تحقيقات وتقارير

حسناوات في سماء السياسة.. الخرطوم تتزين


لعبت المرأة بشكل عام ادوار كبيرة في داخل السودان وخارجه في الجوانب السياسية وعرف عن الانثي عموما الصبر والثقة بالنفس خاصة اذا كانت محاطة بالرجال فمثلا وعلي مستوي العالم برزن نساء رائدات ومؤثرات في السياسة واثبتن جدارتهن الفائقة مما جعل حكومات بلدانهن تفضلهن علي العنصر الخشن لكونهن نجحن بأمتياز في المهام الموكلة إليهن وبرزت علي المستوي الخارجي نساء حفرن اسماءهم في سماءالسياسة بوضوح ذلك المجال المتقلب المزاج لدرجة ان اطلقوا عليها أي علي السياسة (اللعبة القذرة)ولكن كسبت اغلب هؤلاء النسوة جولات عجز عن تحقيقها الرجل وتبوأت السيدات المناصب الرئاسية وكأنها وظيفة عادية .

«2»
ومن بين النسوة اللائي سجلن بروز واضح دوليا نجد المستشارة الالمانية انجلينا ميركل تلك المرأة التي سجلت اهدافااربكت قادة كبار ومثلما تدور الماكينات الالمانية لتحقق اهدافا كروية نجد أن هذه السيدة قد ضربت المثل في التجرد وحب وطنها إذ رفضت المستشارة الاشهر في الغرب رفضت تغيير محل سكنها وظلت مواطنة تعيش حياتا عادية فأضاف لها منصبها اعجابا لافتا وبالمقابل برزت في اميركا مستشارة الامن القومي السيدة كوندليزا رايس وحققت نجاحات تتوافق تماما مع الاستراتيجية الامريكية وكذلك نجد الملكة البريطانية اليزا بيث التي حافظت علي العرش البريطاني لعشرات الاعوام.

«3»
وكذلك برزت نساء في جنوب شرق اسيا وفي الارجنتين والهند واللافت ان هؤلاء النسوة نجدهن قد خلعن الثوب الانثوي الصارخ ولكن ليس كلية بالطبع ولكن ليتمكن من اداء مهامهن علي الوجه الاكمل فحصلن بناء علي ذلك علي ترقيات وضعتهن في اماكن ظلت عصية عليهن والمتابع لشؤن المرأة في سماء السياسة في القارة السمراء نجدها وقد تأخرت نوعا ما في الفوز بمناصب عليا كرصيفاتها في الغرب لاسباب تتعلق بالمناخ السياسي في القارة السمراء عموما والذي لا ينفصل بالطبع عن العادات والتقاليد التي تميز النساء الافريقيات ومع ذلك حققت الاناث في افريقيا انتصارات معروفة في المجال السياسي ونجد انه قد تخلي الافارقة بشكل عام عن الالتزام الصارم بالقوانين العرفية التي تحجب نشاط الاناث بسبب ازدياد المد العنصري في افريقيا منذ وقت مبكر ولذلك برزن نساء ناشطات في مجال الحقوق الاساسية منها حقوق الانسان وحق الحياة الكريمة وشيئا فشيئا بحسب متابعين تبؤات المرأة مواقع رائدة ومؤثرة ووصلت حتي للمواقع التنفيذية في كثير من البلدان وفي ذلك قال الدكتور مهدي دهب المحلل السياسي المعروف إن الفترة الماضية شهدت وجود تيار عالمي للاهتمام بقضايا المرأة وأن جزء من ذلك التيار هو حقوق الانسان وكان ذلك علي المستوي السياسي واما الجوانب الثقافية فيري دكتور مهدي دهب ان الفترة الماضية قد شهدت تمركزا حول الانثي وهو تيار تدعمه منظمات لها غايات محددة بحسب قوله لتحقيق مكاسب معينة وليس لاجل منحها حقوقها واضاف دكتور مهدي بالقول بأننا اذا نظرنا لحقوقها كدول عالم ثالث وحاولنا تطبيق ذلك فسنجد ان التعامل مع المرأة فيه نوع من القيود والنظرة السلبية سواء ان نتيجة للتقاليد أو من منظو ديني ويؤكد الدكتور هنا بان حقوق المرأة مهضومة في افريقيا إلا أنه عاد ليؤكد في ذات الوقت بان موجة الديمقراطية التي ضربت القارة مؤخرا جعلت انه من الضروري جدا منح المرأة وضعيتها في مراكز القرار وصار لها دور في العملية السياسية واشار بان هنالك عدد كبير من رؤساء الدول من النساء مثل جنوب شرق آسيا وفيها تجارب ناجحة وفي السودان والحديث لدكتور مهدي نجد ان السياسة السودانية قد اعطت المراة حقوقها في الممارسة السياسية وصارت النساء يلعبن دور كبير في الاحزاب ولكن الوضعية رغم المناصب التي تتولاها الا انها اقل من المطلوب رغما عن انها وصلت لمناصب وزارية ولكن السودان رغم ذلك هو الافضل من بين الدول رغم انها اي الحكومة قد رفعت حصة المرأة الي 25%في السلطة ولكن لا زالت النظرة السلبية حول السيدات سلبية حول المرأة والي الآن لم نري سيدة مرشحة للرئاسة بأستثناء البروفيسور فاطمة عبدالمحمودنظرا للحساسية التي لدينا في التعامل مع المرأة ويري الدكتور انه من الضروري جدا وجود خط داعم لتلعب دور كبير في مجتمعها .

