة أصبحت جحيماً ومن يعمل في دوامين لن يستطيع أن يعيش. وقال البعض إن الحالة الاقتصادية أيام “مرسي” كانت أفضل بقليل عما هي عليه الآن. فالدولار كان يساوى وقتها ستة جنيهات مصرية، أما الآن فوصل إلى أكثر من سبعة جنيهات، وربما يزيد، أما السكن فأقل شقة في المناطق الشعبية لا يقل سعرها عن ستمائة جنيه في الشهر، أما المناطق الراقية فلا تقل عن ألفي جنيه.
وقال صاحب تاكسي إن أنبوبة الغاز ارتفعت إلى سبعين جنيهاً وخدمات المياه كل شهرين ارتفعت من خمسين جنيهاً إلى مائة وعشرين، وكذلك الكهرباء. وقال إن متوسط دخل الفرد ليعيش حياة معقولة لابد أن يحصل على مبلغ ثلاثة آلاف جنيه، بينما الفرد لا يتعدى دخله ألفاً وثمانمائة جنيه، وهناك فئات تتقاضى مرتبات شهرية تقدر بخمسمائة جنيه ويلاحظ ظهور حالة التسول وسط العجزة النساء والرجال وأحياناً بعض الأطفال، ولكنها ظاهرة غير مقلقة وليست بكثافة كما هو ملاحظ في كثير من الدول العربية والأفريقية. ورغم حالات الفقر إلا أن هناك طبقة تعيش حالة من حياة الدعة والراحة وكأنها لا تعيش في مصر.
البنية التحتية لمصر جيدة وزادت عليها الكباري الطائرة التي حاولت أن تقلل من الزحام إلا أن القاهرة التي يبلغ تعدادها ثلاثين مليون نسمة يخرج نصفهم يومياً ولكن حالة الزحام تؤرق المواطن والحكومة على حد سواء، فإذا كنت على موعد أو تريد مراجعة طبيب فلابد أن تخرج قبل ساعة من زمنك فالمواصلات متعددة وبأسعار زهيدة، فهناك مترو الأنفاق الذي يوفر لك زمناً كبيراً وبسعر زهيد لا يتجاوز الجنيه وكذلك المواصلات المختلفة عربات الأجرة والبصات كلها بأسعار زهيدة ولكنها تستغرق زمناً كبيراً، أما التاكسي فالأسعار ترتفع وقت الذروة وتقل في العطلات كعطلتي (الجمعة والسبت) أما وقت الزحام فلا يقل المشوار عن الخمسين جنيهاً وأحياناً يرفضون الذهاب.
لقد تغيرت القاهرة كثيراً ولكنها لم تتغير في سهرها وحركتها حتى الصبح، فهي في حركة دائبة يومياً وتتمتع بجو بديع بدايات الصيف والربيع والمناسبات.