منوعات

أسرار الحجارة المضيئة بنهر النيل.. تباع بآلاف الدولارات والدراهم بالإمارات والصين


انتشر أهل الريف في الأرض، منذ نحو شهرين، يبتغون الحصول على الجواهر الياقوت والمرجان والزمرد، من بين حصى القلاع وحجارة الأودية، ليبتاعوها ربما بثمن يراه بعضهم دون المطلوب رغم أنه يتراوح ما بين (30إلى 500جنيه)، لدى مشترين ببعض حواضر، ولاية نهر النيل ريثما يحوِلونها إلى الخرطوم، لتصدر منها إلى دول الخليج العربي.

الحجارة قبل الانتخابات

في أرياف محلية المتمة تتفوق حملة جمع الحجارة الكريمة والحجارة المضيئة، بنسبة (100%)، على حملة الانتخابات، ما أن تجلس مع مجموعة إلا وأخرجت لك حجرا وفحصت لك جودته بإضاءة هاتف (ربيكا)، فإذا رأيت النور داخل الحجر، ما عليك إلا أن تصدق أن جوهرا داخله سيدر عليك مالا وفيراً، خاصة إذا كان الحجر ناصع البياض، حدثني أهل الريف خلال اليومين الماضيين عن تجارة الحجارة، وكيف أن بعض عضوية المؤتمر الوطني عندما ذهبوا لتدشين حملة الانتخابات بقرية السيّال استغلوا فرصة إصلاح عطب بإحدى السيارات، ودلفوا إلى القلاع يبحثون عن الحجارة.

تعلق قلبي بـ(…)

كنت مهموما بسر تعلُق الشباب والكبار بجمع الحجارة حتى النساء وسائقي سيارات الأجرة، وظللت أسأل دون أن أجد إجابات مقنعة، ولكن محدثي قصي محمد سالم قال لي: إن الحجارة تباع وتصدر من الخرطوم إلى الخارج لتصنع منها (فواريز) للخواتم.

نهار أمس الأول (السبت)، كنت بين مجموعة من الشباب، التقط معظمهم حجارة وأودعوها جيوبهم، سألتهم عن ثمنها، فاستفسر أحدهم أحد معارفه بمدينة المتمة عبر الهاتف، فكانت إجابة الأخير أن أسعارها تتفاوت حسب جودتها وتبدأ من (30 إلى 40) لحجارة القلاع الصغيرة، وتصل إلى (500) جنيه للحجر الأبيض المأخوذ من الأودية.

مشغول بالشجرة

صباح اليوم (الأحد)، تحركت من قريتي الصغيرة الوقيداب بالريف الجنوبي وتوقفت داخل سوق مدينة المتمة، دلَني شبابها على أحد الذين يشترون الحجارة، بائع القهوة بلّة الحاج جبّة، عندما توقفت عربة عبد الوهاب حسين أمام القهوة، عاجلني عضو المؤتمر الوطني المقداد سليمان، المشغول برمز الشجرة حالفا بالحرام أن اتناول كوب قهوة، وقدمني لبائع القهوة مشتري الحجارة، ودلفت إلى داخل المحل فإذا هو به كوم من الحجارة البيضاء، خرجت وعرضت عليه حجرين كانا بجيبي، فقال مثل هذه الحجارة نسميها العجوة، نشتري الكيلو منها بـ(40) جنيها، وما هي لحظات إلا وأمر العاملين معه بإحضار أكياس في كل واحد كيلو من حجارة العجوة.

نسبة من الماس

وعاد بلَة يحدثني عن سوق وأنواع الحجارة، فقال: “تستخدم الحجارة في صناعة فواريز للخواتم، و أزرار للبدل الدبلوماسية، وتوجد بينها حجارة كريمة بها الياقوت والزمرّد وجدها الناس في مناطق قرى الصلوعاب والشطيب والشكابة، بالريف الجنوبي للمحلية، وكل الحجارة بها نسبة من الماس ( الالماظ)، وعن مباعه ومشتراه قال: “اشتريت حجرا جيدا قبل نحو يومين بـ(250) جنيها وبعته بـ(600) جنيها، ولكن بلة أبدى تخوفا من تقنين عمل شراء الحجارة، وأشار إلى أن من بين المشترين معه بمدينة المتمة، عبد الناصر بخيت، ويوسف قمر الدين، وحيدر إمام.

سماسرة الحجارة:

يقول مشتري الحجارة بمدينة المتمة، إن ثلاثة سماسرة يتقاضون حقهم منه قبل أن يبع ما بحوزته للمشتري الكبير في الخرطوم، ليصدر الأخير بدوره الحجارة إلى دول الخليج والصين، وقد قال كثيرون من البائعين و المنشغلين بالحجارة إن أسعار الالماظ في دول الخليج وصلت (36) ألف درهم، وفي الصين ألف دولار.

المدير مشغول بالحجارة:

المعلم محمد الفاضل مدير مدرسة الصلوعاب الثانوية، قال لـ(اليوم التالي) إنه انشغل بجمع الحجارة، مثله والآخرين، خاصة وإنها توفر له مصروفا للترحيل وقضاء بعض الضروريات في ظل شُح رواتب المعلمين.

اليوم التالي