الطاهر ساتي

وإنتصرت المافيا ..!!


:: بالوسيط، وهي أسبوعية توزع مجاناً، وبعدد هذا الأسبوع، والصادر يوم الجمعة الفائتة، ما يلي بالنص : ( أيمن بن حسين لتجارة المواشي، فرصة نادرة لهواة تربية المواشي، إناث ضأن سواكني، للبيع والكمية محدودة، للإتصال…)، هكذا نص الإعلان بالصحيفة الإعلانية، وصورة أنثى الضان السواكني تتوسط الإعلان..والمحزن في الأمر، فالمُعلن ليس بسوداني ولا الصحيفة سودانية، أو كما المواشي سودانية سواكنية.. فالصحيفة سعودية، وكذلك أيمن بن للحسين لتجارة المواشي..والكمية ليست محدودة كما يقول الإعلان، إذا هذا محض وسيلة للترويج والترغيب، بدليل أن العرض بإحدى أكبر الصحف الإعلانية ..!!

:: تلك إناث مواشينا التي كانت تنتج بمراعينا، وما خُفي بالمزارع السعودية (أكثر)..ونحمد للتجار هناك أنهم لم يغيروا إسمها ( السواكني).. ولن نعاتبهم، فهم لم يخطئوا.. فالذين يرتكبون هذه الجرائم الإقتصادية – للأسف – هم بعض أبناء بلادنا الذين جاء بهم القدر (حُكاما)..وعليه، نسأل كما فعل الراحل المقيم الطيب صالح : لماذا يحبّونه – وطنهم – وكأنّهم يكرهونه؟، ولماذا يعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟.. نعم، رغم أنف القوانين الصادرة منذ الإستقلال، والتي تمنع تصدير إناث المواشي، صدَرت وزارة الثروة الحيوانية – تلك المواعين المنتجة – بكامل التنسيق والتعاون مع (مافيا المواشي)..وهذا حصاد التصدير بالخليج، إنتاجاً وبيعاً للمزيد من الإنتاج..!!

:: ومنذ 2008، وهي السنة التي فتح فيها محمد أحمد أبوكلابيش- الوزير السابق للثروة الحيوانية – باب تصدير إناث المواشي، نكتب للرأي العام ونحذرالمافيا ونحرض الرئاسة ونناشد البرلمان، ولكن لم نفلح في هزيمة (مافيا المواشي)..لقد عجزنا عن إغلاق هذا الباب المراد به الثراء الذاتي الفاحش على حساب تدمير أحد أركان الإقتصاد الوطني.. بالصومال التي تحكمها أكثر من جماعة، والتي يُضرب بها مثال الفوضى في إدارة الدولة، يعدمون من يُهرب إناث المواشي..ولكن هنا، السلطات المسؤولة عن حماية وتطوير الثروة الحيوانية هي التي تفتح باب التهريب للمافيا لتصدر المواعين المنتجة بعد دفع رسوم التصدير، عفواً ( رسوم التخريب)..تلك الرسوم أغلى وأقيم – عند ولاة الأمر – من حاضر ومستقبل (ثروة وطن)..!!

:: وبعد أن غادر أبوكلابيش وزارة الثروة الحيوانية، بعد أن فتح – بخفاء وحياء – باب تصدير ( إناث المواشي)، إستلم الدكتور فيصل حسن إبراهيم ( مهام التخريب)..وشرع في إخراج تصاديق تصدير إناث المواشي من الخفاء إلى (الهواء الطلق)..وسيكتب التاريخ أن الوزير فيصل هو أول من دافع عن هذا (التخريب) بعد أن وفر له الحماية.. دافع عن التخريب في البرلمان والإعلام، وذلك بعد موافقته على تصدير أكثر من ( ألف رأس، إناث ضان)، كتبت عنها صحف يونيو الفائت بعد أن وثقت رحلتها إلى السعودية..وهكذا، تصدير إناث الأنعام – ضأناً كانت أو إبلاً- معركة قديمة بين الصحافة و مافيا المواشي المتحالفة مع وزارة الثروة الحيوانية..وإنتصرت المافيا، ليس بالتهريب، بل بالإتكاءة على سلطة ( وزارة فاسدة)..!!


‫2 تعليقات

  1. قلنا ليكم الحكاية ما اقتناء فلل وقصور وركوب فارهات وعريس نسوان….الحكاية تدمير ممنهج للبلد مع سبق الاصرار والترصد

  2. والله الواحد بدا يشعر بشعور غريب انو كل يوم يشعر في ناس متعلمين وليهم ماكنا كبير هم الامرين والناهين في موقعهم الوزارية قاصدين تدمير البلد وبقت واضحة وظاهرة اللهم من ارد تخريب السودان اجعل كيدهم في نحرهم