«4»
وقبل ثلاثة اعوام زارت السودان وزيرة الخارجية الموريتانية السيدة الناها بنت مكناس تلك السيدة المفرطة الجمال ووقتها بحسب مواقع عربية قابلتها الدبلوماسية السودانية بغزل صريح ترجم في قصائد عصماء بحقها افردت لها اجهزة الاعلام وقتها صفحاتها ومواقعها الاسفيرية حتي انه قيل بأن زيارة ريئس بلادها بعدها للسودان لم تحظي بالتغطية التي وجدتها الوزيرة الحسناء فقال احد السفراء باكيا:ياأعين الخيل قلبي اليوم مستلب :من سهم عيني مهاة كم تمناها .

«5»
ومعروف أن أعين الخيل باللغة البربرية المندثرة هي (نواكشوط)0وتردد وقتها بأن الحكومة الموريتانية تميل في خطها العام لتوظيف العناصر النسائية لقدرتها في تحقيق مقاربة دولية .

«6»
ويحدث هذا في الوقت الذي خفضت فيه ريئسة جمهورية ملاوي من راتبها لمحاربة نقص الطعام في بلدها وباعت هذه السيدة واسمها جويس باندا طائرتها الرئاسية لتخفض ميزانية دولتها الزهيدة وهو نموذج في مقدرة تحمل الانثي لمسئوليات كانت حكرا علي الرجال .

«7»
واذا طرحنا تساؤولات حول مااذا كانت لدي المرأة القدة لتخطي الخطوط الحمراء واخاذ قرارات مفصلية ومااذا كانت نوعية الجنس تأتي احيانا لتخصم كل ذلك المجهود وسط قيادات اكثرها رجال وهل لجمال المرأة اثر وسحر في مقدرته علي سحب البساط من الرجل والفوز بقرارات كانت في لائحة الانتظار والترقب لفترة لـتاتي سيدة وتفعل الأفاعيل بذكاء تحسد عليه، وفي ذلك تقول الاستاذة تيسير النوراني القيادية البارزة بحزب البعث وهي متخصصة في دراسات النوع وتقول استاذة تيسير ان اي التزام سياسي اتجاه حزب او وظيفة تنفيذية في الدولة فالتعامل هنا يكون بقدرات الشخص الذهنية والعلمية ومؤهلاته ولا تتعامل معه كنوع سواء ان كان نساء ام رجال ومن هذا المنطلق فان الالتزام السياسي للنساء يضبط وفقا للوائح الحزب اذا كانت في الاحزاب وتمضي استاذة تيسير النوراني عضو المكتب السياسي لحزب البعث مضت في افادتها (لألوان) وقالت ان القرارات لاتتاثر لوكانت من رجل او امرأة لكونها مرتبطة بلوائح الحزب وتتفق استاذة تيسير مع من سبقها في ان هنالك فجوات كبيرة في التفكير تجاه النساء في المناصب داخل الحزاب ا الدولة نظرا للمفاهيم الاجتماعية السائدة وهي ان النساء لا يمكن ان يتخذن قرار قوي وصائب الا ان التجربة اثبتت ان النساء يشكلن حضورا في مراكز القرار هن الان وزيرات دفاع وفي مجلس الوزراءوقادرات تماما بحكم مناصبهنلاتخاذ قرارات قوية وصائبة وقد يختلف معي الناس في القول بأنهن يفعلن ذلك في الخارج الا ان تجربتنا في السودان كبيرة منذ التاريخ القديم في ان النساء صاحبات قرار قوي ومشاركتهم فاعلة في احزابهن ومواقعهن التنفيذية ولذلك يكتسب القرار قوته من موضوع القرار وليس من نوع متخذه وقد تصدر المرأة قرار قوي بينما يصدر الرجل قرار ضعيف الا ان عوامل كثرة تؤثر في اتخاذ القرار مثل عوامل الزمان والمكان وثقافة المجتمع واثها علي شخصية متخذي القرار .

