تحقيقات وتقارير

أطباء وطلاب طب سودانيون في (حضن) داعش


على وقع خطوات لينا الصغيرة السن؛ سار تسعة مواطنين بريطانيين من أصولٍ سودانية عابرين الحدود التركية إلى سوريا الأسبوع الماضي ، هدفُهم هو الالتحاق، بحركة داعش ترى لماذا وكيف فعلوا ذلك ؟

في الثالث عشر من مارس الجاري؛ حطت الطائرةُ التي تُقل السودانية / البريطانية ؛ لينا عبد القادر في مطار إستانبول قادمة ً من الخرطوم …أرسلت لينا (ألتي ستحتفل بعيدِ ميلادها العشرين الشهر المقبل ؛( سيلفي ضاحك) … عبر الواتساب لشقيقتِها؛ وأخبرتها بأن لا تقلق ؛فقد وصلت الى تركيا .. لم تكن لينا التي تدرسُ الطب في جامعة العلوم الطبية بالسودان؛ في رحلةٍ للتنزه على بحر مرمره ؛ ولا هي عاشقة لقصور العثمانيين التي تزينٌ العاصمة التركية إستانبول .. بل كانت في طريقها لتلتحق بصفوف داعش؛ أكثر الحركات اتصافا بالرعبِ والموت ألم يكن حقيقة لكن ذلك ما يبرز الإعلام قبل وبعد حادثة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.

على وقع خطوات لينا ؛ سار تسعة مواطنين بريطانيين من أصولٍ سودانية حين عبروا الحدود التركية إلى سوريا الأسبوع الماضي ، هدفُهم هو الالتحاق بحركة داعش. جُلهم كانوا أطباء في الخدمة أو طلاب طب . وبدا الأمر أن داعش التي تكسب الأراضي بالبندقية في سوريا والعراق ؛ تجتاحُ الخرطوم بأسرع ِ مما تفعل جائحة الإيبولا أو أنفلونزا الطيور. إذ حط الصبية رحالهم في اسطنبول على رحلة التي بدأت من مطار الخرطوم في الساعات الأولى ليوم الثاني عشر من مارس الجاري حيث استقبلوا هناك ليتم ترحيلهم الى الحدود السورية .

ولد معظمُ المنضمين لداعش في بريطانيا لآباء من أصولٍ سودانية وهم في سنِ المراهقة المتأخرة ؛ درسوا الطب في الخرطوم. ثلاثة ٌ منهم تخرجوا بينما لا يزال البقية يدرسون في الخرطوم بتشجيع من أسرهم ؛ التي حرصت على ربطهم بثقافتهم الأصل، لكن يبدو أن الفتية سقطوا في امتحان حرب الثقافات والأديان .إذ يقول عدد من الآباء بأنهم أرسلوا أبناءهم للسودان ليكونوا أكثر التصاقاً بثقافتهم ؛لكّن قرار ذهابهم إلى داعش مثل لهم صدمة حقيقية .
إداريون في جامعة العلوم الطبية المملوكةِ لوزير الصحة السودانية ؛ مأمون حميدة . اتهموا جهات لم يسُمنوها ؛بتجنيد واختراق عقول الطلاب عبر خليةٍ جنّدتهم للانضمام لحركة داعش. غير أن مصادر شبه رسمية في الخرطوم ؛ قالت إن المدّ الداعشي في أوروبا هو الذي جرفهم . وبحسب تقارير أمريكية فإن موسما من الهجرة الى داعش بدأ ينتعش في أوروبا وسط الجيل الثالث من المسلمين والعرب بما يشبه الموضة.
صحيفة الأوبزيرفر البريطانية ؛ قالت في عددها الصادر أمس إن الطلاب التسعة عبروا الحدود التركية الى سوريا، ويتوقع أنهم في منطقة تل الأبيض حيث تسيطر داعش وأشارت الصحيفة إلى أن سبعة على الأقل من الأمهات والآباء يعسكرون بالقربِ من سياج من الأسلاك على الحدودِ التركية السورية . وأوضحت أن الأسر التقت نائبا في البرلمان التركي لمساعدِتهم على استعادةِ أبنائهم .

وفى الخرطوم ومع استمرار الصمت الرسمي؛ أثار الأمر حفيظة عشراتِ الأسر السودانية ؛ كما وجد الأمرُ حظهُ من النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي . بيدا أن السؤال الذي ظل بلا إجابةٍ ، هو؛ ماهى الدوافع الحقيقية التي حدت بطلاب من أسر عريقة ويدرسون في جامعات رفعية للالتحاق بداعش رُغم سمعتها الدموية ؟
لكن الأسباب تبدو غامضة، وبحسب دراسة لمركز كارنيغي للشرق الأوسط، فإنه من الصعب أن تفهم إعجاب الشباب العربي والمسلم بتنظيم الدولة بشكل عام، فكثير من الناس يفترض أنه لأسباب دينية أو بسبب شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه ليست بالأسباب الكاملة لإعجاب وانضمام مئات الشباب تاركين حياتهم للانضمام لقوات التنظيم في سوريا والعراق .وتفتح الإجابة بابا آخر للسؤال لماذا رموا بأنفسهم في حضن داعش؟

عوض الصديق
صحيفة ألوان


‫2 تعليقات

  1. واين مامون حميده من هذا . ولا قبض الدولار ماعليهو بالباقي .
    حسبنا الله ونعم الوكـــيل .