فدوى موسى

هنا تكمن العلة!


الجنون الذي يمارسه البشر على بعضه البعض ويتبدى في صور مختلفة من مفارقات لدنيا الإنسانية المتسامحة والفاضلة في ختامه يرجع إلى جزئية ما في تركيب كل فرد.. فالذي يتبنى الخير تجده قد سيطر على مقاليد حياته وأحاطها بتوازن معقول ولم يجعل منها محوراً لدائرة صغيرة شريرة.. عكس الآخر الذي ينافي موازين التصالح مع الذات ويخرج بها أنموذجاً مضراً للآخر، ويكون ذلك الفرد المتفلت، العنيف التوجه.. الإرهابي الخلاصة.. إذن علة هذا الكون مردها لهذا الإنسان في فردانية الجماعية فعندما يتشبع بقسوة الفكرة والاحتكام إلى الاختلال النفسي فإنه غالباً ما يولد في العالم هذا التطرف وهذا الإحساس الفارط بالغبن تجاه العالم، ليلبس كل الناس ثوب الكراهية وثوب الحقد ويفجر نفسه لأجل رغبة في تحقيق قدر من الإرضاء لها على أنها قد ظُلمت وآن لها أن تظلم وتأخذ بحقها.. والنظر بعمق لكل صاحب تفلت أو عنف أو تطرف تجده قد ورث علة نفسية غامضة أو مجروحة ولدت بداخله كراهية تجاه الآخرين أو حتى تجاه نفسه، لأن الذي يتصدى للإيذاء لحاله هو الأقدر على تحقيق أعلى معدلات الإيذاء لحاله هو الأقدر على تحقيق أعلى معدلات الإيذاء للآخرين.. (هنا تكمن العلة) علة عبدو!

(عبده) حين تتملكه لحظات الزهو الداخلي يعمد لإطالة الفكرة بإنزالها على الأرض الماثلة.. تدور بداخله فكرة أنه ربما كان الأقوى وسط مجتمعه بحكم إنه عرف من أين تؤكل الكتف.. فقد عرف الطريق للمال عن تلك النظرية.. نافق المسؤولين والسلطات حتى أصبح يعرف كيف يحورها ويجيرها لمصلحته تماماً فهو يقول «هؤلاء في جيبي» أو حتى خيل له كذلك .. وعلة (عبده) أنه لا يحترم مبدأه، فهو يفاخر بهذه الجزئية على أنها (خصيصة) له وحده وما درى أن المنافقين أكثر من تعدادات الوهم في رأسه.. جاءهم بفكرة أنه الأصلح لهم لساناً في برلمانات الحياة لينتخبوه .. عدد مآثر أيامه الفائتة.. وقيادته لبعض الأنشطة.. لم يكن دافعه لفعلها هو إلا أنه يستثمرها في هذا اليوم.. ورعونة أسلوبه أنه يكثر الامتنان على هؤلاء البسطاء كأنه قد وهبهم بعض الهواء والماء ونضرة الإخضرار.. وما درى أن صدورهم نحوه تعتمل بأشياء لا تقدر بثمن من موازين سالب الإحساس والترف في الكرة وعدم الاستحسان.. فالمرء أنه عمد لميزان إحساس داخلي شفيف يكون حاديه الوصول والإدراك لما هو أبعد من الحقيقة.. والحقيقة أنه (عبدو) معلول بعلة الإحساس الزائد بالنفس.

آخر الكلام :

عودوا بكل عمل يجرح الإنسانية يقوم به فرد أو جماعة للورا تجدونه وليد غبن وإحساس قديم معلول أو فرط للدونية يوماً أو غائرة النقص الحاقد.

مع محبتي للجميع ،،،