«8»
ولو تابعنا في السودان نجد ان نساء كثيرات حققن مكاسب سياسية وتبؤان مناصب وصلت حتي القصر الجمهوري مثل الاستاذة رجاء حسن خليفة والاستاذة سناءحمدالعوض وبدرية سليمان وكذلك سامية احمدمحمد واخريات تقلدن مواقع متقدمة ويري المراقبون ان للتنظيم السياسي دور كبير في وصول هؤلاء النسوة لهذه المناصب ولذلك لم يكن كلهن يستحقن مناصبهن التي يفترض ان يتساوي فيها الجميع الا انه وبسبب الولاء السياسي لهن تبؤان مناصبهن ويظن المراقبون السياسيون ان نساء اخريات في الاحزاب السياسية الاخري بارزات وقويات اكثر من رصيفاتهن من قياديا المؤتمر الوطني اللاتي خدمهن التنظيم وصرن مولودات وفي افواههن ملعقة من ذهب وفي ذلك اعترفت الكثيرات بانه ولولا انتمائهن السياسي لما انجزن شيئا ويري المتابعون ان الاستاذة سارة نقدالله الامين العام لحزب الامة بمثابة المراة الحديدية حيث اتخذت سارة قرارات صارمة لقوة شخصيتها وذلك في اوقات صعبة مر بها حزبها لم تكن اي سيدة اخري خلافها ان تتخذها هذا اضافة للدكتورة مريم الصادق التي لاتقل عنها في قوة الشخصية والثقة المفرطة التي اهلتهن بحسب المتابعين لحفر اسمائهن في سماء السياسة وتم اعتقال هاتين السيدتين مرارا وتكرارا ولازلن يمارسن نشاطهن بكثاف يحسدهن عليها الكثير ممن بقيوا في حزب الامة لاعوام عديدة دون انجاز يذكر وهو تميز تستحقه هؤلاء النسوة عن جدارة .

«9»
وفي الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل تسير وزيرة العمل الاستاذة اشراقة سيدمحمود جمبا الي جمب برفقة وزير الاعلام والدكتور جلال يوسف الدقير واتخذت الوزيرة قرارات خاصة بوزارتها انتاشتها بسببها سهاما قاتلة تم انتقادها بشدة إلا انها ظلت صامدة وتؤدي مهامها علي اكمل وجه من وجهة نظر حزبها اذ تقول رصيفتها بذات الحزب الاستاذة ساجدة يعقوب والمرشحة هذه الايام في دائرة الحوش الغربية انهم يفخرون في حزبهم بانهم من اكثر الاحزاب التي تقدمت فيها المرأة وقالت انهم الحزب الوحيد الذي نزلت فيه المرأة علي مستوي الدوائر القومية والولائية وتؤكد بأنهم من اوائل الاحزاب التي كان لديهم وزيرة هي الاستاذة اشراقة سيد محمود وتسجل المراة بالحزب الاتحادي الديمقراطي حضور لافت في كل الفعاليات بحسبما اكدت الاستاذة ساجدة.

«10»
ومن خلال ما ورد نجد ان حضور الانثي في الوسط السياسي قوي ومؤثر للغاية بل ولافت ويظن المراقبون ان المراة لها تاثيرات الا انها في النهاية لا تنفصل عن الحزب اوالدولة التي تنحدر منها ولذلك هي تمثل دولتها بصدق وتراوغ كالرجل تماما استنادا علي الاستراتيجية التي تسير وفقها بلدها ولذلك هي تتخذ القرار مثل الرجل تماما ويأتي ذلك التجرد للصدق الذي يميزها والاخلاص الذي عرفت به الانثي الا ان ذلك لا يمنع ان تلجأ لاسلحة اخري قد لا يتوقعها متخذي القرار انفسهم والذين يمثلون اليها الطرف الخصم .

تحقيق : غادة احمدعثمان
صحيفة ألوان